«مؤسسة قطر» تعزز التواصل اللغوي والثقافي بين المجتمعات عبر الترجمة

25

تُعتبر قطر اليوم مركزاً للحوارات الثقافية العالمية ومنصة لمشاركة الأفكار، وعلى هذا الأساس تسعى قطر
إلى معالجة التحديات العالمية، من خلال تكوين
مجتمع يتميز بالتسامح وتقبّل الآخر، ويرى أن التنوع في الثقافات ليس عائقاً، بل فرصة للتفاهم والتفاعل مع الآخرين.

ومن إحدى الطرق التي حققت من خلالها دولة قطر تلك الأهداف، استخدام الترجمة كوسيلة رئيسية ليصبح أفضل ما يقدمه العالم من الأدب العالمي في متناول جميع أفراد المجتمع، بما يفتح مسارات جديدة للمعرفة في مجال الثقافة والتواصل والتعليم والبحوث، ويتيح إمكانية نقل هذه المعارف إلى مجتمع يتكون من جنسيات مختلفة، وهكذا أصبحت الترجمة مهمة للغاية، لأنها تسهّل عملية التواصل اللغوي والثقافي بين الأفراد، وتبني الجسور بينهم.

وتوفر مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، من خلال دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، مجموعة من الأعمال الأدبية الأكثر مبيعاً في اللغة العربية، وترجماتها بلغات عديدة، والعكس كذلك. كما توفر المؤسسة، من خلال معهد دراسات الترجمة التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، خدمات للترجمة وبرامج تعليم للغات متنوعة وذات مستوى عالٍ للمجتمع القطري والإقليمي.

وتقوم دار حمد بن خليفة للنشر -دار نشر رائدة محلياً وعالمياً- بترجمة أفضل الأعمال والكتب من لغات مختلفة إلى اللغة العربية، منها: الإنجليزية، والتركية، والصينية، والمالايالامية، واليونانية، والفرنسية، والإسبانية، والألمانية، والروسية. بالإضافة إلى ذلك، تتم ترجمة أعمال الدار الصادرة باللغتين العربية والإنجليزية إلى لغات أخرى، مثل البرتغالية، والتشيكية، والفارسية، والهولندية.

ومن الجدير بالذكر أن مركز الترجمة والتدريب يقدم خدمات ترجمة عالية الجودة لمجموعة واسعة من الكيانات، وذلك لتلبية احتياجات قطر للخدمات اللغوية المتعددة، ويسعى مستقبلاً إلى توسيع عدد المراكز التي يوفر لها هذه الخدمات، كما يقدم المعهد ورشات عمل تدريبية مهنية لأفراد المجتمع، إضافة إلى ورش عمل مخصصة للمترجمين داخل المؤسسات والمراكز المختلفة في الدولة.

تعاون مع روسيا والهند

في العام الماضي، قامت الدار بترجمة عدد من الكتب من اللغة الروسية إلى اللغة العربية، لتتلاءم مع فعالية العام الثقافي بين قطر وروسيا 2018، ومنها مؤلفات الكاتب ألكسندر بوشكين، أشهر رواة القصص، والشاعر والروائي والكاتب المسرحي في روسيا.
وخلال العام الثقافي بين قطر والهند لهذا العام، شاركت دار جامعة حمد بن خليفة للنشر في معرض نيودلهي الدولي للكتاب، الذي شكّل خطوة مهمة نحو تأسيس اتفاقيات مع الناشرين الهنود. وبالمثل، فإن معهد دراسات الترجمة -التابع لجامعة حمد بن خليفة- كان له دور أساسي في تعزيز الحوار العالمي في قطر منذ إنشائه عام 2012.
وقد أصبح المعهد مركزاً للتعليم والبحوث واللغات، وتقديم الخدمات في مختلف مجالات الترجمة. وبالإضافة إلى ذلك، يقدم مركز الترجمة والتدريب ومركز اللغات، خدمات ترجمة، وورشات عمل تدريبية متخصصة، وبرامج تعليم لتسع لغات، تلعب دوراً مهماً في التطوير الثقافي والمجتمعي.

خبراء عالميون في المؤتمر السنوي الدولي العاشر

يستضيف معهد دراسات الترجمة من 26 وحتى 27 مارس، المؤتمر السنوي الدولي العاشر للترجمة تحت عنوان: «ترجمة التهميش وتهميش الترجمة».
وسيجمع المؤتمر خبراء عالميين وطلاب وأفراد المجتمع لمناقشة التطورات الحديثة في مجال دراسات الترجمة، كما سيركز على دور الترجمة التحريرية والترجمة الفورية في تسهيل عملية التواصل في مجتمعاتنا.
ويعد المؤتمر منصة لتبادل الأفكار والآراء ووجهات النظر، ليعكس دور الترجمة في تعزيز نسيج ثقافاتنا ومجتمعاتنا المتنوعة في قطر، والتي تحرص مؤسسة قطر من خلال جهودها على تحصيل أكبر قدر ممكن من الفوائد التي تعود على المجتمع.

ريما إسماعيل: دار النشر
تتبع عملية صارمة عند اختيار الأعمال

قالت السيدة ريما إسماعيل -مديرة التواصل والمشاريع الخاصة في دار جامعة حمد بن خليفة- إن دار النشر تتبع عملية صارمة عند اختيار الأعمال التي سيتم ترجمتها من مختلف البلدان واللغات، وذلك للحفاظ على جودة الأعمال وتنوعها، ومن العوامل المهمة التي تستند عليها عملية اختيار الكتب، رسالة الكتاب.
وأضافت: «إن رسالة الكتاب مهمة في عملية اختيار الأعمال المترجمة، لأنها تزود قرائنا بمنظور مختلف، كما تساهم في تسهيل التواصل والتفاهم بين الثقافات. ومن جهة أخرى، نهدف إلى المساهمة في التبادل العالمي للمعلومات، بحيث تُحدث بعض الكتب ذات القضايا المحددة التي نقوم بنشرها عالمياً، تأثيراً على الأفراد والقراء حول العالم».

الاستفادة من خبرات ومعارف الأفراد من ثقافات أخرى

تسعى دار جامعة حمد بن خليفة للنشر إلى الوصول للمجتمع المحلي، من أجل تمكين أفراده من أن يصبحوا مؤلفين راسخين، وتوفير فرصة للأفراد الذين ينتمون إلى ثقافة واحدة بالاستفادة من خبرات ومعارف الأفراد من ثقافات أخرى.
على سبيل المثال، عقدت الدار ورشة عمل للمؤلفين والرسامين القطريين بالتعاون مع السفارة الألمانية ومعهد جوته، وبعد ورشة العمل قام أحد المشاركين بنشر أحد مؤلفاته لدى دار جامعة حمد بن خليفة للنشر.
وتشارك مؤسسة قطر في مبادرة «العام الثقافي» القائمة حالياً، وهي عبارة عن برنامج تبادل الثقافات؛ أطلقته متاحف قطر، يعزز دور دار النشر لاستضافة الفعاليات الثقافية والأنشطة المجتمعية، ويساهم في تعزيز التفاهم الثقافي بين قطر والدول الأخرى.

ندى المحميد: 75 خريجاً يعملون حالياً في مجالات متعددة داخل قطر

أشارت السيدة ندى المحميد -مديرة مركز الترجمة والتدريب بالإنابة في معهد دراسات الترجمة- إلى أن مجموعة المترجمين الذين يستضيفهم معهد دراسات الترجمة، من أهم إنجازات المعهد.
وعبرت المحميد عن فخرها قائلة: «نفخر في قسم دراسات الترجمة والترجمة الفورية بأن يكون لدينا 75 خريجاً يعملون حالياً في مجالات متعددة داخل قطر، بما في ذلك: الاتصالات والرياضة والطاقة والسياحة والشؤون الخارجية، وغيرها من المجالات».
وأضافت المحميد: «يسعدنا من خلال مركز اللغات، تقديم مجموعة واسعة من برامج اللغات للبالغين والمراهقين والأطفال، حيث يقدم المركز حالياً تسعة برامج لغوية للكبار، وهي: اللغة العربية والفرنسية والإسبانية والصينية (الماندرين) والألمانية والإيطالية والبرتغالية والتركية والروسية، وتعتبر اللغتان التركية والروسية أحدث الإضافات ضمن المركز».

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *