بلماضي: دربت قطر والجزائر لسبب عائلي ومونديال 2022 سيكون مبهرا

 حاوره: ناصر صادق

يمتلك مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي سيرة مهنية حافلة بوصفه لاعبا لأندية أوروبية عديدة منها مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان ومارسيليا وسيلتا فيغو.

كما حقق بلماضي إنجازات عديدة بوصفه مدربا للفرق والمنتخبات القطرية منذ بدأ حياته التدريبية عام 2009، منها الفوز بدوري نجوم قطر مع فريق لخويا في الموسم الأول لتأسيسه، وحافظ على اللقب في الموسم التالي، لتتوالى البطولات.

وكانت أبرز إنجازات المدرب الجزائري قيادته المنتخب القطري للفوز ببطولة كأس الخليج “خليجي 22” عام 2014 بعد فوزه على البلد المضيف السعودية 2-1 في المباراة النهائية.

تحدث جمال بلماضي في حوار للجزيرة نت عن إعجابه بالمنشآت الرياضية في قطر، وتوقع أن تنجح في إبهار العالم بمونديال 2022.

وقدم رؤيته الخاصة في بعض الملفات الرياضية، وتحدث عن مستقبله في عالم التدريب، ووضعية المنتخب الجزائري المقبل على تحدي كأس الأمم الأفريقية.

وفيما يلي الحوار الكامل الذي أجري بمقر إدارة التطوير بالاتحاد القطري لكرة القدم بالعاصمة الدوحة:

جمال بلماضي (يمين) مع مندوب الجزيرة نت (الجزيرة)

 

كنت ناجحا جدا مع الدحيل القطري لكنك تركته فجأة في أوج إنجازاتك معه بإحراز لقب الدوري في آخر موسمين، فما سر ذلك؟

بالفعل كان الكثير من الناس تتملكهم الدهشة من قراري بالرحيل عن الدحيل في هذا التوقيت، وبالطبع هناك بعض الأسباب التي أفضل الاحتفاظ بها لنفسي، لأنها كانت بيني وبين إدارة النادي.

وبشكل عام خلال الفترة ما بين نهاية الموسم وبداية شهر يوليو/تموز، رأيت أن الفريق لا يمتلك الجاهزية بالشكل الذي أريده للوصول إلى أهدفنا، حيث كان يجب أن نعمل بشكل جيد لكي نجهز الفريق للموسم الجديد، ولأنني أريد بالفعل أن أحافظ على لقب بطولة الدوري للدحيل قررت أن أترك القيادة الفنية للفريق.

هل رحيلك كان بسبب وصولك لاتفاق لتدريب المنتخب الجزائري؟

بالطبع لا، هذا ليس صحيحا على الإطلاق، فأنا لست الرجل الذي لا يمكن الوثوق به، والجميع يعرفني جيداً وليس هذا هو السبب نهائيا.

نعم لديك سمعة ممتازة.. لكن أنقل لك ما ردده البعض

الناس يمكنهم التحدث بما يريدون، لكن الله وحده يعلم الحقيقة وأنا نفسي أعلم، وهذا شيء هام بالطبع، والله عز وجل يعلم أنني لم أفعل أي خطأ.

إذن كيف تم اختيارك مدربا لمحاربي الصحراء؟

عندما سمع الاتحاد الجزائري أنني لن أستمر مع الدحيل تواصل معي بعدما تركت الفريق بثلاثة أسابيع كاملة قبل نهاية شهر يوليو/تموز، وقالوا لي نحن نريدك لقيادة الفريق الوطني، وقبل ذلك لم يكن لدي أي تواصل معهم نهائيا.

لاحظ الجميع أن المنتخب الجزائري تحسّن تحت قيادتك بشكل ملحوظ.. ماذا فعلت ليتطور المستوى بهذه السرعة؟

لقد فعلت ما اعتدت أن أفعله مع فريق الدحيل، مع اللاعبين ومع المؤسسة وكل ما يخص الفريق، حيث كوّنت الجهاز الفني الجديد المعاون لي، وكذلك الفريق الطبي، وعملت على توفير البيئة الجيدة للاعبين الذين أعتبرهم العامل الأساسي للنجاح، لذلك ركزت عليهم وجنيت ثمار ذلك.

بالطبع جددت دماء الفريق بلاعبين جدد

نعم بالطبع قمت بضم بعض اللاعبين الجدد، ربما لم يكونوا معروفين من قبل، لكنهم يستحقون تمثيل المنتخب الوطني.

صرحت بأنك ستفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية القادمة عام 2019، كيف هذا والجزائر بعيدة عن اللقب منذ أحرزته للمرة الأولى والأخيرة عام 1990 بالنسخة التي أقيمت على ملاعبها؟

نعم أعلم كل هذا، ولكن علينا أن نمتلك هذه العقلية التي تحث على الطموح والروح العالية، وأنا أحاول بث الثقة في نفوس اللاعبين من خلال وضع الأهداف الكبيرة أمامهم والعمل على الوصول إليها، وهذا ما تفعله الفرق الكبيرة التي تفوز بالألقاب، أما إذا قللنا سقف طموحنا فلن ننال الحد الأدنى الذي نطمح إليه.

هل تعتقد أن قيادة رياض محرز لهجوم الفريق قد يساعدك على الوصول إلى الأهداف التي وضعتها؟

لا يجب التركيز أو الاعتماد على لاعب واحد حتى لو كان نجما، فهذه مشكلة كبيرة، وخير مثال على وجهة نظري منتخب الأرجنتين الذي يعتمد على نجمه ليونيل ميسي، لذلك لم يحقق أي إنجاز وخرج مبكرا من مونديال روسيا الأخير.

أفضل التركيز على الفريق كمجموعة، حتى لو وجد من يستطيع صنع الفارق مثل محرز، فهو بالطبع من النجوم الكبار أصحاب الإمكانيات الهجومية المميزة، لكن التركيز عليه قد يمثل ضغطا كبيرا، لذلك أفضل أن تكون الروح الجماعية هي الأساس.

بماذا تفسر حصول نجم ليفربول محمد صلاح على العديدة من الألقاب الفردية والجوائز في أول موسم له بالدوري الإنجليزي، وهو ما لم يحققه محرز رغم احترافه قبله بسنوات عدة بالبريمير ليغ؟

إذا أردت أن تقارن صلاح بمحرز فيجب أن تضم الموسم الذي لم ينجح فيه صلاح مع تشلسي، مما اضطره للانتقال لفريق روما قبل الانضمام إلى ليفربول ليحقق موسمه الاستثنائي.

ويجب أن نضع في الاعتبار أن محرز كان يلعب في فريق صغير هو ليستر سيتي قبل أن ينتقل هذا الموسم إلى فريق مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي، وأعتقد أنه لو لعب بنفس الفترة لأرسنال أو تشلسي أو ليفربول أو أي ناد كبير لكان توهج بشكل أكبر.

ومع ذلك يحسب لمحرز دوره الكبير كهداف في فوز ليستر سيتي بلقب الدوري وهو إنجاز تاريخي، والآن له دور بارز مع مانشستر سيتي أيضا حيث يلعب بشكل أساسي وله العديد من الأهداف، كما أنه صنع أهدافا أخرى، وهذا شيء كبير بالنسبة لي.

متى سنرى نجومنا العرب يفوزون بالكرة الذهبية أو يصبحون الأفضل في أوروبا؟

هذا ممكن، ولكن يتطلب الكثير من المجهود، ويجب أن يسبقه تطوير عقلية اللاعب العربي والوصول بعيدا في كأس العالم أو تحقيق إنجازات مع الفرق الأوروبية، إذا حدث ذلك فسيفوز أحدهم بالجوائز لا محالة.

رأينا في مونديال روسيا الأخير المنتخب الكرواتي يتأهل للمباراة النهائية رغم أنه ليس من الفرق الكبيرة.. وفي المقابل أخفقت المنتخبات العربية في تخطي الدور الأول.. ما هي أسباب هذا الفشل العالمي؟

هناك أسباب عديدة لتأهل كرواتيا، وأهمها أن كل لاعبيها يمثلون أندية تلعب في المستويات العليا، وبالنسبة للعرب فلنعطي مثالا بالمنتخب المصري وهو من الفرق الممتازة في أفريقيا وله إنجازات كثيرة في كأس الأمم، لكن قوام الفريق الأساسي معظمه خرج من الدوري المحلي، لذلك لم يحقق شيئا في كأس العالم الذي يحتاج تراكم الخبرات لدى اللاعبين، وذلك لن يتحقق إلا باللعب في المستوى الأوروبي الأول، وهناك سبب آخر يكمن في بخل بعض النجوم في العطاء بشكل كامل لمنتخبات بلدانهم خوفا من الإصابات. 

رغم أنك لعبت لمدة موسمين فقط في قطر فإنك قررت الاستقرار فيها أنت وأسرتك.. فما سر ذلك؟

كانت لدي النية وأنا أحترف في الأندية الأوروبية الكبرى أن أعيش في بلد مسلم بعد أن أنهي حياتي الكروية وأعتزل اللعب، وقد أحببت قطر واخترتها وطنا ثانيا.

ولا أنسى فضل الناس في قطر الذين وضعوا الثقة في شخصي قبل عشرة أعوام ومكنوني من فرصة التدريب بنادي لخويا رغم عدم حصولي على الشهادات التدريبية آنذاك.

بلماضي: فضلت الحياة في قطر عن العودة إلى أوروبا (الجزيرة)

دربت منتخب قطر وحققت معه الفوز بكأس الخليج وحاليا تدرب منتخب الجزائر وبالطبع لديك المستقبل لتحقق الأكثر خاصة وأنك تبلغ ٤٢ عاما من العمر، فما هو طموحك التدريبي؟

عندما كنت لاعباً كنت أود اللعب في أفضل الأندية بالعالم، وكمدرب عندي الطموح أيضا ولكن في نفس الوقت لدي أسرتي التي أريد أن أعيش معها الحياة الأسرية لأشعر بالراحة، ولذلك ليس لدي الطموح للتدريب في أوروبا.

أنا أعيش سعيدا مع أسرتي في قطر وأبنائي يدرسون وينشؤون في الدوحة، وبالنسبة لي كجزائري مسلم أسعد بالذهاب إلى بلدي لتدريب الفريق الوطني، وبشكل عام أنا أشعر بالراحة في أي بلد مسلم عربي لذلك فضلت الحياة في قطر عن العودة إلى أوروبا.

بما أنك ذكرت قطر.. هل تتوقع أن يذهب العنابي بعيدا في كأس آسيا المقبلة أو كأس العالم 2022 على أرضه؟

في هذه الآونة قطر لديها فريق جيد ويعدونه بشكل ممتاز، وفازوا وديا على منتخب سويسرا، وتعادلوا مع نظيره الأيسلندي، ولكن المنافسات في كأس العالم صعبة قليلاً، وعامة سنرى العنابي بشكل أفضل في كأس آسيا، وأتمنى أن يحقق الفريق نتائج إيجابية.

في النهاية هل تتوقع أن تنجح قطر في تنظيم بطولة مميزة لكأس العالم 2022؟

نعم، فهم لديهم صفة التميز في التنظيم، فمنذ كنت ناشئا في صفوف باريس سان جيرمان كنت ألاحظ ذلك عندما نشارك في البطولات الودية والدولية بالدوحة.

قطر تتحسن في كل المجالات، فكل شيء معد بالمواصفات العالمية من ملاعب وفنادق ومنشآت عامة ورياضية وحتى ملاعب التدريب، لذلك سيكون المونديال مبهرا بالفعل.

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *