خمسة شعراء يحصدون الجوائز الثقافية لمهرجان مسقط
|أحمد بن سيف الهنائي-مسقط
وحظيت قصيدة أحمد الفارسي “كأنني خارجي” بالمركز الثاني، بعدما أحدث صراعا عميقاً في دواخله وهو ينطلق إلى الحياة في تساؤلاتٍ بديعة عما يختلج في رؤاه من تبايناتٍ قد لا تتسق إلا في مخيلة الجمال.
وحلت قصيدة “هواجس على مائدة أفلاطون” لعوض الويهي في المركز الثالث، بعد أن سبر أغوار الفلسفة بدهشة الزمن الجميل، وثنائيات أفلاطون وسقراط من زاوية شاعرٍ لا يتوقف عن عزف موسيقاه المتزاحمة بالضياء في جميع مقاطعه ومفاصل قصيده.
لوحة شعبية ضمن فعاليات مهرجان مسقط المتواصل إلى غاية 9 فبراير/شباط المقبل (الجزيرة) |
الشعر الشعبي
كما تمكن وليد العلوي من التفوق على 80 شاعراً شعبياً عبر “ذاكرة من تراب”، وهو يشق طريق التحدي في أبياته، رافضاً فكرة تسارع الزمن، ومصراً على أن كبرياء الشعر يجعله يعيش العمر كله بروح الشباب وهو يحتضن أحلامه التي تسافر بعيدا في ملكوت الله.
أحمد المغربي تمكن من الفوز بالمركز الثاني، لكنه لم يستطع استلام جائزته التي قررت اللجنة سحبها منه بعدما اكتشفت لاحقا مخالفته لقوانين المسابقة التي اشترطت أن لا يكون النص قد سبقت المشاركة به، وهو النص ذاته الذي فاز به في مسابقة الأندية للإبداع الشبابي عام 2016. والمثير أنه فاز بالمركز الثاني أيضاً يومئذ.
وحل “وطن الغربة” ثالثا، إذ واصل أحمد المعمري رحلة الاغتراب وحديث الوجود ونبش حيرة الإنسان في العالم المتلاطم بالدهشة والتحولات والغموض بلغة شعبيةٍ آسرة.
جوائز المسابقتين بلغت تسعة آلاف ريال عماني (نحو 23.4 ألف دولار)، موزعة كما يلي: 2000 ريال للمركز الأول في كل مسابقة و1500 للثاني و1000 للثالث.
تجدر الإشارة إلى أن مهرجان مسقط الذي يحمل شعار “تواصل وفرح” انطلق يوم 10 يناير/كانون الثاني الجاري ويستمر حتى 9 فبراير/شباط المقبل. ومنذ العام 1998، تحرص إدارة المهرجان على جعله بوابة ثقافية وفنية وترفيهية ورياضية مشرعة على امتزاج روح الأصالة بجمال الحاضر.
ويُخصص المهرجان ساحة واسعة للفعاليات التراثية، من خلال عروض مخصصة لأبرز الفنون التقليدية والأنشطة والحرف والتقاليد التي تختص بها كل ولاية، وتتميز بها عن غيرها.
السينما وفعاليات أخرى
كما تنطلق الأحد المقبل مسابقة الأفلام السينمائية القصيرة، بينما انطلقت اليوم الجمعة البطولة العالمية لخماسيات كرة القدم للهواة “جولة مهرجان مسقط 2019″بمشاركة 16 فريقاً، إلى جانب الكثير من المسابقات الرياضية مثل سباق الدراجات الذي شارك به 300 دراج يجولون مختلف محافظات السلطنة لمسافة تصل إلى 1100 كلم، وسباق “أس.دبليو.أس للكارتنغ” وبطولة “عمان للراليات” وبطولة “عمان الدولية للانجراف” وسباق الخيول.
ولا يقتصر المهرجان على كونه ملتقى للترفيه فقط، بل تقدم فيها الكثير من اللقاءات الفنية والثقافية والأكاديمية والليالي الخاصة مثل “فن النهمة والنهامون في عمان”، إضافة إلى ثلاثة معارض فنية للتصوير الضوئي والفنون التشكيلية.
ومن فعاليات المهرجان الأخرى، ملتقى النحت العماني الدولي “ذاكرة طريق الحرير“، وورشة عمل “الحلي العمانية بلمسات عصرية”، وندوة “سوق العمل العماني بين مخرجات التعليم ومتطلبات السوق”، وتجربة “عشاء تحت جنح الظلام”، ومسابقة الفن الغرافيتي، ومعرض عمان للخرائط التاريخية العالمية.
المصدر : الجزيرة