صحيفة فرنسية: زلزال خاشقجي يهدد طموحات محمد بن سلمان

قالت صحيفة ليزيكو الفرنسية إن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي تسببت في زلزال لم تنته بعد هزاته الارتدادية، مشيرة إلى أن هذه القضية تهدد الطموحات السياسية، بل ربما حتى سلطة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ولفت المراسل بالصحيفة إيف بورديون إلى أنه إذا كان الحلفاء التقليديون للسعودية يحافظون حتى الآن على دعم ظاهري للرياض، فإن مستقبل محمد بن سلمان المشتبه في تورطه بعملية الاغتيال لم يتضح بعد.

كما لم يتضح بعد ما ستؤول إليه علاقات الرياض مع حلفائها في ضوء تداعيات هذه القضية، وباعتبار وزن هذا البلد الجغرافي والإستراتيجي الكبير بوصفه أكبر مصدر للنفط وحارس الأماكن المقدسة للإسلام.

واستعرض مراسل ليزيكو بعض علامات التململ الأميركي خاصة في أوساط الكونغرس، الأمر الذي دفع إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى مطالبة الرياض بوقف قصفها لليمن الأربعاء الماضي.

ولفت المراسل الدولي إلى أن هذه القضية دفعت كذلك إسرائيل إلى البحث عن بديل للسعودية بالخليج، وهو ما شفته تحركاتها الدبلوماسية تجاه عُمان والإمارات.

ورأى المراسل أن تركيا -وهي منافس السعودية على زعامة العالم الإسلامي السني- تستفيد مما لحق بمحمد بن سلمان من ضرر على أثر قضية خاشقجي، إذ غدا ولو بشكل غير رسمي شخصا غير مرغوب فيه بالعواصم الغربية، على حد تعبيره.

وقال كذلك إن محمد بن سلمان أصبح حقا منبوذا حتى بين أولئك الذين كانوا يتهافتون لالتقاط صور سيلفي معه قبل فترة وجيزة عندما كان يتبجح برؤيته وإصلاحاته.

 

 

 

ونقل المراسل في هذا الإطار قول السناتور الأميركي ليندسي غراهام إن محمد بن سلمان “آلة تدمير”. كما نسب للباحث بالمركز الفرنسي للبحث العلمي نبيل مولين قوله إن رسائل سرية قد تبعث إلى الملك سلمان ويكون محتواها “تخلص من ابنك” مشيرا كذلك إلى أن الغربيين يقومون بكل ما في وسعهم للحفاظ على الأمور كما كانت في السابق “لكنهم بدؤوا يدركون أن محمد بن سلمان عبء ثقيل”.

ولفت إلى أن هذه القضية تكشف أيضًا تركيز السلطة الخطير في يد الأمير السعودي فهو وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء ورئيس مجلس إدارة أرامكو (شركة النفط الوطنية العملاقة) وهو ما يعد سلطة أفقية غدت بديلا عن النظام المعمول به منذ عقود بالمملكة والمبني على الإجماع والتوازن بين مختلف أجنحة العائلة الحاكمة.

وتساءل المراسل -والحالة هذه- إن كان بإمكان الملك أن يعين وليا لولي العهد لإعادة التوازن للسلطة، لكنه نبه إلى أن محمد بن سلمان وضع رجاله في كل مفاصل الأجهزة الأمنية والعسكرية وكسر شوكة الحرس الوطني، الأمر الذي جعل المراسل يخلص إلى التشكيك في أن يقدم الملك على مثل هذه الخطوة.

وختم الكاتب بالقول إن الاحتمال الآخر الممكن هو فرضية حدوث انقلاب كالذي قام به مجلس العائلة عندما أزاح الملك عام 1964 أو وقوع حادث، مذكرا هنا بحادثة إطلاق النار الغريبة التي وقعت بالقرب من قصر محمد بن سلمان في أبريل/نيسان الماضي.

المصدر : الصحافة الفرنسية

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *