تفاصيل جديدة.. كيف حاولت الإمارات اختراق هواتف إعلاميي الجزيرة
|كشفت وكالة رويترز أن دولة الإمارات استعانت بخبراء في التسلل الإلكتروني سبق أن عملوا في المخابرات الأميركية؛ للتجسس على هواتف شخصيات إعلامية عربية، على رأسها رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني وإعلاميون آخرون بالشبكة، وذلك منذ بدء الحصار على قطر منتصف العام 2017.
وبدأت القصة في يونيو/حزيران 2017 عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع دولة قطر وفرضت عليها حصارا جويا وبحريا وبريا، عقب قرصنة موقع وحسابات وكالة الأنباء القطرية ونسبة أخبار كاذبة لها.
وفي الأسبوع نفسه، بدأ خبراء أميركيون كانوا عملاء سابقين للمخابرات الأميركية، لصالح مشروع “ريفين” السري الذي سبق أن أطلقته المخابرات الإماراتية عام 2009 للتجسس على منشقين ومعارضين ومتهمين بالإرهاب، حيث استهدف الخبراء هواتف آيفون خاصة بما لا يقل عن عشرة إعلاميين ومسؤولين في وسائل إعلامية.
ومن بين الشخصيات الإعلامية المستهدفة رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، والإعلامي بالشبكة فيصل القاسم، إضافة إلى رئيس تحرير صحيفة “العرب” القطرية عبد الله العذبة، والإعلامية في هيئة الإذاعة البريطانية جيزيل خوري المقيمة في بيروت، ومدير تلفزيون “العربي” عبد الرحمن الشيال، والكاتب عزمي بشارة، وأحد المنتجين بقناة “الحوار”.
ونقلت رويترز عن خبراء شاركوا في مشروع “ريفين” أن الهدف كان العثور على أدلة تظهر أن حكومة قطر تؤثر على تغطية الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام، وكشف أي علاقة بين الجزيرة وجماعة الإخوان المسلمين.
كما نقلت الوكالة عن الملحق الإعلامي بسفارة قطر في واشنطن جاسم بن منصور آل ثاني قوله إن “حكومة قطر لا تطلب أو تسأل أو تفرض على الجزيرة أي أجندة”، مضيفا أن قناة الجزيرة “تُعامل مثل أي وسيلة إعلام أخرى محترمة”.
الشيخ حمد بن ثامر كان من أوائل المستهدفين ببرنامج “كارما” للتجسس |
وقال فيصل القاسم -بعدما أبلغته رويترز باختراق هاتفه- إنه لم يفاجأ باستهدافه من قِبل الإمارات التي اتهمها بأنها “رمز للفساد والسياسة القذرة”، مضيفا “باختصار، إنهم يخافون الحقيقة”.
أما العذبة فعلق قائلا إنه يعتقد أنه استهدف لأنه “مؤيد للربيع العربي منذ البداية”، ولأنه انتقد الإماراتيين مرارا على معارضتهم لهذا الحراك.
في المقابل، لم تحصل رويترز على أي تعليق من مسؤولين إماراتيين وأميركيين بشأن مشاركة عملاء أميركيين في هذا المشروع، بينما قالت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى قطر دانا شل سميث إنها ترى من المقلق أن يعمل مسؤولون سابقون بالمخابرات الأميركية لصالح حكومة أخرى في استهداف حليف لواشنطن.
وأضافت “ينبغي ألا يُسمح لأشخاص يتمتعون بهذه المهارات بتقويض المصالح الأميركية، أو العمل بما يتنافى مع القيم الأميركية، سواء عن علم أو بدون علم”.
واستخدم خبراء التجسس في هجماتهم برنامج “كارما” الذي سمح لهم بالتسلل إلى هواتف آيفون بمجرد إدخال رقم الهاتف أو عنوان بريد إلكتروني للشخص المستهدف، ثم الوصول إلى جهات الاتصال والرسائل والصور وبيانات أخرى، ولكن دون القدرة على مراقبة المكالمات الهاتفية.
وكان تقرير لرويترز قد كشف في يناير/كانون الثاني الماضي عن مشروع “ريفين” ومحاولته اختراق هواتف عدة سياسيين في المنطقة، ومنهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، ومحمد شيشمك نائب رئيس الوزراء التركي السابق، والناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، والأمير السعودي متعب بن عبد الله قبل اعتقاله في فندق الريتز.
وقبل سبعة أشهر من الآن، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن استخدام الإمارات برامج تجسس إسرائيلية تنتجها شركة “أن.أس.أو” لاختراق هواتف سياسيين آخرين، منهم أمير قطر.
المصدر : الجزيرة,رويترز