هل قطع الحزب الديمقراطي الأميركي علاقته بمنظمة أيباك اليهودية؟
|قال النشاط في الحزب الديمقراطي سابا شامي إن هناك توترا في علاقة الديمقراطيين مع منظمة “أيباك” الداعمة لإسرائيل بأميركا، لأنها في السنوات الأخيرة انحازت للجمهوريين اليمنيين.
وأضاف شامي -في تصريحات لحلقة (2019/3/29) من برنامج “من واشنطن” التي ناقشت مستقبل منظمة “أيباك” بعد انتقادات الديمقراطيين المتكررة لما أسموه اليمين الجمهوري- أن الجمهوريين حاولوا أن يبتدعوا مقولة إن من يعادي التطرف الإسرائيلي معادٍ للسامية، وهذا غير صحيح لأن الديمقراطيين يقفون ضد التطرف الإسرائيلي كما يقفون ضد معاداة السامية.
مستقبل أيباك
لكن برادلي بليكمان المستشار السابق للرئيس الأميركي جورج بوش قال إن الديمقراطيين قطعوا علاقتهم تماما بأيباك، وأنهم الآن يحاربونها ويقفون ضد الجمهوريين لأن ترامب صديق عظيم لإسرائيل حسب وصفهم. وأضاف أن من يعتقد أن أيباك ضعفت فهو واهم بل إنها زادت قوة وتماسكا، وما زالت لها القدرة على فعل ما تعجز عنه الحكومة.
أما المديرة في منظمة “أميركيون من أجل السلام الآن” ديبرا شوشان فأشارت إلى أن معظم اليهود الأميركيين تقدميون، وحوالي 70% منهم صوتوا ضد ترامب، ويقفون ضد سياساته المتماهية مع العنف الإسرائيلي. وعبّرت عن انزعاجها من تحدث ترامب -نيابة عن الإسرائيليين- بأن الحزب الديمقراطي تحول ضد إسرائيل وهو معاد لليهود.
وأضافت أن المشكلة الحالية ليست في أيباك وإنما في ترامب وسياسات بنيامين نتنياهو الأحادية الجانب ورفضهما لحل الدولتين، مؤكدة أن نتنياهو ظل لفترة طويلة في الحكم يهدد الديمقراطية الإسرائيلية، ولا تستعبد حدوث انعكاس لذلك على الديمقراطية الأميركية في حال بقاء ترامب في الحكم فترة أطول.
ويعتقد أستاذ السياسة والفكر العربي بجامعة كولومبيا جوزيف مسعد أن ما قاله الضيوف هو إستراتيجية إسرائيلية منذ سبعينيات القرن الماضي وليس وليد اللحظة، والخطر هنا يكمن في أن إسرائيل تبرر ما تقوم بعمله بأنه يعبر عن اليهود، وكل من يقف ضدها ويرفض ما تقوم بها تتهمه بالعداء لليهود.
ترامب والجولان
الحلقة تناولت أيضا أبعاد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتراف بلاده بضم مرتفعات الجولان السوري المحتل لإسرائيل؛ فقد حذر شامي مما وصفه بالتحالف المخيف بين اليمين المسيحي واليمين اليهودي، مؤكدا أن نتائج هذا التحالف قد بدأت في الظهور باعتراف ترامب غير المبرر بسيادة إسرائيل على الجولان.
وأشار إلى عدم أحقية أميركا في الأرض، محذرا من استمرار العلاقة اليمينية بين إسرائيل وأميركا حتى بعد الانتخابات الإسرائيلية، لأنها تريد ضمان وصول ترامب لفترة ثانية.
ونفى بليكمان منح ترامب إسرائيل أي شيء، مؤكدا في ذات الوقت أنما قام به ترامب هو “مساندة لحليف”، ونبه إلى أن إسرائيل حصلت على الجولان كغنيمة حرب، وأن إسرائيل حليف مهم لأميركا ويجب الوقوف معها.
وترى شوشان أن مساندة ترامب المطلقة لإسرائيل تناقض القانون الدولي وتتنافى مع الدور الأميركي المفترض في دور الوسيط، وتؤكد أن القرارات المتكررة لترامب تقوض عملية السلام، وأن محاولة فرض الأمر الواقع في الجولان تناقض القانون الدولي.
وأوضح مسعد أن القول بأن الجولان مهم لأمن لإسرائيل هو كذب محض، لأن الإسرائيليين قالوا بعد احتلالهم على الجولان إن السيطرة عليه تمت بهدف المياه والأراضي الزراعية هناك.