في ذكرى رحيله.. 5 أفلام لأحمد زكي عارضت السلطة
|لم يحارب زكي سرطان الرئة فقط، بل حارب أيضا المحسوبية والصورة النمطية للبطل السينمائي في عقول المنتجين، وتمر اليوم الذكرى الـ14 لرحيله، حيث تستمر أدواره الخالدة بالتأكيد على موهبته العبقرية.
وفي رحلة زكي الممتدة اخترنا لكم اليوم 5 أفلام سياسية تعاون زكي من خلالها مع مخرجي وكتاب جيله، ليخلقوا محتوى معارضا للسلطة ومنحازا إلى الجماهير، وهو محتوى يمكننا الاستشهاد به لوصف الحياة في مصر حتى اليوم.
في الفيلم يجسد أحمد زكي دور “أحمد سبع الليل” الفتى الساذج الذي لم يغادر قريته طوال حياته، ثم يتم استدعاؤه لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، ونظرا لجهله يتم اختياره للخدمة في أحد المعتقلات السياسية.
يشارك في بطولة الفيلم أيضا محمود عبد العزيز في دور القائد العسكري “توفيق شركس”، الرجل الذي يشرف على تعذيب مفكري مصر وعلمائها في المعتقل، في حين يبدو خفيف الظل والروح في لهوه مع أطفال عائلته.
وبالإضافة إلى ذلك يشارك ممدوح عبد العليم في دور “حسين وهدان”، الشاب المثقف الذي يمثل بوصلة أخلاقية بالنسبة للجندي أحمد سبع الليل، فحينما يراه سبع الليل وسط المعتقلين السياسيين ينقلب ويتمرد ويرفض أن يستمر في التعذيب.
وتنتهي نسخة الفيلم التي عرضت للجمهور في السينمات المصرية باستسلام أحمد سبع الليل وعودته إلى عزف الناي فوق برج الحراسة، في حين تنتهي النسخة الأصلية بتمرده وحمله السلاح وإطلاقه وابلا من الرصاص على كل العاملين في المعتقل.
الفيلم يمثل أيضا ذروة تألق أحمد زكي في التجسيد النفسي المحكم لشخصية ضابط مباحث أمن الدولة، الرجل الذي كان شغوفا بالزي العسكري منذ أن كان طفلا، ثم وجد فيه الوجاهة الاجتماعية والحماية، فأصبحت السلطة جزءا من شخصيته لا يمكنه الاستغناء عنه.
يصنع خان فيلمه هنا متأثرا أيضا بانتفاضة يناير 1977، فيفقد الضابط سلطته حينها ويتخلى عنه رؤساؤه، فلا يجد سوى زوجته ليمارس سلطته عليها، تلك الزوجة المستكينة المحبة لصوت عبد الحليم حافظ، بكل ما تمثله من نقيض لشخصية ضابط أمن الدولة.
الهروب 1991: عن لعبة الإلهاء والتصفية
يجد منتصر نفسه محاصرا بين خيانة زوجته وأصدقائه وبين رغبة الشرطة في استخدام قضيته لإلهاء الرأي العام عن قضية سياسية، يتعاطف ابن قريته الضابط سالم (يقوم بدوره عبد العزيز مخيون) معه، ويرغب في كشف المجرمين الحقيقيين وراء القضايا التي تورط فيها، لكن الداخلية تقرر تصفية منتصر وسالم معا.
في “الهروب” يقدم زكي تجسيدا صعيديا بعيدا عن الكاريكاتورية، تجسيد يعتمد على نظرات العيون ولغة الجسد أكثر من اعتماده على اللكنة الصعيدية أو الحوار النمطي، ليصبح منتصر نسخة متطورة عن أحمد سبع الليل، هذه نسخة مرت بتحولات الخدمة العسكرية ونضجت تحت نار السلطة ومطرقة الخيانة.
في فيلمه السياسي الثالث مع عاطف الطيب يقدم أحمد زكي شخصية “مصطفى خلف” المحامي الفاسد الذي تدفعه قضية حادثة قطار وأتوبيس مدرسي إلى مقاضاة الحكومة.
في “ضد الحكومة” -الذي كتب له السيناريو والحوار الكاتب المصري الموهوب بشير الديك- يوجه مصطفى خلف الاتهام مباشرة للمجرمين الكبار، للحكومة، ويضعها أمام مسؤوليتها التي تتنصل منها ويحاسب بسببها مجموعة من صغار الموظفين حينما تحدث الكوارث.
تمثل هذه القضية مشهد التطهر لشخصية مصطفى خلف، يتطهر المحامي من خطاياه ويعترف بها في قاعة المحكمة، يعترف بفساده وفساد الجميع، لكنه يطالب بالعدالة والقصاص.
ورغم مرور ما يزيد على ربع قرن على إنتاج هذا الفيلم فإنه ما زال مناسبا في كل مناسبة تفلت فيها الحكومة من مسؤوليتها عن تدني مستوى مرفق النقل العام في مصر.
معالي الوزير 2002: وزير الصدفة وأحلام الفساد
المثير للتأمل أن أحمد زكي قد صنع هذا الفيلم عقب عام واحد من صنعه فيلم “أيام السادات” وكأنه أراد أن يعوض جمهوره عن فيلم صنع لتمجيد رئيس أتى عن طريق الصدفة، رئيس تسببت سياساته في مأسي “البريء” و”زوجة رجل مهم”، رئيس وصل بالصدفة إلى منصبه أيضا كما وصل رأفت رستم.
يختم صناع فيلم “معالي الوزير” تتراته بالتأكيد على أن أي تشابه بين رأفت رستم وأي رجل سلطة هو مسؤولية هذا الرجل، هذا التشابه مقصود.
المصدر : الجزيرة