أميركا ضد النساء.. وهذه أفضل الدول التي تمنح امتيازات للأمهات

آيات جودت

ينتظر الشعب التونسي تصديق البرلمان على القانون الذي أقرته الحكومة بداية مارس/آذار الحالي، والذي ينص على تمديد إجازة الأمومة ورعاية الطفل حتى تصبح أربعة أشهر بأجر كامل بدلا من ثلاثة، وأن يكون للأب إجازة أبوة مدتها 15 يوما مدفوعة الأجر بالكامل. وإن تم التصديق على هذا القانون فستكون تونس أكثر الدول العربية التي تعطي مميزات لكلا الوالدين في حالة الإنجاب.

ففي الإمارات يحصل الأب على إجازة أبوة مدفوعة الأجر ثلاثة أيام فقط، وتختلف إجازة الأمومة من إمارة لأخرى فتتراوح بين ستين يوما إلى تسعين، وكذلك الوالدة باليمن تحصل على إجازة شهرين مقابل 42 يوما فقط بالعراق. وفي السعودية تحصل الأم العاملة على إجازة مدتها عشرة أسابيع بأجر كامل متضمنة إجازتها قبل الوضع.

وبحسب قانون العمل المصري، فمن حق الأم الحصول على عطلة أمومة مدتها ثلاثة أشهر كاملة، إلا أنها لا تحق إلا بعد مضي عشرة أشهر من شغلها للوظيفة، وتحصل على إجازة الوضع ورعاية الطفل مرتين فقط خلال فترة عملها بالمكان الواحد، أي أنه عند الإنجاب للمرة الثالثة لا يحق لها الحصول على نفس الإجازة بأجر للمرة الثالثة، هذا بالإضافة إلى أن الكثير من العاملات بالقطاع الخاص لا يعملن بعقد موثق مع صاحب العمل مما يحرمهن من الحصول على هذه الإجازة.

توصية عالمية
توصي الصحة العالمية بضرورة اعتماد الأطفال حديثي الولادة على الرضاعة الطبيعية فقط بالستة أشهر الأولى من عمرهم، بينما يرى د. بينارد دريير أستاذ طب الأطفال بكلية طب نيويورك -في حواره مع موقع “سي بي أس نيوز”- أن الطفل يحتاج الستة أشهر الثانية من عمره للتواصل وتوثيق العلاقة بينه وبين والديه وإخوته إن وُجدوا.

توصي منظمة الصحة بضرورة اعتماد حديثي الولادة على الرضاعة الطبيعية فقط بالستة أشهر الأولى (الألمانية)

الدول الاسكندنافية
في محاولة منها لتنفيذ التعليمات الطبية الموصي بها عالميا، فإن الدول المتقدمة تحاول قدر الإمكان توفير الرفاهية والراحة للأسر التي تحصل على طفل جديد، وفي هذا المجال استطاعت بعض الدول أن تحقق بالفعل إنجازا ملحوظا، مثل فنلندا التي تعد أفضل دولة يمكن الإنجاب بها بحسب موقع “إنهابيتات”. فقوانين إجازة الوضع ورعاية الطفل بها الأفضل في العالم حتى الآن حيث تحصل الأم بموجب القانون على 16 أسبوعا إجازة من العمل مدفوعة الأجر بالكامل، ويمكن ترك العمل قبل موعد الولادة المتوقع بسبعة أسابيع.

بالإضافة إلى ذلك يحصل كل مولود على هدية بقيمة 170 يورو (ما يعادل 194 دولارا) ويحصل الأب على إجازة من العمل مدفوعة الأجر بنسبة 100% لمدة ثمانية أسابيع، يمكن أن يتقاسمها مع الأم إن أرادا.

تشارك بعض الدول الإسكندنافية المجاورة لفنلندا مميزات قوانين العمل، فالسويد تعطي لكلا الأبوين إجازة قدرها 480 يوما مدفوعة الأجر بنسبة 80% من الأجر الأساسي، أي ما يساوي الراتب الكامل لحوالي 55 أسبوعا، والمميز في هذا القانون أنه على كل من الأب والأم الحصول على اجازة تسعين يوما إجبارية، أما باقي الأيام فيمكن تقسيمها بينهما كما يريدان.

لا تختلف أيسلندا كثيرا عن السويد، فبحسب الموقع الرسمي للحكومة يعطي القانون لكلا الأبوين إجازة مدفوعة الأجر بنسبة 80% تسعة أشهر، يحق لكل منهما منفردا أن يحصل على ثلاثة أشهر منها دون تنازل للطرف الآخر عن أي جزء منها، ويمكنهما اقتسام الثلاثة أشهر المتبقية كما يتفقان، وتسعى المنظمات المهتمة بصحة الأطفال إلى تمديد الإجازة لتكون سنة كاملة وأن تكون العطلة بقيمة راتب كامل.

 بعض الدول تمنح الأبوين حق تقسيم إجازة رعاية الطفل بينهما (بيكسابي)

أما الدانمارك فتمنح الأم الوالدة أربعة أسابيع إجازة قبل تاريخ الولادة المتوقع و14 أسبوعا مدفوعين بنسبة 100%، ويستطيع الأب أن يأخذ أسبوعين خلال هذه الفترة، وبالإضافة إلى ذلك يمكنهما الحصول على إجازة 32 أسبوعا يتقاسمانها معا. ولكن -كما وضح موقع “ذا لوكال”- فإن هناك شرطا وضعته الحكومة للحصول على الراتب بنسبة 100% وهو ألا يزيد الراتب الفردي الأسبوعي للأبوين عن 4300 كورون (ما يعادل ٦٦٠ دولارا).

وبحسب قوانين العمل بالنرويج، فإن نظامها يتميز ببعض المرونة وتعدد الاختيارات، فهناك نوعان من الإجازات، الأول يغطي قيمة 100% من الراتب على أن تمتد الإجازة إلى 49 أسبوعا، وقد تصل إلى عشرة أسابيع أخرى لتصل إلى 59 أسبوعا في حالة اختيار الأبوين للنظام الثاني بتغطية 80% من قيمة الراتب.

وقد عدلت النرويج قانونها مؤخرا -بحسب ما ذكره موقع “جامعة أوسلو”- حتى يتم التأكد من المساواة بين الجنسين بالإجازات، وتستطيع الأم بهذا التعديل الحصول على إجازة تصل إلى 19 أسبوعا بعد الولادة، ويستطيع الأب الحصول على إجازته المساوية لإجازة الأم ولكن لا يمكنه بدء أجازته قبل الأسبوع السابع من ميلاد الابن، ويتبقى لهما حوالي 16 أسبوعا للتقاسم فيما بينهما.

وفي تركيا للأم إجازة أمومة لمدة ١٦ أسبوعا، تحق لها منذ الشهر السابع من الحمل، ويمكنها الحصول عليها مجمعة بعد الولادة، وتزداد المدة إلى ١٨ أسبوعا بحالات ولادة التوائم، كما يحق لها الحصول على عدد ساعات عمل أقل أو تقسيم أيام العمل أسبوعيا.

أميركا ضد الأمهات
بينما تعد الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي لا تمنح الأمهات إجازة وضع ولا رعاية طفل مدفوعة الأجر -بحسب واشنطن بوست- رغم المطالبات بمنح الأمهات عطلة لرعاية المولود الذي تتكلف رعايته نحو ١٣ ألف دولار سنويا، بينما تعتمد جارتها الشمالية كندا إجازة وضع ورعاية طفل لمدة تسعة شهور، بنسبة ٥٥% من الأجر.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *