بريانكا غاندي.. حفيدة أنديرا التي يراهن عليها “المؤتمر”

مجدي مصطفى

قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات العامة الهندية التي ستجري في شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار المقبلين، دفع حزب المؤتمر الهندي المعارض ببريانكا غاندي حفيدة رئيس الوزراء السابقة أنديرا غاندي إلى حلبة السياسة.

اختار الحزب بارينكا أمينة عامة له في ولاية أوتارا براديش، أكثر ولايات الهند اكتظاظا بالسكان، أملا في تعزيز موقعه واستعادة شيء من أمجاده، التي باتت غابرة أمام تصدر حزب بهارتيا جناتا القومي الهندوسي المشهد الانتخابي منذ حوالي 21 عاما.

وبطقس عبادة هندوسي، دشنت بريانكا غاندي جولتها الانتخابية لحزبها في ولاية أوتار براديش المفتاحية أمس الاثنين، بعد أن أمضت ليلتها في منزل العائلة بمدينة الله آباد، وهو قصر يطلق عليه “سوارج بهافان” وفيه ولدت جدّتها أنديرا غاندي في نوفمبر/تشرين الثاني 1917.

اختارت بريانكا أن تقوم بجولتها الانتخابية على مدن وبلدات الولاية، مستقلةً قاربا سيقطع بها 100 كلم في نهر الغانج -المقدس عند الهندوس- انطلاقا من الله آباد وصولا إلى فاراناسي، الدائرة الانتخابية لرئيس الوزراء ناريندرا مودي زعيم حزب بهارتيا جناتا الحاكم، وهي تتنقل من معبد إلى آخر تؤدي طقوس العبادة الهندوسية.

وفي الله آباد تحدثت بريانكا غاندي (47 عاما) عن ذكرياتها مع القصر وجدّتها أنديرا -التي اغتيلت في أكتوبر/تشرين الأول 1984- قائلة “عند الجلوس في فناء سوارج بهافان، أستطيع أن أرى الغرفة التي ولدت فيها جدتي أنديرا غاندي”.

كما تتحدث عن الحكايات التي كانت ترويها لها الجدة قبل النوم، حيث تقول إنها كانت تروي لها قصص جون دارك، كما تستشهد بعبارة باللغة الهندية للجدة تقول “كن متحررا من مخاوفك، وكل شيء سيكون على ما يرام”.

غادرت بريانكا لاحقا إلى سانغام -ملتقى أنهار الغانج ويامونا وساراسواتي الأسطورية- بعد أن أدت عبادتها الهندوسية بمعبد سانغام للحصول على بركات غانغا مايا (الأم غانغا).

 رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يؤدي طقسا هندوسيا في سانغام ملتقى الأنهار المقدسة عند الهندوس (رويترز)

بصمات بليود
تبدو بصمات مدرسة “بليود” السينمائية وتكيتكات صناعة الأفلام الهندية واضحة على بداية الحملة الانتخابية لحزب المؤتمر التي لن تكون سهلة في تلك الولاية المفصلية في الانتخابات الهندية بين حزب المؤتمر الهندي الذي يعتبر نفسه تجسيدا للعلمانية الهندية التي أرساها المهاتما غاندي، وبين حزب بهارتيا جناتا القومي الهندوسي المتطرف الذي يتزعمه ناريندرا مودي الذي دشن صعوده الانتخابي عام 1998.

يراهن حزب المؤتمر الوطني، الذي قاد السياسة الهندية معظم الوقت منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947 حتى بدايه أفوله عام 1998 وأمام صعود التيار الهندوسي المتطرف، على بريانكا في أن تنجح فيما فشلت فيه أمها سونيا التي حالت حالتها الصحية دون المشاركة في اللعبة السياسية. 

لدى بريانكا ما كانت تفتقد إليه أمها الإيطالية، فهي تتحدث اللغة الهندية بطلاقة، ولديها قدرة على حشد الجماهير يفتقدها شقيقها راهول زعيم حزب المؤتمر والذي واجه انتقادات من قبل بسبب افتقاره إلى هذه الميزة، وثمة وجه كبير للشبه بين ملامحها وملامح الجدة أنديرا.

ويرى قادة حزب المؤتمر أن بإمكان بريانكا اجتذاب النساء والشباب والناخبين، حيث يستعد حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بهاراتيا جاناتا الحاكم، لخوض معركة حياة أو موت، خصوصا وأن تلك الولاية سبق أن ساعدت حزبه في الفوز بالانتخابات العامة التي جرت عام 2014، حيث حصد 73 مقعدا من أصل 80 مقعدا في البرلمان.

ويتجاوز السباق الانتخابي الطويل في الهند مجرد كونه منافسة لحصد الأصوات، بل هو اختبار لمستقبل حزب المؤتمر الوطني العريق الذي يبدو حزبا عائلي الزعامة المحصورة في عائلة نهرو التي قتل اثنان من جيلين مختلفين وهما في زعامته: الأم أنديرا غاندي والابن راجيف غاندي والد بريانكا. لكن السياسة الهندية تبدو كالأفلام الهندية طويلة وحافلة بالمفاجآت والغرائب والمتناقضات.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *