افتتاح الأيام الثقافية الفلسطينية بعنوان “القدس.. تراث وهوية” في الدوحة

17

أبواب مدينة القدس الأحد عشر جميعها، ومجسم للمسجد الأقصى ولقبة الصخرة.. حارات القدس القديمة ومحلاتها التجارية، زيت فلسطين وزيتونه.. كلها مفردات وغيرها الكثير تعبر عن فلسطين المحتلة وتاريخها الطويل كانت حاضرة في افتتاح الأيام الثقافية الفلسطينية، والتي تنظمها المدارس الفلسطينية في الدوحة تحت عنوان “القدس.. تراث وهوية” واستقطبت العشرات من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين لدى الدولة.

انطلق حفل الافتتاح اليوم، بعزف النشيدين الوطنيين القطري والفلسطيني أداه أشبال وزهرات كشافة المدرسة الفلسطينية، ليجد الحضور أنفسهم قبالة مجسم كبير للمسجد الأقصى وباحاته المنتشرة وقبة الصخرة، فيما توزعت على يمين ويسار المجسم ممرات تشبه حارات مدينة القدس، بينما كانت المحلات تحاكي محلات هذه المدينة التي لا تعرف الحدود، سواء بسلعها من بهارات وعطورات ومخبوزات وزيوت وأقمشة فلسطينية تقليدية، أو القائمين عليها الذين كانوا يتشحون بالزي الفلسطيني الأصيل. بينما قدمت الطالبات والطلاب الدبكة الفلسطينية.

وقال سعادة السيد منير عبدالله غنام سفير دولة فلسطين المعتمد لدى الدولة في تصريح صحفي، “إن الأيام الثقافية الفلسطينية في الدوحة، تم إعدادها وتصميمها وإنجازها من قبل طاقم المدارس الفلسطينية، من مدرسين وطلاب وطالبات، وأردنا أن تحمل رسالة رد على من يحاولون طمس قضية القدس والحق العربي والفلسطيني في القدس، وأن نقول لهم إن القدس لنا وعاصمتنا وهؤلاء أبناء القدس يتمسكون بها ويتعلقون بها ويرتبطون بفلسطين وهدفهم العودة إليها حرة بإذن الله، منوها إلى أن هذه الفعالية ذات دلالة وبعد ثقافي وتراثي رمزي تقول للعالم “فلسطين التاريخ والحضارة والهوية والتراث” وكل ما عدا ذلك زائل عابر ونحن الأصل”.

وفي رده على سؤال لوكالة الأنباء القطرية “قنا” عن المساندة القطرية للقضية الفلسطينية، أكد سعادة السفير الفلسطيني، أن هذه المدرسة تقدم رسالة شكر وحب وامتنان إلى قطر أميرا وحكومة وشعبا، لموقفهم الثابت من القضية الفلسطينية ومن الحق الفلسطيني ودعمهم ومؤازرتهم لإخوانهم أبناء فلسطين في نضالهم العادل من أجل الاستقلال والتحرر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.. وهو موقف يلقى كل الاحترام والتقدير من الشعب الفلسطيني.

بدوره، أبرز الدكتور يحيى زكريا الأغا، نائب السفير الفلسطيني بالدوحة والمشرف العام على المدارس الفلسطينية، في تصريح مماثل، أن هذه الأيام الثقافية الرسمية الفلسطينية على أعلى مستوى بدولة قطر، تأتي بدعوة ذاتية من المدارس الفلسطينية عندما صدر قرار وزراء الثقافة العرب باعتماد القدس عاصمة للثقافة الإسلامية والعربية و”أردنا أن نجسد عمليا هذا البيان بتطبيقه على أرض الواقع، ووضعنا عنوانا رئيسا للفعالية وهو “القدس تراث وهوية”، حيث إن هذه المدينة بكل تاريخها وحضارتها وعبقها وأسواقها وأبوابها أردنا أن نجسدها ونورث هذا المفهوم للأجيال الفلسطينية وغير الفلسطينية في دولة قطر، حيث يتوافد على فعالياته لمدة ثلاثة أيام آلاف الأشخاص”.

وأضاف: عندما يدخل الزائر إلى هنا يرى كل بوابات القدس بمسمياتها المتعارف عليها من قبيل باب العمود، باب الساهرة، باب حطة، باب المغاربة، باب الأسباط، باب الحديد وغيرها من الأبواب الأحد عشر.. من أجل ترسيخها في النشء، وهو تطبيق عملي للطلاب لما درسوه نظريا، حيث قدموا شرحا ضافيا عن القدس وميزوا بين المسجد الأقصى الذي يسعى الاحتلال إلى هدمه وقبة الصخرة.

ونوه الأغا، أن اللوحات الفنية التي قدمها طلاب المدرسة كلها لها علاقة بالقدس التي لها رمزية في الديانات السماوية، وأرض الإسراء والمعراج.

من جهتها، أكدت الدكتورة حمدة السليطي، الأمينة العامة للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم في تصريح مماثل، على أهمية الفعالية التي يتم خلالها إحياء التراث الثقافي لفلسطين مهد الحضارة والثقافة، منوهة إلى أن القائمين على الأيام الثقافية الفلسطينية وفقوا إلى حد كبير في تجسيد مدينة القدس وشوارعها العتيقة وثقافتها من حيث الفلكلور والملابس والعادات والتقاليد.

وأشارت السليطي إلى أن اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم لها اهتمام خاص بهذه القضية، خاصة أنها تعتبر محور القضايا التي تدار على مستوى المنظمات الإسلامية والعربية.

تجدر الإشارة إلى أن الأيام الثقافية الفلسطينية ستستمر على مدى ثلاثة أيام.

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *