«قطر الخيرية» تستخدم التقنيات المختلفة لحل مشاكل المياه في باكستان

10

تقيم السيدة باغي “50 عاما” في قرية “بيب جو بار” بمقاطعة “ثارباركار” الصحراوية التي تعدّ من أفقر مناطق إقليم السند بباكستان.

تعاني المقاطعة من شحّ هطول الأمطار، ومستويات منخفضة من المياه الجوفية، تصل لعمق يتراوح بين (250-400 قدم)، وانعدام أو انقطاع متكرر للكهرباء اللازم لضخّ المياه، مما يجعل المياه الصالحة للشرب حلما بعيد المنال لسكان القرية، ويستلزم الحصول عليها جهدا بدنيا بطرق بدائية يستغرق ساعات طويلة. ونتيجة لذلك، فإن أقلّ من 5% من سكان المقاطعة فقط يحصلون على إمدادات المياه العذبة. 

وتلخص السيدة باغي المشاق الكبيرة التي تواجه أهل القرية في الحصول على المياه التي تعتبر عنصرا أساسيا للحياة بقولها: ” يربط حبل حول عنق الجمل، ويقوده صبي صغير أو فتاة ببطء إلى الأمام بعيداً عن البئر على مسافة تعادل عمقه، مما يسمح للقرويين بالحصول على دلو من المياه. حيث يحمل رجل الدلو ويفرغه في مكان آخر، بينما يقوم رجل آخر بامتصاص الهواء من الطرف الآخر للأنبوب لجعل المياه تتدفق مباشرة إلى الخزان المبني على بعد خطوات من البئر”.  وتتضح حجم المعاناة مقارنة بحجم الحصول على كمية ضئيلة من الماء بقولها: “نقضي من 3 إلى 4 ساعات لجلب ما بين 10 إلى 12 لتراً من الماء.

ولا تستطيع أسرة واحدة ملء خزانها في يوم واحد، في حين يريد الآخرون الحصول على دورهم أيضاً”. 
وتعتبر السيدة باغي الماء أثمن لديهم من الذهب فتقول: “يقوم الناس بغلق هذه الخزانات لضمان عدم قدرة أي شخص على استخدامها أو سرقتها للاستهلاك المحلي. لذا نعتبر الماء أغلى من أي أموال أو زخارف ذهبية يحبّها ويحتفظ بها الناس في الخزائن المصرفية، كما في المناطق الحضرية”.

الماء ليس ضروريا فقط للبشر الذي يقدّر عددهم في ” ثاربار كار” بـ 1.5 مليون نسمة، بل للمواشي التي يقدر عددها بحوالي 5 ملايين رأس. لكن مشكلة المياه في قرية ” بيب جو بار” تم التغلب عليها بفضل تدخل قطر الخيرية التي قامت بحفر بئر ارتوازية فيها مستخدمة الطاقة الشمسية لضخ المياه منها تعويضا عن انعدام الكهرباء، وتقوم قطر الخيرية من خلال مكتبها في إسلام آباد بتطويع التقنيات المختلفة من أجل توفير حلول ملائمة للمشاكل التي تعاني منها بعض مناطق باكستان في مجال المياه. 

يقول محمد علي أحد سكان قرية ” بيب جو بار” بنبرة يغمرها الارتياح: “لقد حلّت مشكلة المياه في قريتنا، بفضل البئر والمضخّة التي تعمل بالطاقة الشمسية، وتدفق الماء العذب عبر الأنابيب إلى بيوتنا بصورة لا نكاد نصدقها”.  

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *