البشير يفوض بعض صلاحياته والمظاهرات تتواصل رغم الطوارئ
|فوض الرئيس السوداني عمر البشير صلاحياته كرئيس لحزب المؤتمر الوطني الحاكم إلى نائبه أحمد هارون حتى حين انعقاد المؤتمر العام التالي للحزب، بينما خرجت مظاهرات ضد النظام، وحوكم المئات بتهمة خرق حالة الطوارئ.
وقال حزب المؤتمر الوطني في بيان أصدره بعد منتصف الليلة إن البشير فوض صلاحياته كرئيس للحزب إلى نائبه أحمد هارون، وهو حاكم ولاية شمال كردفان السابق، حتى حين انعقاد المؤتمر العام التالي للحزب، معتبرا أن القرار يأتي “وفاء لما جاء في خطاب السيد الرئيس للأمة من أنه يقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية”.
وقال هارون في تصريحات عقب اجتماع المكتب القيادي للحزب، إن الاجتماع تفهم خطوة الرئيس البشير بتفويض سلطاته إلى نائبه كي يتفرغ “لمهامه الوطنية التي عبر عنها في خطاب الجمعة الماضية”، في إشارة إلى دعوة الحوار التي نادى بها الرئيس.
وأشار هارون إلى استعداد حزبه لترتيب وملاءمة أوضاعه الداخلية للمشاركة كحزب سياسي ضمن القوى الأخرى في المبادرة الوطنية التي طرحها البشير للحوار، وبشكل إيجابي.
من المظاهرات التي شهدتها الخرطوم مؤخرا (رويترز) |
مظاهرات ومحاكمات
وشهد أمس الخميس تظاهر المئات من السودانيين في الخرطوم وأم درمان رغم فرض البشير الأسبوع الماضي حالة الطوارئ لمدة عام، حيث هتفوا بشعار “حرية، سلام، عدالة” وطالبوا بإسقاط النظام، في حين واجهتهم شرطة مكافحة الشغب في بعض المناطق بقنابل الغاز المدمع.
وأفادت وسائل إعلام رسمية أمس الخميس بأن ثلاث محاكم طوارئ مختلفة في مدن الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان أصدرت أحكاماً بالسجن لفترات تراوحت بين ستة أشهر وخمس سنوات بحق ثمانية متظاهرين، بموجب حالة الطوارئ التي أعلنها البشير، وذلك لأول مرة منذ تشكيل تلك المحاكم الثلاثاء الماضي.
وقال “تحالف المحامين الديمقراطيين” في بيان إن محكمة الطوارئ في أم درمان حاكمت 400 مواطن بتهمة المشاركة في الاحتجاجات، كما مثُل 400 آخرون أمام محاكم طوارئ بالخرطوم، و70 أمام محاكم طوارئ بحري، حيث تمت تبرئة معظمهم، بينما صدرت أحكام بدفع غرامات مالية وبالسجن لفترات تتراوح ما بين أسبوعين إلى شهر بحق العشرات.
من جهة أخرى، ألقى مدير الأمن السوداني صلاح قوش كلمة في حفل تخريج دفعة جديدة من رجال الأمن، قال فيها “إن هناك من يستهدف رجال الأمن ويعمل على إظهارهم كلقطاء لا يجيدون سوى اقتحام المنازل والضرب دون سبب.. علينا أن نؤدي دورنا بمهنية عالية بلا تردد، وأن نبطل ذلك الاستهداف بإقرار نموذج جديد”.
وطالب قوش عناصر الأمن بضرورة أن يطمئن الشعب حينما يراهم، وأن يلجأ إليهم ويستنجد بهم.
وفي الحفل نفسه، قال نائبه جلال الدين الشيخ الطيب إن كل التعليمات الصادرة بشأن المظاهرات هدفت إلى إعادة الانضباط وحسم الفوضى، مؤكدا أنها تمت في حدود القانون وبسلمية وانضباط.
المصدر : الجزيرة + وكالات