واشنطن بوست: هكذا قد تبقى أميركا في سوريا وتغادرها في الوقت نفسه

هل هناك طريقة تبقى بها الولايات المتحدة وحلفاؤها في شمال شرق سوريا حتى بعد تعهد الرئيس ترامب في ديسمبر/كانون الأول الماضي بسحب القوات الأميركية من هناك؟ فالمسؤولون يصارعون من أجل وضع إستراتيجية “الحل البديل” هذه لكنها قد تحمل مخاطر أكبر من الإبقاء على القوة الاستشارية الحالية.

وأشار الكاتب ديفد إغناتيوس في مقاله بصحيفة واشنطن بوست إلى أن أعلى صوت علني يدعو إلى بديل للانسحاب من سوريا هو السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام عندما قال أمس الجمعة في ميونيخ إنه يريد من الدول الأوروبية توفير قوات “لمنطقة آمنة” كوسيلة لإقناع ترامب بالحفاظ على وجود أميركي، واعدا بأن الولايات المتحدة ستقدم في المقابل “القدرة الفريدة التي لدينا”، وأن الولايات المتحدة “ستظل في القتال بسوريا”.

لكن يبدو أن الطريقة التي قد تعمل بها هذه الخطة غير واضحة، وفقا لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، فقد قال مسؤول أمس الجمعة إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا رفضت بالفعل طلبات أميركية أولية بإرسال قوات إلى سوريا، لكن ذلك كان قبل طلب غراهام العلني، والخطط الحالية تدعو القوات الأميركية إلى مغادرة سوريا مع نهاية أبريل/نيسان المقبل، لكن المسؤولين يقولون إن الجدول الزمني غامض.

وأحد الاحتمالات -وفقا لمسؤولين أميركيين وأجانب- سيكون قيام ضباط شبه عسكريين من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) بتولي تدريب وإرشاد القوات الديمقراطية السورية التي يقودها الأكراد، وقد كانت تلك الواجبات تقوم بها قوات العمليات الخاصة الأميركية منذ عام 2015.

أنصار ترامب مثل ليندسي غراهام غالبا ما يقترحون حلولا بديلة تحاول المحافظة على سياسة معقولة بينما تستوعب نزوات الرئيس

وذكر الكاتب أن هذا النهج -الذي لا يزال قيد النقاش- سيسمح لترامب بالادعاء بأنه يفي بتعهده بسحب القوات من سوريا دون إحداث فراغ في الشمالي الشرقي يمكن أن تستغله تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري.

حلول بديلة
وهذا الخيار الجديد في عرف المحامين الحكوميين سيدمج العمليات العسكرية العلنية بالعنوان 10 من مدونات قوانين الولايات المتحدة (المحددة لأدوار ومهام وتنظيم القوات المسلحة) بالإجراء السري بالعنوان 50. 

ويمكن أن يستمر النشاط العسكري المصغر بموجب سلطة المادة 10 لتوفير الغطاء الجوي والدعم اللوجستي للقوات الأميركية والقوات المتحالفة على الأرض، ولكن قد يكون مستشارو قوات سوريا الديمقراطية هم ضباط “سي آي أي” ولن يشارك عملاؤها -مثل أفراد القوات الخاصة- مباشرة في القتال البري.

وأضافت الصحيفة أن وجود قوة استشارية شبه عسكرية تعمل تحت العنوان 50 سيكون له بعض العيوب المهمة التي تذكرنا بأعمال سرية أخرى في العقود الماضية.

ويمكن للقوات الأميركية الحالية في سوريا ردع الأعداء لأنهم يحملون العلم الأميركي بالمعنيين الحرفي والمجازي، ولن يكون لدى القوة شبه العسكرية نفس القدرة الرادعة أو القدرة على تقليل خطر تقاطع العمليات مع القوات الأخرى في المنطقة، مثل روسيا وتركيا.

ونظرا لتشوش السياسة الأميركي والأوروبية يجب على قادة قوات سوريا الديمقراطية دراسة ما إذا كانوا سيؤمنون مكانهم مع روسيا والنظام السوري.

ويقال إن الإمارات تفضل هذا النهج، ويشير بعض مؤيدي قوات سوريا الديمقراطية إلى أن الاتفاق مع النظام سيكون أكثر أمنا بالنسبة للأكراد من الاعتماد على الولايات المتحدة المتقلبة وأوروبا الوجلة.

وختمت الصحيفة بأن أنصار ترامب مثل غراهام غالبا ما يقترحون حلولا بديلة تحاول المحافظة على سياسة معقولة بينما تستوعب نزوات الرئيس، وهذا الأمر قد يكون ممكنا في سوريا، لكن أفضل مسار سيكون اعتراف ترامب ببساطة بأن قراره السابق كان غير حكيم ويرجع عنه.

المصدر : واشنطن بوست

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *