محللون: فوز قطر بكأس آسيا يعمّق الأزمة الخليجية

أكد محللون أن فوز قطر ببطولة كأس آسيا لكرة القدم عمّق من الأزمة الخليجية وسبّب الحسرة بين دول الحصار، لافتين إلى أن هذا الإنجاز لن يمرّ من دون ثمن سياسي. وتوقّعوا، في تصريحات لإذاعة «مونت كارلو» الدولية، أن يزيد الانتصار القطري -الذي تحقّق في قلب الإمارات، إحدى الدول الأربع المحاصِرة للدوحة- من العداء بين قطر وخصومها بقيادة السعودية. ورأى كريستيان أولريشسان -الباحث في جامعة رايس الأميركية والخبير في شؤون المنطقة- أن «الإحساس بالحسرة في أبوظبي بسبب نتائج البطولة التي استضافتها، قد يترجم إلى تصعيد في اللهجة ضد قطر».
قال إن «تبعات أداء قطر في كأس آسيا تعمّق الانقسام في الخليج»، مضيفاً: «العُمانيون والكويتيون احتفوا بالنجاح القطري، وبشكل علني، للدلالة على رفضهم محاولة الدول المحاصرة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) عزل قطر في المنطقة».
ويحمل فوز قطر بكأس آسيا عدة عوامل على مستويات مختلفة، من الإنجاز الرياضي نفسه، وصولاً إلى رمزيته وارتباطه بالسياسات الإقليمية.
وقد يرقى الانتصار القطري في نظر بعض المراقبين، وفقاً لـ «مونت كارلو» الدولية، إلى مستوى «الانتقام» من المنتقدين الذين سخروا من ضعف منتخب قطر في السابق، وهي على عتبة استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في 2022. ويأتي هذا الإنجاز الكبير في عالم كرة القدم نتيجة الإنفاق الضخم على أكاديمية «أسباير» القطرية لتطوير المواهب؛ إذ إن 13 من بين 23 من لاعبي المنتخب تخرّجوا من هذه المدرسة، وبينهم اللاعب الأكثر تسجيلاً للأهداف المعز علي (9 أهداف).
ولفت تقرير «مونت كارلو» إلى أنه نتيجة لحصار قطر، لم يتمكن القطريون من مشاهدة منتخب بلادهم من على المدرجات في الإمارات، وحلّ مكانهم العُمانيون. وتابع التقرير: «إلا أن هذا الأمر لم يمنع القطريين من الفوز على السعودية بهدفين مقابل لا شيء، وعلى الإمارات بأربعة أهداف نظيفة، وهي نتيجة دفعت الجمهور الإماراتي إلى رمي لاعبي قطر بعبوات المياه والأحذية!».
وأضاف التقرير: «قال قطريون على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي وسائل إعلام محلية، إن طعم الفوز على الإمارات في عقر دارها كان أفضل حتى من فوزهم في المباراة النهائية على اليابان والحصول على كأس بطولة أمم آسيا لأول مرة في التاريخ».
وذكر: «واحتفل كثير من القطريين برفع 4 أصابع في إشارة إلى دول الحصار، وفي استنساخ أيضاً لشعار مناصري جماعة الإخوان المسلمين في مصر».
واعتبر جيمس دورسي -من جامعة «أس راجارتنام» للدراسات الدولية في سنغافورة- أن الانتصار «يثبت لقطر أنها قادرة على الاعتماد على نفسها، مهما كانت العوائق».
كما رأى سيمون تشادويك -البروفسور في جامعة سالفورد البريطانية- أن «صورة قطر وسمعتها أصبحتا أكثر تفوّقاً مقارنة بخصومها، خصوصاً في ظل الهدوء الذي تمتّع به منتخب قطر، رغم المعاملة السيئة التي واجهها في بعض المناسبات».
وذكرت دورسي: «قد يتركّز التصعيد المحتمل بعد فوز قطر بكأس آسيا، على استضافتها بطولة كأس العالم المقبلة».
وأوضح: «أعتقد أن انتصار قطر سيدفع الإمارات والسعودية خصوصاً إلى تكثيف معارضتهما لاستضافة قطر بطولة كأس العالم».
ومن المفترض أن يتّخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، الشهر المقبل، قراراً نهائياً حيال إمكانية رفع عدد المنتخبات التي ستشارك في مونديال 2022 من 32 إلى 48، وما إذا كانت الدول المجاورة ستستضيف مباريات. واعتبر دورسي أن قول رئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو إن رفع عدد المنتخبات قد يؤدي إلى تخفيف التوترات الإقليمية، أمر «ساذج للغاية». وأشار إلى فوز العراق ببطولة آسيا في 2007، واستمرار أعمال العنف بعد ذلك. وخلص دورسي إلى القول إن «الرياضة والسياسة لا تنفصلان».;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *