مقال بنيويورك تايمز: الرسالة القوية والجميلة للمحتجين الشباب بالسودان

ذكر مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن الرسالة القوية والجميلة التي أرسلها المحتجون الشباب في السودان إلى حكومة الرئيس السوداني عمر البشير والسياسيين الذين ظلوا يستثمرون في الاختلافات والخوف، هي أنهم لن يشتروا الحجج المثيرة للانقسام.

وأشار المقال الذي كتبه أستاذ القانون بجامعة الخرطوم نصر الدين عبد الباري، إلى أنه لا يوجد مؤشر على أن موجة الاحتجاجات الحالية في السودان ستتوقف أو أن البشير سيستقيل في أي وقت قريب.

ودعا الكاتب العالم إلى التضامن مع شعب السودان، قائلا إن أقل ما يجب على الولايات المتحدة والحكومات الأخرى القيام به هو التحدث بصراحة ووضوح ضد القمع العنيف للاحتجاجات السلمية في السودان.

أطول وأقوى احتجاجات
ووصف المقال هذه الاحتجاجات بأنها الأطول والأقوى في فترة ما بعد الاستعمار، قائلا إنها أذهلت الحكومة والمعارضة، مضيفا أنه ورغم أن البشير استمر في تشديد قبضته على الدولة، ورغم ضعف الضغوط العالمية على الحكومة السودانية التي أعقبت القمع العنيف للمحتجين، فإن هذه الاحتجاجات شجعت السودانيين على كسر حاجز جديد وهو مواجهة القادة والمؤسسات التي حاولت تثبيط الناس عن الاحتجاج.

رغم الانقسامات العرقية والإقليمية التاريخية في السودان، فإن جماهير الاحتجاجات وقادتها هم من جيل الألفية الذين يبدو أنهم قرروا الارتفاع فوق الانقسامات الإقليمية والعرقية لمجتمعهم

وقال إن محتجين في عدد من المدن السودانية ردوا على خطب الجمعة التي عزت ارتفاع الأسعار إلى ما سماه الأئمة الفساد الأخلاقي للشعب، باحتجاجات غير مسبوقة داخل المساجد وأجبروا بعض الأئمة على النزول من المنابر والتوقف عن الخطبة ومغادرة المساجد.

رسالة قوية
الاحتجاجات داخل المساجد، يقول كاتب المقال، وجهت رسالة قوية إلى السياسيين والمؤسسات الدينية في السودان مفادها أن “الشعب لن يتحمل بعد الآن المواقف الدينية القديمة والآراء التي تساعد الدكتاتوريين والأنظمة الاستبدادية على البقاء في السلطة”.

من جهة أخرى، ساهمت الاحتجاجات في خلق وحدة لطيفة في المجتمع السوداني المنقسم عرقيا وإقليميا، ومثال على ذلك أن مدير جهاز المخابرات والأمن السوداني استخدم ذات مرة إستراتيجية مثيرة للانقسام لكسر زخم الاحتجاجات، ملقيا باللوم على إحدى جماعات المعارضة المسلحة بدارفور، لكن المتظاهرين في الخرطوم ردوا عليه وهم يهتفون “يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور“. وفشلت المناورة، بحسب الكاتب.

جيل جديد
ويرى الكاتب أنه وعلى الرغم من الانقسامات العرقية والإقليمية التاريخية في السودان، فإن جماهير الاحتجاجات وقادتها هم من جيل الألفية الذين يبدو أنهم قرروا الارتفاع فوق الانقسامات الإقليمية والعرقية لمجتمعهم.

ويشار إلى أن أكثر من 60% من سكان السودان دون سن الخامسة والعشرين، ونحو 20% تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما.

وتجدر الإشارة إلى أنه وخلال الصراع الطويل بين جنوب السودان وشمال السودان، استخدمت مختلف حكومات الخرطوم الدين والعرق والجهوية لتعبئة الناس ضد جنوب السودان. ولم تظهر معارضة شعبية لسياسة تقسيم البلاد، وانفصل جنوب السودان في نهاية المطاف عام 2011.

ويختتم الكاتب مقاله بالقول “يبدو أن السودانيين الشباب قد فهموا الآن أنه عندما لا يعارض المواطنون علانية استخدام العرق أو الدين أو الجهوية من قبل السياسيين، فإن الدولة بأكملها تدفع الثمن”.

المصدر : نيويورك تايمز

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *