“كلنا مريم” حملة تخاطب وعي العالم تجاه المرأة المقدسية

أسيل جندي-القدس

“إذا ساهمت حملة (كلنا مريم) في رفع وعي العالم تجاه ما يحدث في مدينة القدس والمسجد الأقصى وما تعانيه المقدسيات فسنقترب حتما من التحرير والنصر”.

هكذا عبرت المعلمة المقدسية المبعدة عن المسجد الأقصى هنادي الحلواني عن أهمية حملة “كلنا مريم” العالمية التي انطلقت اليوم وتستمر حتى الثامن من مارس/آذار القادم، لنصرة المرأة المقدسية وإبراز أوجه معاناتها من الاحتلال الإسرائيلي.

وترى الحلواني أن حملة “كلنا مريم” تتزامن مع تفاقم المسؤوليات الواقعة على المرأة المقدسية التي وجدت نفسها تقف في خط الدفاع الأول عن القدس والمقدسات “فالاحتلال تمادى في إجراءاته ضد نساء القدس، ليتحولن من أمهات وزوجات للأسرى والشهداء إلى أسيرات وشهيدات وجريحات”.

وتطرقت لتفاصيل حياة النساء بالقدس قائلة إنهن يضطررن للوقوف على الحواجز العسكرية ويعانين من إجراءات الاحتلال الاستفزازية عليها، كما لا تكاد تخلو ليلة واحدة من اقتحام قوات الاحتلال للمنازل والعبث فيها وإحداث حالة من الفوضى العارمة قبل مغادرتها مما يخلف حالة من الرعب والذعر بين صفوف النساء وأطفالهن.

تضامن عالمي
وتعاني المقدسية أيضا بسبب سياسية هدم المنازل المستمرة ومن حرمانها وأطفالها من حقهم بالتأمين الصحي والوطني في حال برز دورها في الدفاع عن المسجد الأقصى، فضلا عن ملاحقتها بالاعتقال والتحقيق والحبس المنزلي وبإبعادها عن الأقصى والبلدة القديمة ومنزلها أحيانا.

وبسبب هذه الإجراءات ترى الحلواني أنه يتوجب على نساء الأمة الإسلامية التحرك لنصرة “مريم المقدسية” ولو معنويا من خلال التضامن الإلكتروني معها، حتى تشعر بأنها ليست وحدها، ولإيصال رسالة لكل مستوطن يعيش في القدس أن هناك من يشعر بالمقدسيات ومستعد لدعمهن عالميا.

بالمقابل دعت الحلواني نساء القدس إلى التغريد على وسم “#كلنا_مريم” ليمثلن أنفسهن ويتمكن من إيصال صوتهن عالميا من خلال الحملة، “صوتنا مؤثر ويزعج الاحتلال لذلك قرر الإمعان في إجراءاته ضدنا”.

وتنطلق هذه الحملة من إسطنبول بمبادرة من جمعية القدس العالمية للثقافة (أوكاد) التي كان لمديرتها عائشة غول تجربة خاصة في مدينة القدس، وفي حديثها للجزيرة نت قالت إنها زارت المدينة عام 2015 وارتبطت بها وجدانيا بشكل عميق بعد زيارة المسجد الأقصى والاحتكاك بالمقدسيين، فقررت أن تهب حياتها لخدمة القدس والأقصى.

عائشة غول: مريم شخصية رمزية مستوحاة من واقع المرأة المقدسية (الجزيرة)

وبعد عودتها لإسطنبول كرست عائشة حياتها لخدمة القدس ومقدساتها الإسلامية، وقررت مؤخرا إطلاق هذه الحملة لنصرة المقدسيين وقضاياهم الإنسانية العادلة، وعن سبب تسميتها بهذا الاسم قالت غول إن مريم شخصية رمزية مستوحاة من واقع المرأة المقدسية التي تواجه أشكالا مختلفة من المعاناة جراء اعتداءات الاحتلال، وتيمنا بالسيدة مريم التي واجهت أذى بني إسرائيل في نفسها وولدها.

وتطرقت غول إلى تنسيق الجمعية مع عدد كبير من الناشطين والمؤسسات الفاعلة التي تعمل لنصرة القدس وفلسطين من أجل المشاركة في التغريد على وسم #كُلنا_مريم (#WeareallMary)، مؤكدة إنشاء غرف تغريد في تركيا ولبنان والأردن وقطر وماليزيا وإندونيسيا وكندا والكويت وفلسطين والمغرب والجزائر وتونس وألمانيا.

وعن الفعاليات الختامية للحملة قالت إنها ستتوج بمؤتمر عالمي عن معاناة المرأة المقدسية في منتصف أبريل/نيسان المقبل، وسيتشكل حراك عالمي ممتد لفضح ممارسات الاحتلال ضد القدس والمرأة المقدسية، على أن تترجم الفعاليات لمشاريع تدعم المقدسيين.

وبالإضافة للتغريد عبر المنصات الاجتماعية ستتضمن الحملة إعلانات تلفزيونية وإذاعية، وتثبيت لافتات في الساحات العامة وفي وسائل النقل بالإضافة لتسليط الضوء على قضية القدس والمرأة المقدسية في البرامج الإعلامية المختلفة.

كاريكاتير للرسام علاء اللقطة ضمن حملة “كلنا مريم” (مواقع التواصل الاجتماعي)

وجوب النصرة
الإعلامية الفلسطينية المقيمة في إسطنبول إسراء الشيخ هي إحدى الناطقات باسم حملة “كلنا مريم” باللغة العربية، وتطرقت في حديثها للجزيرة نت إلى أن القائمين على الحملة سيتواصلون مع مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان لتسليط الضوء من ناحية حقوقية على معاناة المرأة المقدسية، بالإضافة لسعي مطلقي الحملة للوصول إلى الأمم المتحدة بهدف الخروج من نطاق التفاعل الافتراضي فقط.

أما نائب المنسق العام لمبادرة شباب فلسطين في الخارج سامي حمود فقال إن القدس هي القضية المركزية التي تتفاعل معها كل الشعوب، ولزاما على الجميع نصرتها بكل الإمكانيات المتاحة.

وأضاف حمود –اللاجئ الفلسطيني في لبنان- أن الاحتلال يستفرد الآن بالمرأة المقدسية ويتفنن في تعذيبها بعدما أيقن أن دورها يوازي دور الرجل في الرباط والدفاع عن المسجد الأقصى، ومن هنا تنبع أهمية المشاركة والتفاعل مع حملة “كلنا مريم” لإسناد المرأة المقدسية ونشر الوعي عالميا بتفاصيل حياتها اليومية.

وأكد حمود أن مبادرة شباب فلسطين في الخارج هي إحدى الجهات المشاركة في الحملة، وأنه تم التواصل مع الناشطين في لبنان من أجل تكثيف التفاعل الإلكتروني مع الحملة وإنجاحها.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *