الفنان أحمد نوح يعرض “بقايا حياة” في مبنى مطافئ: مقر الفنانين
|ويعد برنامج الإقامة الفنية في باريس، الذي يقام تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، امتدادا لبرنامج الإقامة الفنية في الدوحة، حيث يُعقد البرنامج بشكل منتظم، ويستضيف فنانا قطريا واحدا في كل دورة ممتدة على مدى ثلاثة أشهر، ويُخصص للفنان المقيم استوديو فنيا ومكانا للسكن، بهدف إتاحة فرصة للفنانين القطريين لمعايشة أجواء الإقامة الفنية في باريس وزيارة متاحف المدينة ومعارضها والاندماج مع مشهدها الفني.
وعرف افتتاح المعرض لقاء عاما أتاح لزوار المعرض فرصة التحدث مع نوح لمعرفة المزيد عن أعماله الفنية ومصادر إلهامه.
ويضم المعرض أعمالًا فنية تجريبية من إبداعات أحمد نوح باستخدام مواد مختلفة، من بينها قطع الكتب المحروقة كتعبير عن ظاهرة الابتعاد عن قراءة الكتب الورقية في العصر الحديث، ولدلالتها الرمزية التاريخية لأن الكتب المحترقة كانت وسيلة لإدانة الاعتراضات الاجتماعية والسياسية والثقافية.. ومع ذلك، ومن خلال تحويل قطع الكتب المحروقة لأعمال فنية، يحيي الفنان قيمة تلك الكتب، على أمل إلقاء الضوء على أهمية القراءة كجانب إيجابي للتنمية البشرية.
وتولّدت فكرة المعرض للفنان أحمد نوح، من معاينته لإهمال القراءة، وهي الظاهرة التي اجتاحت العالم أجمع، وليس الوطن العربي فحسب، مشيرا إلى أن أكبر مشكلة تواجه البشرية هي ما وصفه بــ “العقل الفارغ”، وهو ما يجعل الفرد منقادا دون إعمالٍ للفكر أو التمحيص إلى الهاوية سواء باتباع الأفكار الضالة أو الوقوع في براثن التطرف والإرهاب، لافتا إلى أن الإحصاءات تشير إلى الوضع الكارثي لمعدل القراءة في الوطن العربي وتدنّيه.
وقال السيد خليفة العبيدلي، مدير مطافئ: مقر الفنانين، في تصريح له، إنه تم عرض أعمال أحمد نوح لأول مرة في الصيف الماضي بعد انتهائه من برنامج الإقامة الفنية في مبنى مطافئ: مقر الفنانين، وتلقى العديد من التعليقات الرائعة، لافتا إلى أن تلك الأعمال أثارت شجون الجماهير.
وأشار العبيدلي إلى أن المتابعين كانوا متشوقين لرؤية نتيجة امتداد رؤيته الفنية، حيث أتاحت له الإقامة الفنية في باريس فرصة للعمل جنبًا إلى جنب مع فنانين من جميع أنحاء العالم، وخرج من هذه التجربة بعمل فريد من نوعه يضم بعدًا اجتماعيًا سيثير بلا شك نقاشات ممتعة بين زوار المعرض.
جدير بالذكر، أن الفنان أحمد نوح انتسب إلى مركز الفنون البصرية في “كتارا” على مدار أربعة أعوام، أنتج خلالها رسومات ولوحات، كما شارك في العديد من الورش الفنية، حيث يميل إلى التجريب في الخامات، ويتّبع الأسلوب التجريدي في إيصال رؤيته الفنية، كما أنه عضو في مركز سوق واقف للفنون وكذلك في الجمعية القطرية للفنون التشكيلية.
تجدر الإشارة إلى أن المعرض يستقبل الزوار بداية من يوم غد، الثلاثاء، وإلى غاية 12 فبراير المقبل.
;