الهلال الأحمر القطري يوفر المأوى لــ 290 أسرة متضررة من الفيضانات في محافظة الحديدة

انتهت بعثة الهلال الأحمر القطري التمثيلية في اليمن من تنفيذ مشروع إنساني لمساعدة المتضررين من السيول الغزيرة في محافظة الحديدة، حيث أتمت البعثة بناء 290 مسكناً للأسر التي بلا مأوى في مديريتي اللحية والزهرة، بالإضافة إلى ترميم المرافق الحياتية المتضررة كالمساجد والمدارس، بتكلفة إجمالية قدرها 273,000 دولار أمريكي (أي ما يقارب مليون ريال قطري).

تضمن المشروع بناء مساكن بمواصفات صحية من حيث التهوية الجيدة والحماية من التقلبات الجوية، مع الاستعانة بالخامات ومواد البناء المتوافرة في البيئة الطبيعية لمراعاة البعد البيئي، كما تم بناء مدرسة مكونة من 3 فصول، واستكمال الإجراءات لبناء مسجد في مديرية اللحية.

ويساعد هذا المشروع في التخفيف من معاناة أهالي مديرتي اللحية والزهرة جراء السيول واستمرار الأزمة اليمنية منذ أكثر من 3 سنوات، مما أدى إلى تدهور حالة المباني السكنية التي يعيش فيها أهالي المنطقتين والمبنية من قوالب الطين، حيث يتآكل الطين بسبب الفيضانات والأمطار، في ظل انعدام البنية التحتية الصالحة للتعامل مع السيول.

مأساة مستمرة

في كثير من محافظات اليمن، قد لا تجد مأوى يقيك من حر الشمس أو برد الشتاء. قد لا تجد منزلاً يكفي أفراد الأسرة، أو قد تجد منزلاً لا يمتلك أساسيات المعيشة الآدمية مثل الأبواب والنوافذ، ومعظم المنازل في هذه المناطق التهامية يتكون من غرفة واحدة يتشاركه أفراد الأسرة معاً. هذا هو حال منطقتي اللحية والزهرة بمحافظة الحديدة. مأساة تتصف بالاستمرارية.

مئات الأسر تعيش في خيام مؤقتة، إذ يجد السكان صعوبة في إعادة بناء ما تهدم، خاصةً وأن معظمهم من ذوي الدخل المحدود ويعتمدون على تربية المواشي أو العمل في البحر.

في قرية صغيرة تدعى الكاشف، تطل على وادي مور بمديرية الزهرة التابعة لمحافظة الحديدة، يعيش الحاج إبراهيم مبارك حسن مع عائلته المكونة من 10 أفراد، 6 من الذكور و4 من الإناث، يسكنون في بيت من الطين به غرفة واحدة فقط. هياكل المنزل، إن جاز تسميته منزلاً، جدرانها من الطين، وسقفها من جذوع أشجار الموز وسعف النخيل، كما هو الحال في بقية منازل القرية، التي تتسم بالبساطة وتشابه ظروف المعيشة ايضاً.

يروي الحاج إبراهيم مبارك حكايته فيقول: “كنت وعائلتي والكثير من أهالي القرية قبل سنتين تقريباً نسكن في قريتنا الأم على ضفة الوادي الجنوبية، وكانت حياتنا متعبة وكادحة لكنها مستقرة، وكانت جل مساكن القرية من الطين والعيدان والأخشاب المحلية. وفي موسم الأمطار، هطلت الأمطار بغزارة غير معتادة. سيول قوية جرفت بيوتنا وأراضينا وأموالنا ومواشينا. جرفت كل ما نملك. جرفت معها أحلامنا وأمانينا. لم نجد من يساندنا أو يمد يد العون لنا، بسبب ما تمر به البلاد من ويلات الحروب وانقطاع شرايين الحياة”.

وتابع قائلاً: “ثم امتدت يد العون من الهلال الأحمر القطري ودولة قطر، فاستبشرنا بالخير. وقام الهلال الأحمر القطري ببناء مساكن لأهالي المنطقة بدلاً من مساكننا المدمرة، فاستقررنا في قريتنا بوجود مساكن جديدة أفضل من التي كنا نعيش فيها بكثير. أشكر الهلال الأحمر القطري على مساعدته لنا، وجزاه الله خيرا،ً وجزى كل من ساعدنا وكان معنا في مأساتنا هذه. بارك الله لكم ولهم”.

كما أشاد عبد الرحمن الرفاعي من السلطة المحلية في إدارة مديرية الزهرة بالجهود التي تبذلها بعثة الهلال الأحمر القطري في اليمن لخدمة أهالي المديرية، عبر مشروع الإيواء الذي لامس احتياج الفئات المستحقة للدعم والأشد تضرراً من كارثة السيول والفيضانات.

;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *