تعرف على روايات قد تفوز إحداها بجائزة البوكر 2019
|عمران عبد الله
واختيرت القائمة الطويلة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الأكاديمي الناقد المغربي شرف الدين ماجدولين المختص في الجماليات والسرديات اللفظية والبصرية، والشاعرة الكاتبة الأكاديمية الباحثة السعودية فوزية أبو خالد، والشاعرة كاتبة العمود الباحثة الأردنية زليخة أبوريشة، والأكاديمي الناقد اللبناني لطيف زيتوني المختص بالسرديات، والأكاديمية المترجمة الباحثة الصينية تشانغ هونغ يي.
ومن بين قائمة الروائيين الـ16 الذين وصلت أعمالهم للقائمة الطويلة، ثمة أسماء مألوفة، من بينهم ستة سبق أن وصلوا للمراحل الأخيرة من الجائزة، هم: أميمة الخميس، وهدى بركات، وإنعام كجه جي، وواسيني الأعرج، ومي منسّى، وشهلا العجيلي.
لكن بخلاف هؤلاء الستة، شهدت دورة عام 2019 وصول عشرة كتاب للمرة الأولى إلى القائمة الطويلة، وهم: محمد أبي سمرا، وإيمان يحيى، وجلال برجس، وحجي جابر، ومبارك ربيع، وكفى الزعبي، والحبيب السائح، وعادل عصمت، ومحمد المعزوز، وميسلون هادي.
وفيما يأتي عرض لأعمال الكتاب العشرة الجدد الذين وصلت كتبهم للمرة الأولى إلى القائمة الطويلة المرشحة لنيل جائزة البوكر 2019.
نساء بلا أثر
بعد أكثر من عشرة أعوام من الانقطاع عن كتابة الرواية، عاد الروائي اللبناني محمد أبي سمرا لتقديم روايته الصادرة عن دار رياض الريس ليمزج فيها بين الأدب والسيرة، عبر تقديم قصة رسامة أرمنية لبنانية تعيش في فرنسا.
تحكي الستينية ماريان سردا لمشاهد من حياتها منذ كانت شابة في بيروت، ونمط حياة عائلتها الأرمنية البرجوازية، وتجربة اغترابها الطويلة، وعلاقاتها المختلفة، وحتى لانتمائها إلى خلية فناني الحزب الشيوعي لفترة.
وتشرح كيف عايشت من فرنسا الثورة الإيرانية، وكيف توطدت علاقتها بصديقتها الشيعية اللبنانية المتمردة سارة التي تجاوزت مجرد الصداقة الطبيعية بينهما.
وقد دعتها سارة -التي كانت تنتقد مجتمعها المتدين وتعارض حزب الله– لزيارة بيروت، والتقت هناك بمعارضين سوريين هاربين من نظام الأسد، قبل أن تعود مرة أخرى لمنفاها الطوعي في فرساي الفرنسية بلا جذور ولا أثر!
يقول النقاد إن كل رواية تحوي شيئا من سيرة الروائي، وهو ما بدا جليا في فصول الرواية التي يطل منها أبي سمرا باستمرار وتحمل شخصيات الرواية بعضا من أفكاره المنشورة.
سيدات الحواس الخمس
في روايته الثالثة “سيدات الحواس الخمس” (بيروت/المؤسسة العربية للدراسات والنشر)، يسائل الروائي الأردني جلال برجس سرديا حواس الإنسان عن الوعي الاستشرافي الذي يفترض أن يتحلى به كل إنسان حتى يتسنى له تخطي الكثير مما قد يوجد في طريق الحياة.
تميز سراج عز الدين باستثنائية حواسه الخمس التي يتساءل حائرا أمامها، بعد أن فقد الدفء في وطنه ومع زوجته التي لا يرى فرقا بينها وبين الوطن، قائلا: “لماذا لم يكن لحواسي القدرة على التنبؤ مسبقا بما حدث لي؟”.
يهاجر سراج بعد حدث صادم -يُكشف في نهاية الرواية- إلى أميركا التي يصلها صباح 11 سبتمبر/أيلول 2001، فيشهد حادثة تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك، ثم يغادرها عائدا إلى عمّان عام 2010، في إشارة واضحة لإشكالية المرحلة التي تقع بين هذين التاريخين وذهابها إلى ما بعدهما.
الزوجة المكسيكية
يحكي الطبيب والأستاذ الجامعي إيمان يحيى في روايته جانبا من سيرة القاص المصري الكبير يوسف إدريس، وخاصة قصة ارتباطه بفتاة مكسيكية تدعى روث، وهي ابنة ديجو ريفيرا أشهر رسام جداريات في القرن العشرين.
تدور أحداث الرواية في فيينا والقاهرة والمكسيك، وتشرح أزمنة ومجتمعات لم تعد موجودة في الوقت الحالي، إذ تروي سنوات الخمسينيات في مصر والعالم.
ويمزج المؤلف سيرة يوسف إدريس بشخصيات روايته “البيضاء” التي يعيد إحياءها في الرواية في أحداث تبدو أقرب إلى الخيال من الواقع، كما يقدم للقراء شخصيات سياسيين وفنانين في أحداث الرواية.
وتعرض الرواية صراعا ثقافيا ومشاعر متضاربة وأجواء سياسية مرتبكة تخيم بظلالها على أحداث الرواية، وتصور الصراع السياسي في مصر بعد حركة الضباط الأحرار مباشرة والصراع بين الحرية والدكتاتورية في القاهرة.
غلاف رواية غرب المتوسط للروائي مبارك ربيع (الجزيرة) |
رغوة سوداء
في روايته الرابعة يواصل الأديب الإريتري حجي جابر تقديم تاريخ بلاده، بادئا بهجرة يهود الفلاشا إلى إسرائيل وحكاية البؤس الذي يدفع شباب البلاد الأفريقية الفقيرة للهجرة بأي ثمن، ولو تطلب ذلك ارتكاب الجريمة للفرار من الواقع المعيشي المزري.
ويحكي قصة “داود”، وهو شاب إريتري تقمص شخصية يهودي واكتسب اسما وتاريخا جديدا للهجرة مع يهود الفلاشا إلى إسرائيل، لكنه يكتشف هناك معاناة جديدة مع العنصرية ضد المهاجرين الأفارقة، فيعيش البؤس والمعاناة مرة أخرى، حتى يقرر أن يغير اسمه مرة ثانية ويعيش تفاصيل حياة أخرى بما فيها من حب وهجرة وأحلام خاسرة وتضحيات خاب مسعاها.
غرب المتوسط
وفي روايته التي افتتحها بإهداء إلى روح عبد الرحمن منيف صاحب رواية “شرق المتوسط” ومدن الملح، بدأ الروائي المغربي مبارك ربيع متطلعا إلى الشمال الأوروبي والجنوب الأفريقي، ليضيف إلى زمن الرواية الماضي القريب جغرافيا وأبعادا اجتماعية جديدة بأسلوب أدبي واقعي وسرد لأحداث مظلمة في تاريخ المغرب الحديث.
و”غرب المتوسط” من منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، ويحكي فيها مبارك ربيع تجربة نضال واعتقال في المغرب المعاصر.
شمس بيضاء باردة
تحكي الروائية الأردنية كفى الزعبي عن بطل الرواية الذي جلس في صباه على عتبة باب غرفته ينظر إلى الفضاء والتلال البعيدة، يقتات على الكتب ويتخيَّل ألا شيء يُعيقه عن القفز خلف تلك التلال للبحث عن مغزى كل من الحياة والخلود، لكنه لا يصادف مع صديقيه أحمد ومازن سوى الفقر والجوع والكوابيس… وحافة الجنون.
تبدو الرواية الصادرة عن دار الآداب تراجيدية مؤلمة تتناول الألم والمعاناة والصراع ومخافة الموت، وتمتلئ بفيضان مشاعر مكتوب بالدم والوجع.
أنا وحاييم
في رواية “أنا وحاييم” (دار مسكيلياني/تونس)، يبدو الروائي الجزائري الحبيب السائح مشغولا -كأشد ما يكون الانشغال- بهاجس الهوية وقضايا وطنية عميقة صاغها في عالم روائي طافح برائحة الجزائر في زمن الاستعمار الفرنسي وغداة الاستقلال، ماسحا بيد روائي بارع خيوط حكاية تنقبض لها نفسك وهي تحدثك بتفصيل مذهل عن أجواء الحرب وجرائم المستعمر والتمييز العنصري.
رواية “أنا وحاييم” تتناول الفقد الذي يخلفه وفاة أحد أبطال الرواية بالسرطان، وتمتلئ بأجواء عواطف الحب والصداقة والحنين والتسامح الديني، وعشق الوطن سواء لدى المسلم أو اليهودي المنتمي لقضية وطنه وبلاده.
الوصايا
بلغته الخاصة به المعتمدة على السرد المكثف وجمل الحوار القصيرة المقتضبة، وعالمه المفضل المنتمي إلى الريف المصري المحتجز خلف التناول السطحي للكثير من الأعمال الأدبية، يقدم الأديب المصري عادل عصمت حكايته الجديدة، بحسب دار النشر “الكتب خان”.
عبر وصايا عشر، تبدأ بالخلاص عن طريق تحمل المشقة ولا تتوقف عند فضيلة التخلي، يسرد الجد سليم حكايته لحفيده “الساقط” -كما يسميه- الذي اعوجت حياته واختلّت كما اعوج الزمن الذي شهد صعود دار سليم من رماد الانهيار ثم ازدهارها ثم هدمها وتشتت سكانها في أرجاء العالم الفسيح لتتلاشى إلى الأبد.
تتناول رواية الأديب المغربي محمد المعزوز تعقيدات النفس الإنسانية وقلقها وتوترها الوجودي، وتربط السياسة واضطرابها بهذا القلق الإنساني الوجودي.
وتحكي الرواية الصادرة عن المركز الثقافي للكتاب قصة رؤوف الذي يعيش واقعا مأزوما بسبب فشل التغيير، وما تلا ذلك من يأس وإحباط وضياع، وقصة خالد الذي طلق زوجته وخسر طموحه السياسي وعائلته على حد سواء.
وتتناول الرواية قصة راحيل التي واجهت الحياة بالموسيقى والعزف كما فعلت أمها التي اختارت الرسم، لكن راحيل تمسكت بالأمل ولم تقدم على الانتحار كما فعلت والدتها.
إخوة محمد
تروي الكاتبة العراقية ميسلون هادي في روايتها الصادرة عن دار الذاكرة، سيرة فتاة عراقية تدعى أورشينا، تبدأ حياتها في الزقاق الذي لا يفرق بين دين ومعتقد، وتنتقل من بيت لآخر في الحي لتحكي عن العراق وحياة المهمشين في ظل الحروب والدماء والعواصف التي شهدتها البلاد.
المصدر : الجزيرة