مركز الإبداع.. صلة بين رواد الأعمال والمستثمرين بالمغرب
|هاجر اسماعيل-الدار البيضاء
“هذا هو زمن رواد الأعمال والمشروعات الصغيرة والمشروعات متناهية الصغر فمن سوف يبقى يبحث في الدوائر التقليدية للوظيفة لن يجني إلا ضياع وقت ومجهود، قد تواجهه بعض المشكلات لكننا نساعده ونقف إلى جواره حتى يتجاوزها، ونضعه على الطريق الصحيح مجانا”.
هذا هو الشعار الذي يرفعه المركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعية ( Moroccan CISE)، فإذا كانت لديك فكرة عن مشروع يقدم حلولا عملية لمشكلة اجتماعية ذات أبعاد اقتصادية بالمملكة المغربية فلا تبحث كثيرا.
كل ما عليك هو أن تملأ استمارة المشروعات المتاحة عبر موقع المركز المتخصص في توفير فرص تمويل حقيقية لرواد الأعمال الشباب عن طريق تشكيل حلقة وصل مرنة بينهم وبين المستثمرين في مختلف القطاعات بالمغرب.
حل مشكلات المقاولات الصغيرة
عدنان عديوي رئيس المركز قال للجزيرة نت إن “برنامج دير إنك ” ( dare inc) هو أحد مشروعات المركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعية بدأناه عام 2012.
ويهدف هذا المشروع -يقول عديوي- لحل الإشكالية الرئيسية التي تواجه الشركات الصغيرة في المغرب وهي الوصول إلى الممولين، وهذا البرنامج هو خلاصة دراسة توصلنا إليها بعد عشر سنوات في مجال ريادة الأعمال والتمكين الاقتصادي للشباب.
ويضيف “لدينا عدد كبير من أفكار المشروعات ذات الأبعاد الاجتماعية التي تحل مشكلات ضخمة، لكن أصحابها لا يجدون تمويلا لها وهذا ما يساعدهم فيه برنامج dare inc“.
عدنان عديوي رئيس المركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعية (الجزيرة) |
وعن شروط احتضان المشاريع من خلال برنامج “Dare inc” قال عديوي “يجب أن يكون الشخص المتقدم بالفكرة مؤهلا للقيام بها والإشراف عليها، وهذا نتأكد منه من خلال عقد جلسات عمل مع صاحب الفكرة بعد الموافقة المبدئية عليها من خلال المعلومات التي قدمها من خلال الاستمارة المتاحة عبر الموقع.
ويشترط أيضا أن تقدم الفكرة حلا عمليا لمشكلة اجتماعية في المغرب ذات بعد اقتصادي، يضيف رئيس المركز.
ويتابع “إننا لا نقبل المشروعات الخيرية 100% أو المشروعات ذات الهدف الربحي بشكل عام، فهدفنا هي الأفكار التي تجمع بين الحسنيين الجانب الاجتماعي والاقتصادي، وبالطبع الشرط الرئيسي لنا هو أن يبدأ المشروع بصفر تمويل”.
أربعة مجالات
يفتح برنامج Dare inc أبوابه مرتين سنويا لاستقبال أفكار المشروعات حيث يملأ استمارات الموقع مئات من الشباب المغربي المتحمس بالأفكار الاجتماعية، ثم يقوم فريق عمل المركز والمكون من ثمانية أشخاص باختيار الأفكار المناسبة لفلسفة العمل داخلها، ليتم اختيار حوالي ثمانين مشروعا سنويا موزعين بين مدن المملكة المغربية.
وهذا العام حصل عدد من المشروعات على فرص تمويل وصلت إلى حوالي ثلاثة آلاف دولار أميركي، تحدث عنها عدنان قائلا “اخترنا عدد من المشروعات أبرزها مشروعات الحلول الصحية (Health Solutions) الذي يقوم بتقديم تكوينات (تدريبات) للأطباء وطلبة كليات الطب لتحسين الخدمات الطبية، ومشروع الحلول البديلة Alternative Solutions الذي تقوم فكرته على صناعة وبيع الأخشاب المصنوعة من أشجار النخيل.
أما المشروع الثالث فهو مشروع التصميم IDYR Design ويقوم على إنتاج وبيع الإكسسوارات الصديقة للبيئة والمصنوعة من بقايا المنسوجات، كما تم اختيار مشروع جلود الأسماك Sea Skin Morocco ويقوم أصحابه بإعادة استخدام قشور وجلود الأسماك.
غياب مفهوم ريادة الأعمال الاجتماعية
وعن المشكلات التي تواجه رواد الأعمال والمشروعات الناشئة في المغرب، قال عدنان للجزيرة نت “أولا عدم وضوح مفهوم ريادة الأعمال وعدم اعتراف الحكومة والمؤسسات الرسمية بمفهوم ريادة الأعمال الاجتماعية”.
ويضيف “إما أن يفرض عليك أن تعمل في إطار جمعيات خيرية تكرر بعضها في كل أنحاء العالم العربي، أو شركة اقتصادية رأسمالية ذات هدف مادي بحت”.
ويستطرد “رواد المشروعات الاجتماعية ذات البعد الاقتصادي يواجهون مشكلة مع الضرائب والقوانين، بالإضافة إلى عدم وجود حماس لدى كبار المستثمرين للمشروعات الصغرى فكلهم يرغبون في مشروعات كبرى مضمونة الربح”.
وأضاف رئيس المركز أن “الحكومة المغربية لا تمول المشروعات الصغيرة إلا إذا كانت تخص الصناعات التقليدية والحفاظ على التراث”.
أما بالنسبة للمشكلات التي تخص رواد الأعمال أنفسهم فأكد عديوي أن رواد الأعمال في المغرب ينظرون نظرة قصيرة للمشروعات، بالإضافة إلى أنهم لا يطورون أنفسهم بما يتواكب مع التطور الكبير في السوق والعرض والطلب.
“ولوج”.. سوق الأفكار المبتكرة
وأعلن المركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعية مؤخرا عن منصة جديدة تحمل اسم “ولوج” وهي الطريق المختصر لرواد الأعمال داخل المغرب لبيع أفكارهم وليس فقط منتجاتهم، وترفع هذه المنصة شعار “كل منتج له سوق حتى الأفكار فيستطيع مبتكرو الأفكار بيع أفكار مشروعاتهم إلى الممولين مباشرة”.
المصدر : الجزيرة