الترحيل يتهدد مطلوبين سوريين لاجئين في الجزائر

تداولت وسائل إعلام وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي خبرا عن وجود نحو 43 سوريا في الصحراء الجزائرية تنوي السلطات ترحيلهم إلى بلدهم، إلا أن هذا المعطى لم يتأكد رسميا.

وتشير المصادر ذاتها إلى أن هؤلاء المواطنين السوريين بينهم مقاتلون وضباط في “الجيش السوري الحر” وعناصر من منظمة الدفاع المدني السوري ومدنيون مطلوبون للنظام السوري.

وأكدت مصادر أمنية للجزيرة نت أن “هؤلاء المواطنين السوريين يوجدون في ولاية تمنراست في أقصى الجنوب الجزائري بعدما قدموا إليها من لبنان عبر حدود دولة مالي، ولم يتم نقلهم بعد إلى المطار الدولي هواري بومدين، وهو ما يوضح تأجيل ترحيلهم خلال الساعات المقبلة، بينما تم سحب جميع أجهزتهم من هواتف نقالة وحواسيب محمولة”.

تنديد
وأثارت قضية هؤلاء السوريين ردود فعل مجموعة من النشطاء الحقوقيين والسياسيين الذين طالبوا النظام الجزائري بعدم تسليمهم إلى النظام السوري مخافة تعريض حياتهم للخطر.

وقال رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان نور الدين بن يسعد للجزيرة نت “نندد بترحيل المواطنين السوريين إلى بلدهم لأن حياتهم معرضة للخطر”، كما طالب المتحدث السلطات الجزائرية “بتطبيق معاهدة جنيف لحماية اللاجئين التي صادقت عليها عام 1963″.

وراسل الناشط البرلماني الجزائري حسن عريبي وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل طالبا منه ومن الحكومة تدخلا عاجلا لوقف إجراءات ترحيل المواطنين السوريين إلى مطار المزة العسكري بدمشق.

وقال إنه “في التراجع عن هذا القرار مكسب ثمين للدولة الجزائرية يضاف إلى رصيد احترام حقوق الإنسان، أما الاستمرار في تنفيذ هذا الإجراء فسيكون صفحة سوداء في سجل الدبلوماسية الجزائرية الحافل بالإنجازات والانتصارات”.

وفي هذا الصدد وعبر تغريدة نشرها في حسابه بتويتر، ناشد رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري السلطات الجزائرية “النظر بعين الإنسانية لهؤلاء المحتجزين”.

ودعا الحريري جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تقديم يد المساعدتة لـ”تأمين هؤلاء المحتجزين والحفاظ على حياتهم”.

وبحسب تدوينات في الموضوع، فإن من بين السوريين الموجودين في الجزائر حاليا ضباط منشقون عن نظام بشار الأسد وصاروا من بين المطلوبين في دمشق، وهذا ما يجعل حياتهم في خطر حقيقي.

مصير غامض
السلطات الجزائرية لم تبد أي موقف رسمي حيال قضية هؤلاء السوريين لحد الساعة، وفي هذا الصدد أكدت سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري والوزيرة السابقة عدم اطلاعها على تفاصيل هذا الملف.

وقالت بن حبيلس في تصريح للجزيرة نت “لم يسبق للدولة الجزائرية أن قامت في وقت بترحيل أي مواطن سوري قصدها للعيش، ولا أعتقد أن الحكومة قد تقدم على هذه الخطوة تجاه هؤلاء السوريين إلا إذا كان القرار مبنيا على خلفيات أمنية لا نعلم بها”.

وتقول السلطات الجزائرية إنها تستضيف على أراضيها منذ بداية الأزمة في سوريا أكثر من أربعين ألف لاجئ سوري حصلوا على مساعدات للإقامة وحرية التنقل والتعليم وحق الرعاية الطبية والسكن والحق في ممارسة الأنشطة التجارية.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *