ريم سليمان تكشف سبب اعتقالها والتنكيل بها.. وتصف القحطاني بـ”المسعور”

واصلت الكاتبة السعودية ريم سليمان فضح ما تعرضت له علي أيدي سعود القحطاني وأتباعه خلال فترة اعتقالها بسجون النظام السعودي مستنكرة التصريحات السعودية الرسمية حول إنكار تعرضها  والناشطات الأخريات المعتقلات للتعذيب والتحرش الجنسي.

وقالت سليمان “ظهرت الحقيقة. اليوم يحاولون تكرار مزاعمهم السخيفة بأني لم أتعرض للقهر والظلم على يد المسعور سعود القحطاني ورجاله. العالم كله يعرف حقيقتكم، يا سادة الظلم والقمع”.

جاء ذلك في تغريدة جديدة للناشطة السعودية عبر حسابها في “تويتر” قالت فيها: “مثلما أنكروا فعلتهم الدنيئة بحق جمال خاشقجي، ثم ظهرت الحقيقة. ومثلما أنكروا تعرض الناشطات للتعذيب والتحرش الجنسي، ثم ظهرت الحقيقة. اليوم يحاولون تكرار مزاعمهم السخيفة بأني لم أتعرض للقهر والظلم على يد المسعور سعود القحطاني ورجاله. العالم كله يعرف حقيقتكم، يا سادة الظلم والقمع”.

وأشارت في تغريدة أخرى إلى أن السبب وراء اعتقالها والتنكيل بها يعود لمقالة رأي كانت قد كتبتها ودعت من خلالها إلى ترشيد الخطاب الإعلامي في بدايات الأزمة الخليجية وحصار قطر، حين كان الشتم وقذف الأعراض يتصاعد، وناشدت من خلالها المثقفين إلى إحكام العقل وحملت عنوان: ” المثقف بين أزمة السعودية وقطر”.

  

وكانت الكاتبة السعودية قد روت في سلسلة تغريدات أمس ما تعرضت له تعذيب ومضايقات ووصفته بـ”الجحيم والسعير” في المملكة العربية السعودية إثر كتاباتها لمقالات رأي في صحيفتي الوئام ومكة.

وكتبت ريم عبر حسابها الرسمي على تويتر القصة كاملة قائلة: “أنا ريم سليمان الكاتبة في صحيفة مكة والوئام وأنحاء، أود أن أروي لكم ما تعرضت له من قمع وتعسف قبل أن أتمكن من الخروج من البلد والوصول إلى هولندا كلاجئة”.

وأضافت: “القصة بدأت عندما جاءني اتصال من شخص قال إنه مساعد لسعود القحطاني وأمرني بالتوقف عن الكتابة في الصحف، وهددني بأن مخالفة هذا الأمر سيجلب لي متاعب كبيرة جدا أقلها السجن، حاولت معرفة سبب ذلك، لكنه رد غاضبا: “نفذي ولا تناقشي”.

وتابعت: “أصبت بذهول وتملكني الخوف والقلق من أنني سأتعرض لما تعرض له غيري، ولم أملك سوى تنفيذ ما أمروني به، وبقيت على هذا الحال طيلة أسبوع، قبل أن يداهم منزلي رجال مدججون بالسلاح واعتقلوني”.

وأكملت: “اقتادوني إلى مكان مجهول بالرياض، وهناك بدأت الإستجوابات والإهانات والتعذيب النفسي طيلة يومين كاملين، حققوا معي حول المقالات والتغريدات التي كنت قد نشرتها، وتخلل ذلك شتم وتهديد بالتعذيب”.

استطردت: “بعدها أبلغوني بأنهم سيفرجون عني لكن سأبقى قيد المنع من الكتابة، وحذروني من إخبار أي شخص بما تعرضت له. بقيت على هذا الحال لفترة من الزمن، وكانت أقسى وأصعب أيام حياتي”.

وأردفت: “لم يتركوا لي خيار سوى الهروب من البلد، طلبا للأمان والتنفس بحرية، فغادرت إلى هولندا، وها أنا الآن أعيش فيها كلاجئة. لا أخفيكم أني خشيت من التعرض لما تعرضت له الناشطات المعتقلات من تعذيب واخفاء قسري وحتى وصلت إلى الاغتصاب”.

واختتمت: “قلبي مع وطني، قلبي مع أهلي الذين قد يتعرضون للأذى بسبب مغادرتي للبلد وكشفي عن ما تعرضت له، قلبي مع الناشطات والناشطين الذين يقبعون في السجون ظلما، ويتعرضون للتعذيب والتحرش وانتهاك حقوقهم. إنه لأمر مؤسف أن يتحول الوطن من حضن آمن لأبنائه، إلى جحيم وسعير لهم، بسبب من يحكمه”.

وتضامن رواد موقع “تويتر” مع ريم وما تعرضت له، وطالبوا بكشف كل المعلومات لجهات حقوق الإنسان في العالم، وتوضيح سياسة ابن سلمان تجاه المعتقلين.

كشفت وكالة “رويترز” للأنباء عن فضيحة جديدة للنظام السعودي الحالي بطلها سعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد محمد ابن سلمان بإشرافه شخصيا على تعذيب ناشطة سعودية  وهددها بالاغتصاب والقتل، فيما تولى مساعدوه تعذيب نساء أخريات والتحرش بهن.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن مجموعة من الرجال عذبوا تلك الناشطة وثلاث ناشطات أخريات من خلالالتحرش الجنسي والصعق بالكهرباء والجلد في الفترة بين مايو وأغسطس الماضيين في منشأة احتجاز غير رسمية في مدينة جدة.

وأفاد مصدران أن القحطاني كان داخل الغرفة عندما تعرضت إحدى المحتجزات للتحرش والصعق بالكهرباء،وأضافا أنه هددها بالتعرض للاغتصاب والقتل.

ووصفت المصادر المجموعة المؤلفة من نحو ستة رجال بأنها مختلفة عن المحققين المعتادين الذين رأتهم الناشطات من قبل، وقالت إنهم ينتمون للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز الذي كان القحطاني رئيسه في ذلك الوقت أو إلى جهاز أمن الدولة.

جلد وتقبيل
وقالا إن محتجزتين أخريين تعرضتا لإهانات جنسية وجلد وصدمات كهربائية أدت لتحول  إصبع إحداهن للون الأزرق. وكشف أحد المصدرين أن الرجال أجبروا محتجزة أخرى على تقبيل محتجز آخر فيما كانوا يشاهدون الأمر.

ولم يعرف إن كان القحطاني قد كان في الغرفة أثناء عمليات التعذيب التي تعرضت لها المحتجزات الأخريات لكن، المصدرين قالا إن كل من ارتكبوا التعذيب بحقهن كانوا من “جماعة القحطاني”.

وكشف مصدر ثالث أن القحطاني تحدث إلى العديد من المحتجزات في مايو الماضي عندما نقلن في البداية من الرياض إلى جدة وقال لهن إن عقوبة الخيانة هي السجن 20 عاما أو الإعدام.

يشار إلى أن القحطاني أقيل من منصبه في أكتوبر الماضي على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتقطيع جثته داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

وكانت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش أكدتا الشهر الماضي أن ثلاث ناشطات على الأقل تعرضن للتعذيب في السجون السعودية. 

جدير بالذكر أن السعودية اعتقلت في مايو الماضي أكثر من 12 ناشطة وسط حملة أمنية أوسع استهدفت أيضا رجال دين ومفكرين.

ويقول نشطاء إن 11 امرأة ما زلن رهن الاحتجاز، ومن بينهن الأربع اللاتي قيل إنهن تعرضن للتعذيب، وأغلب الناشطات كن من الداعيات لحق النساء في قيادة السيارات والمطالبات بإنهاء نظام ولاية الرجل على المرأة.

;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *