المدينة الإعلامية الجديدة.. بوابة لاستيعاب الكوادر الوطنية

أكد أكاديميون وإعلاميون وخريجو إعلام قطريون، أن مشروع المدينة الإعلامية يمثل بوابة جديدة للعمل الإعلامي من أجل استيعاب الكثير من الكوادر القطرية، مشددين على أنها تمثل نوعاً جديداً من الاستثمار يمكن أن يحتضن الكثير من الشباب القطري، ويبرز مدى اهتمام القيادة الرشيدة بحرية الرأي والتعبير.
وأشاروا في حديثهم لـ «العرب» إلى أن الكثير من المؤسسات القطرية تستعين بشركات أجنبية لإنجاز أعمالها في قطاع العلاقات العامة والإعلام، فعلى الرغم من مهنية القنوات العاملة في قطر، إلا أن عددها قليل مقارنة بعدد الشركات العاملة في الدوحة، الأمر الذي تحتاج معه قطر لهذا النوع من الاستثمار لتكون المدينة الإعلامية نواة جديدة له بمشاركة قطرية وعالمية.
وكان مجلس الشورى قد ناقش أمس الأول تقرير لجنة الشؤون الثقافية والإعلام، حول مشروع قانون بشأن المدينة الإعلامية، والذي بموجبه تنشأ مدينة إعلامية تكون لها شخصية معنوية وموازنة مستقلة، وتهدف إلى إدارة وتطوير النشاط الإعلامي واستقطاب الإعلام العالمي والشركات التكنولوجية والمؤسسات البحثية والتدريبية في المجال الإعلامي والإعلام الرقمي والتكنولوجي، ومن بين صلاحياتها منح تراخيص البث التلفزيوني والإذاعي وتراخيص النشر والتوزيع للصحف والمجلات والكتب للشركات المرخص لها.
ودعت اللجنة ضمن توصياتها بشأن هذا المشروع إلى وضع المعايير والضوابط الفنية والاحترافية لاستقطاب الشركات الإعلامية الراقية ذات الجودة العالية، كما دعت إلى تشجيع المستثمرين القطريين وإعطائهم الأولوية للاستثمار في المدينة الإعلامية ومراعاة عدم تأثير المدينة الإعلامية على حقوق ومكتسبات المستثمرين الحاليين في المجال الإعلامي، وتشغيل خريجي الإعلام القطريين وإعطائهم الأولوية مع الامتيازات المناسبة لهم.

خالد جاسم:
ستكون فاتحة خير للجميع

قال الإعلامي خالد جاسم إن قرار إنشاء المدينة الإعلامية طال انتظاره، وتحقق بفضل مشاورات مجلس الشورى الحكيمة، والقيادة الرشيدة، والذي سيكون بمثابة فاتحة خير على مستوى توفير فرص العمل لخريجي الإعلام من مواطنين ومقيمين.
وأوضح أنه طال انتظارها مع توصيات من مجلس الشورى للقنوات والشركات الراغبة في الانضمام للمدينة الإعلامية، بضرورة احترام العادات والتقاليد للمجتمع القطري، وكذلك القيم التي تحكمه.
وتابع قائلاً: «قطر لم تكن ترغب في الماضي قبول استضافة قنوات وشبكات إعلامية على أرضها، وكانت تعيش زمن مجاملات غير مستحقة لجهات لا تستحقها، وكنا نعتقد أن المسؤولين في دبي سيثمنون وقوفنا بجانبهم وتشجيعهم على إنشاء المدينة الإعلامية وعدم منافستهم، ولكن كنا حينها لا نعلم شيئاً عن المخططات التي تحاك ضد قطر والوطن حين كانت نظرتنا لنجاحهم على أنها خطوات إيجابية تصب في صالح الخليج العربي والمجتمع الخليجي، ولكن كنا «يا غافل لك الله».

عبد الرحمن النعيمي:
تمثل أملاً كبيراً لكل خريجي الإعلام في قطر

قال عبدالرحمن النعيمي (أحد خريجي إعلام جامعة نورث ويسترن): كون المدينة الإعلامية بادرة من الحكومة الرشيدة، فهذا في حد ذاته يعد أمراً مبشراً بالنسبة للكثير من خريجي الإعلام في قطر، فالدولة دائماً ما تدفع في اتجاه حرية الرأي والتعبير، وأهمية هذا الحق من أجل الدفاع عن كل من يتعرضون للظلم والقهر حول العالم.
وأضاف: هذا التوجه أيضاً يعطي أملاً للكثيرين من خريجي الإعلام أن ما درسوه من تخصص محدد لن يضيع هباء، خاصة وأن بعض خريجي الإعلام في الفترة الأخيرة توجهوا للعمل في غير تخصصهم للكثير من الأسباب، على الرغم من أن منهم من تخرج من إحدى أفضل الجامعات في العالم في تخصص الإعلام، فجامعة نورث ويسترن على سبيل المثال تأتي بين أفضل الجامعات في العالم.
وأكد أن قطاع الإعلام أحد أبرز القطاعات التي تشهد تطوراً كبيراً واهتماماً من القيادة الرشيدة، وهذا يعد مؤشراً جيداً لأن تكون المنطقة الإعلامية مختلفة وتحقق الكثير من الأهداف المنشودة.
وأشار إلى أن منصات التواصل الاجتماعي باتت من أكبر القوى الناعمة تأثيراً على المشهد الإعلامي في العالم، وأن اهتمام الحكومة بأن تكون لهذه المنصات مساحة في المنطقة الإعلامية الحرة في قطر يزيد من قوة الإعلام القطري ويدعم تدريب كوادر على أعلى مستوى، لأن هذه المنصات ستكون جزءاً من المشهد الإعلامي بصورة عامة.
ولفت إلى أن الكثير من الكوادر القطرية من خريجي الإعلام لا يرغبون في العمل بالصحافة، نظراً لضعف الرواتب مقارنة بقطاعات أخرى، وكثرة التحديات بالمقارنة بغيرها من الأعمال المكتبية، معرباً عن أمله بأن تكون المنطقة الإعلامية الحرة بوابة جديدة لتقديم المزيد من الحوافز للراغبين من القطريين للعمل في هذا المجال، فضلاً عن فتح آفاق أمامهم للعمل في كبرى المؤسسات الإعلامية في العالم.

مشعل ذياب:
ضربة قوية لدول الحصار

قال مشعل ذياب الطالب بالسنة النهائية بجامعة نورثويسترن – تخصص اتصالات، إنه حال سماعه بخبر إعلان المدينة الإعلامية أدرك أن قطر وجهت ضربة قوية لدول الحصار، وأن استضافتها للمدينة الإعلامية تدل على أنها ماضية في مسيرة التقدم والتنمية وبناء المشروعات الكبرى.
وأوضح أن وجود المدينة الإعلامية على أرض قطر له فوائد اقتصادية كبيرة، إذ إنه سيدر على قطر موارد مالية إضافية، ويطور الاستثمارات في المجال التكنلوجي والرقمي، لافتاً إلى أن الاستثمار في المجال الرقمي هو البوابة إلى المستقبل.
وأضاف ذياب أن المدينة في إطارها الأشمل تأتي ضمن رؤية قطر 2030، التي تهدف إلى تنويع الاستثمارات الاقتصادية وتقليل الاعتماد على الهيدروكربون.
وقال إن قطر مؤهلة للاستثمار في الإعلام بحكم تجربتها الرائدة في تأسيس شبكة الجزيرة منذ أكثر من 20 عاماً، مشيراً إلى أن المدينة ستجتذب كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية التي ستعطي قطر دفعة قوية في جميع المجالات. وشبّه المدينة الإعلامية بالمدينة التعليمية التي استقطبت أميز الجامعات العالمية لخدمة أبناء قطر والمقيمين على أرضها.
وأوضح ذياب أن وجود المدينة الإعلامية في قطر سيعمل أيضاً على تطوير الإعلام، عبر وجود عدد من المنابر المختلفة، مؤكداً سعادته الشخصية بأن يترافق هذا الإعلان مع تخرجه من الجامعة.

خديجة البوحليقة:
تعيد خريجي الإعلام إلى المهنة

قالت خديجة البوحليقة خريجة قسم السياسة الدولية والإعلام، أن إنشاء المدينة الإعلامية في قطر سيتيح للمؤسسات الإعلامية الكبرى فرصة للعمل في قطر، ما يخلق بيئة عمل عالية المستوى وجاذبة، ويخلق حالة من التنافس بين المؤهلين لهذه المهنة، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من القطريين درسوا الإعلام في السنوات الأخيرة في جامعة قطر أو نورثويسترن وغيرها من الجامعات العالمية، إلا أنهم لم يلتحقوا بالعمل الإعلامي بصورة تفرغ كامل بسبب الرواتب والامتيازات التي تقدمها المؤسسات الإعلامية للقطريين.
وطالبت البوحليقة بإعطاء القطريين رواتب وامتيازات تغطي احتياجاتهم، ولا سيما أن مستوى الحياة في قطر عالٍ، وعدد من الكماليات يعتبر من أساسيات المواطن القطري، مشيرة إلى أن الرواتب والامتيازات تتيح للإعلامي التفرغ الكامل.
وأوضحت البوحليقة أن القطريين يفضلون العمل وفقاً لدوام ثابت خلافاً للعمل الإعلامي الذين يكون في دوامات صباحية ومسائية، وقد يستمر طول اليوم، لافتة إلى أن المدينة الإعلامية ستخلق فرص عمل كبيرة في المجال الإعلامي مثل الإدارة الإعلامية والتدريب والتحرير في مستويات عديدة ويمكن للكوادر القطرية العمل في الوظائف التي تناسب طموحاتهم والتأهيل العالي الذي حصلوا عليه.
وأكدت البوحليقة أن المدينة ستجتذب عدداً كبيراً من القطريين الذين يعملون في وظائف اخرى للعودة للعمل الإعلامي، لا سيما أنها ستستقطب عدداً من المؤسسات الإعلامية الكبرى ذات المستويات المهنية العالية، مشيرة إلى أن القطريين يتمتعون بالكفاءة المطلوبة بسبب التكوين الأكاديمي المميز الذي حصلوا عليه في المؤسسات الاكاديمية المتعددة على أرض قطر.

د. عبدالرحمن الشامي:
فرصة لاستيعاب الكفاءات الوطنية في المجال الإعلامي

قال الدكتور عبدالرحمن محمد الشامي، أستاذ الإعلام والاتصال بقسم الإعلام في جامعة قطر، إن مناقشة مجلس الشورى مشروع قانون إنشاء المدينة الإعلامية الحرة يعد ضمن الخطوات الجادة الرامية لإشراك واستيعاب مختلف مؤسسات الدولة الفاعلة ذات العلاقة للمساهمة في هذا المشروع، لإثرائه، بما يشكل إضافة مهمة له، وإنجازه على أفضل نحو ممكن.
وأوضح أن الإضافات المهمة التي قدمها مجلس الشورى في نقاشه لهذا المشروع، ما يتعلق خاصة بضرورة استيعاب خريجي الإعلام القطريين في المدينة الإعلامية المزمع إنشاؤها، وتوفير فرص عمل لهم، مما يمثل أفقاً جديداً لاستيعاب الكفاءات القطرية في هذه المدينة العالمية، ويضمن حضور البعد الوطني في هذا المشروع العملاق. مؤكداً أن الاستثمارات الجديدة، وبخاصة منها المشروعات الكبرى، يجب أن تكون قيمة مضافة لرأس المال الوطني، من خلال استيعاب العمالة الوطنية المتخصصة في المقام الأول، بما يجعل عائداتها مضاعفة، فتوفير فرص العمل يعني استيعاب كوادر إعلامية قطرية شابة من ناحية، وإتاحة الفرصة لها للاحتكاك بالخبرات العالمية من ناحية أخرى، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى بناء القدرات الوطنية، وتشكيل القيادات الإعلامية القطرية الشابة، التي تساهم في نهضة البلاد وتطورها، في ضوء رؤية قطر الوطنية 2030.

عبد الله كمال:
تفتح الآفاق أمام الكثير من القنوات
الإعلامية العالمية

قال عبدالله فهد كمال، أحد خريجي إعلام جامعة نورث ويسترن: افتتاح المدينة الإعلامية الحرة من الخطوات المهمة بالنسبة لدولتنا الحبيبة قطر، فالإعلام أحد أبرز القطاعات التي تسعى الدولة بصورة حثيثة للنهوض بها، وتولي أهمية كبيرة لهذا الأمر.
وأضاف: على الرغم من قوة المنصات الإعلامية في قطر، فإن قلتها تدفع الكثير من الشركات للاستعانة بشركات أخرى في الخارج، وهو ما لاحظته خلال تدريبي في إحدى الشركات الوطنية، التي كانت تستعين بشركات من الولايات المتحدة لعمل المواد المرئية الترويجية على اختلافها، فأعمال العلاقات العامة والإعلام ما زالت في قطر ترتكز على الكثير من الشركات الأجنبية، على الرغم من قوة هذا النوع من الاستثمار.
وأشار إلى أن المدينة الإعلامية ستفتح الآفاق أمام الكثير من القنوات الإعلامية العالمية، إضافة إلى شركات العلاقات العامة، الأمر الذي سيجعل من هذه الصناعة محلية بامتياز، ما سيوفر الكثير من فرص العمل، إضافة إلى توفير الأموال المنفقة على المواد التي كانت تعد في الخارج.

خطوة جديدة تعزز مكانة قطر إعلامياً.. إيمان الكعبي:
أولوية لتوظيف الخريجين القطريين

قالت الإعلامية إيمان الكعبي إن مشروع المدينة الإعلامية خطوة جديدة ترفع من مكانة قطر الإعلامية، وتجعلها منارة ومركزاً للإعلام المهني الحر، وأيضاً خطوة نحو تعزيز مكانة قطر الرائدة في بث الوعي والتنوير في المنطقة بل والعالم أجمع. مؤكدة أن مبادرات قطر الإعلامية دائماً سباقة، وفي الوقت الذي يخشى فيه البعض من صوت الإعلام الحر، ويسعى إلى تكميم الأفواه، كان دور الإعلام القطري المحايد ومبادراته الإبداعية تظهر على الملأ. وأشادت بتوصيات مجلس الشورى التي تشير إلى ضرورة توظيف خريجي الإعلام من القطريين، وإعطائهم الأولوية، والاهتمام بهذه الكوادر الشابة، وتقديم امتيازات مناسبة لهم، مما يؤكد أن الساحة الإعلامية بحاجة إلى الفكر والإبداع المحلي، لأن هذه الطاقة الشبابية هي التي ستدافع عن قطر، وستمثلها أمام العالم، وستصبح منبراً يتمتع بقوة وصلابة ينقل رسالة قطر ورؤيتها، ويساهم في بناء نهضتها وتطورها.
وتابعت قائلة: «المدينة الإعلامية تؤكد على الدور الريادي الكبير لدولة قطر الذي ينمو في المنطقة يوماً بعد آخر، بتوجيهات القيادة الحكيمة، وخطط الحكومة الرشيدة، لتواصل قطر بحاضرها الزاهر انطلاقها الظافر نحو الغد الأفضل».

د. رنا حسن:
ملاذ لطلاب وخريجي الإعلام على حدّ سواء

قالت الدكتورة رنا حسن، مدرس بقسم الإعلام جامعة قطر، إن قرار مجلس الشورى بالموافقة على إنشاء المدينة الإعلامية الجديدة يعد إنجازاً كبيراً في تاريخ قطر الإعلامي، وسيصب في مصلحة جميع خريجي الإعلام في دولة قطر، سواء مواطنين أو مقيمين، خاصة أن قسم الإعلام بجامعة قطر يفرز أعداداً كبيرة سنوياً من الخريجين الذين يجدون صعوبة في الحصول على فرص عمل في المجال الإعلامي، ويضطرون للعمل بقطاعات أخرى مختلفة عن مجال دراستهم، ولكن وجود مدينة إعلامية متكاملة تجمع مختلف التخصصات، سيسهل عليهم الأمر، بل وسيساهم في تشجيعهم على العمل الإعلامي واكتساب الخبرة، لأنها ستكون بمثابة وجهة معلومة للجميع، بدلاً من حالة التيه التي تصيب الخريج لعدم قدرته على اقتناص فرصة عمل لائقة في مجاله، نظراً لقلة المنابر الإعلامية التي تتيح فرص عمل كافية. وأشارت إلى أن هذه المدينة ستوفر أيضاً فرصاً تدريبية ضخمة لطلاب الإعلام، خاصة أن القنوات الموجودة داخل قطر قليلة، ومن ثم الطالب بقسم الإعلام لا يحصل على وقت تدريب كافٍ مؤكدة أن المدينة الإعلامية سترفع من القدرات المهنية لدى الطلاب، وبالتالي ستكون ملاذاً لهم خلال فترة الدراسة لربطهم بسوق العمل، مما سيرفع من خبراتهم العملية، وانخراطهم في سوق العمل فيما بعد بشكل أسرع. ونوهت بضرورة الأخذ في الاعتبار أهمية توفير مراكز تدريبية في المدينة الإعلامية الجديدة، لأن التدريب والتطوير جزء مهم في الحفاظ على مهارة الكوادر الإعلامية، وإطلاعهم على كل ما هو جديد في المجال الإعلامي الذي يتطور بشكل كبير كل يوم، نظراً لارتباط المجال الإعلامي بالجانب التكنولوجي بشكل كبير في جميع التخصصات.;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *