مفتاح المشاعر.. كيف تختار العطر المناسب لشخصيتك؟

كاميليا علي

رغم أننا لا نرى العطر، فإنه يقتحمنا ويؤثر فينا وفي انطباعاتنا عمن نقابلهم ومشاعرنا تجاههم ربما أكثر من التفاصيل المرئية مثل الملابس وملامح الوجه، وطبقا لدراسة أجرتها “لورا شرود” حول تأثير الروائح على الذاكرة، فهناك اتصال عصبي بين حاسة الشم والذاكرة، ولنظام الشم اتصال فريد بمنطقتين رئيسيتين في الفص الصدغي بالدماغ وهما: الحصين، وهو مركز الذاكرة الخاص بذاكرة المدى الطويل، واللوزة الدماغية التي تلعب دورا هاما في معالجة المشاعر. 

وبينما تحتاج بقية الحواس كالسمع والرؤية واللمس إلى عدد من نقاط الاشتباك العصبي للوصول إلى هاتين المنطقتين، فإن المعلومات التي تلتقطها حاسة الشم تصل بشكل فوري إلى الدماغ وإلى الجهاز الحوفي (Limbic System)، الذي يلعب دورا كبيرا في السيطرة على الذاكرة والانفعالات والعاطفة والمزاج.

تفسر هذه النظرية المشاعر المتضاربة التي تنتابنا تجاه العطور والتلقي المختلف لها من أشخاص مختلفين، فالعطر الذي تثير أحد مكوناته ذكريات طيبة لديك، قد تثير مكوناته أسوأ كوابيس الذاكرة لدى غيرك، وكما يرتبط العطر بالذاكرة، فإن رائحته تتأثر تأثرا كبيرا بكيمياء الجسم، فقد يعجبك عطر ما حين تشم رائحته على أحد الأصدقاء فتتعجل شراءه لتفاجأ بأنه لا يناسبك وأنك لا تحبه حقا. فكيف يمكنك الحكم على العطر قبل شرائه؟ وكيف يمكنك اختيار العطر المناسب؟

تركيز العطر يحدد سعره وثباته
العطور بشكل عام عبارة عن زيوت عطرية مذابة في الكحول، وتؤثر نسبة الزيت العطري إلى الكحول على تركيز العطر وثباته، فكلما زادت نسبة الزيوت العطرية مقارنة بالكحول، ازداد تركيز العطر وثباته وسعره أيضا. وفي الغالب يشار إلى نوع العطر ونسبة التركيز على عبوة العطر، وتنقسم العطور تبعا لدرجة تركيزها كما هو موضح في الرسم التالي:

للعطور أربع عائلات.. لأي منها تنتمي؟
الخطوة التالية وهي اختيار الرائحة المناسبة، ولمعرفتها تحتاج للتعرف على أنواع العطور الأساسية، وتكوينها وهي ثلاثة أنواع: 

الحمضيات/ الموالح/ الفواكه: ولها رائحة مبهجة ومنعشة، تمنح الشعور بالحيوية والديناميكية، ومن أشهرها الجريب فروت والبرتقال والتفاح والليمون والخوخ، وهي مناسبة أكثر للشخصيات المبهجة والحيوية.

الزهور: تمنح إحساسا رومانسيا ناعما، وتلائم الشخصيات الحالمة والعاطفية، ومن بين الروائح الشهيرة في هذه العائلة الجوري والياسمين والبنفسج والخزامى، وتستخدم في الكثير من العطور النسائية. 

التوابل الشرقية: تتميز برائحتها القوية المعقدة، والحسية أيضا، ومن بين الروائح الشرقية الشهيرة الفانيليا والقرنفل والقرفة والينسون.

الخشبية: ولها رائحة قوية ومسيطرة، حيث توحي بالقوة والغموض، تستخدم عادة في العطور الرجالية، كما تدخل في تركيب بعض العطور النسائية أيضا، ومن بينها الصندل والباتشولي والبرجموت.


لا تحكم على العطر من الانطباع الأول
يقول خبير العطور باسكال جاورين “إن صناعة العطور تشبه تأليف الموسيقى، حيث تستخدم نوتات أو عطور عدة لخلق اللحن أو العطر المثالي”، فالعطر هو خليط من عدة روائح أو ما يسمى بلغة العطور “نوتات” (notes) مختلفة، يتم خلطها بنسب دقيقة للغاية في ثلاث طبقات هي: القاعدة، والوسط أو القلب، والقمة.

نوتات القمة تستمر لدقائق قليلة بعد وضع العطر قبل أن تتبخر، وهي التي تمنحك الانطباع الأولي عن العطر، وغالبا ما تنتمي لعائلة الحمضيات أو الأزهار الخفيفة.

أما نوتات الوسط أو القلب، فهي التي تظهر بعد أن تتبخر نونات القمة، وتبدأ في الظهور بعد دقائق عدة من وضع العطر، وهي تمثل قلب العطر. 

أخيرا نوتات القاعدة، وتظهر بعد أن يهدأ العطر وتتبخر النوتات العليا تماما، وهي ما يشكل اتحادها مع نوتات القلب رائحة العطر المميزة، وتمنحها القوة والثبات والتميز، وعادة ما تنتمي نوتات القاعدة لعائلة الخشبيات.

لا تنس هذه النصائح خلال اختيار عطرك
والآن بعد أن تعرفت على التصنيفات الرئيسية للعطور وتكويناتها، بإمكانك أن تبدأ رحلتك لاختيار عطرك مع وضع النصائح التالية في الاعتبار: 

  1. عند الذهاب لتجربة العطر، احرص على عدم وضع عطرك الخاص، وعدم استخدام مستحضرات ذات رائحة قوية كي لا تؤثر رائحتها على رائحة العطور التي ستجربها. 
  1. احرص على ألا تجرب عددًا كبيرًا من العطور في المرة الواحدة، كي لا تتسبب في تشتيت حاسة الشم، مما لا يمكنك من الحكم على العطر بشكل جيد. 
  1. ابدأ بشم العطر من الزجاجة مباشرة، إذا لم يعجبك انتقل إلى العطر التالي، أما لو أعجبك فرش القليل منه على ورقة اختبار العطر التي يقدمها البائع، اصطحبها معك وشمها أكثر من مرة خلال اليوم، وفي حالات مزاجية مختلفة، وإذا استمر إعجابك بها يمكنك العودة إلى المتجر وتجربتها برش القليل منها على المعصم.
  1. هذه المرحلة هي الاختبار الحقيقي، حيث ستتمكن من إدراك تفاعل العطر مع جسدك، انتظر دقائق عدة قبل أن تشمه لتمنحه الفرصة للتفاعل، ولتبدأ نوتات القلب والقاعدة في التفاعل والظهور. 
  1. لا تتعجل الشراء، بإمكانك أن تطلب من البائع عينة من العطر الذي تريد شراءه، توفر المتاجر الكبرى عينات مجانية، وبعض المتاجر تبيع عينات صغيرة لتجربتها قبل أن تقرر شراء العطر، ستساعدك هذه العينات على تجربة العطر في أوقات وظروف مختلفة، مما يمكنك من الحكم بشكل صحيح.
  1. إذا كنت محتارًا فبإمكانك طلب المساعدة من البائع، خاصة في المتاجر الكبيرة المتخصصة في بيع العطور، حيث يكون الباعة مدربين لمساعدة العملاء، يمكنك أن تذكر له الروائح التي تفضلها هل تفضل الروائح الشرقية على سبيل المثال؟ أم روائح الزهور؟ يمكنك أيضًا أن تذكر له عطورك المفضلة فيساعدك بجلب خيارات شبيهة. 
  1.  لكن عليك تذكر ألا تجعل البائع يؤثر عليك ليبيع لك عطرا بعينه، لا تندفع أيضا وراء الإعلانات أو شكل الزجاجة الخلاب، أو تتأثر بآراء الآخرين حول العطور، فقد يكون العطر من المنتجات الشهيرة والأكثر مبيعا لكن لا يعجبك.
  1. بينما يميل البعض لاستخدام العطر نفسه طوال أيام السنة، يغير البعض الآخر عطورهم تبعا للفصول، وأحيانا تبعا لحالاتهم المزاجية، وبشكل عام يميل الناس لاختيار العطور المنعشة والمرحة في فصلي الصيف والربيع، والعطور القوية والثقيلة في فصلي الشتاء والخريف، حيث تزول الروائح بشكل أسرع في الأجواء الباردة.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *