تخسيس بقرار جمهوري.. هل تنجح حملة السيسي للقضاء على السمنة؟
|تشهد مصر حملة رسمية وإعلامية واسعة ضد السمنة منذ أن انتقد الرئيس عبد الفتاح السيسي ارتفاع نسبة السمنة بين المصريين، ومطالبته بحملات توعية بشأن مخاطرها، وضرورة إشاعة التربية الرياضية في المدارس. فهل تنجح الحملة الرئاسية في مكافحة ظاهرة السمنة بين المصريين؟
السيسي قال خلال افتتاح أحد المشروعات الأسبوع الماضي إن “نتائج المسح الطبي لمبادرة “100 مليون صحة”، تحمل مؤشرا كبيرا على أن أصحاب الأوزان الطبيعية يقدرون بـ25%، والباقي يعاني من السمنة وزيادة الوزن”.
ووجه الرئيس المصري سؤالا إلى المواطنين “إحنا بنعمل في نفسنا كده ليه؟”، قبل أن يتحدث لنحو 20 دقيقة عن ضرورة ممارسة المصريين الرياضة، مشيرا إلى أنه يرى أحيانا أشخاصا بدناء فيسأل نفسه “ايه الناس دي؟ الناس مش واخدة بالها من نفسها ليه؟ وأزاي بتقدر تمشي كده؟”.
ما يسكت المعدة
لكن الرئيس الذي قرر أن يشن حملة ضد السمنة يدرك -وفقا لخبراء- أن موائد ملايين المصريين تعتمد على “ما يسكت المعدة وليس ما يبني الجسد”، كالنشويات والدهون الرخيصة بدلا من البروتينات كاللحوم التي تشهد ارتفاعا ملحوظا في الأسعار.
ففي مصر يعيش ما يقرب من 30% من السكان البالغ عددهم حاليا 98 مليون نسمة، تحت خط الفقر.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن هناك علاقة واضحة بين السمنة والفقر، وإن السمنة تؤدي إلى الإصابة بعدد من الأمراض غير السارية (المزمنة) المسؤولة عن معظم حالات الوفاة في مصر.
وكمختلف تصريحات السيسي، فقد سارع البرلمان لمناقشة تحويل التربية الرياضية إلى مادة أساسية في المدارس، كما أطلقت وزارة الصحة والسكان حملة قومية للكشف المبكر عن السمنة والأنيميا والتقزم بين طلاب المرحلة الابتدائية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
ويتم خلال الحملة قياس الطول والوزن ونسبة الهيموجلوبين، مع توفير العلاج للطلاب المصابين بالأنيميا وقصر القامة بعيادات التأمين الصحي، وتصميم بطاقة يسجل فيها بيانات الطلاب ونتائج الفحص، بحسب تصريحات لمسؤولين بوزارتي الصحة والتعليم.
ومن المنتظر أن تساعد نتائج هذا المسح الدولة على إعادة تقييم نظام التغذية المدرسية، بما يساعد الطلاب على النمو الصحي السليم، إذا آتت ثمارها.
هل تنجح الحملة الرئاسية؟
“سوء التغذية لا يؤدي للنحافة فقط، بل يسبب السمنة أيضا، في ظل تركيبة غذائية من الدهون والنشويات التي تؤدي إلى تراكم الدهون وتزيد الوزن”، هذا ما تؤكده خبيرة التغذية ريم الحبال، التي تؤكد أن المصريين عادة ما يعتمدون في غذائهم على الأرز والخبز لمواجهة الجوع، وهي أكلات عالية المحتوى بالسعرات الحرارية مع فقرها الشديد بالمغذيات اللازمة لصحة جسم الإنسان.
وتؤكد الحبال في حديث للجزيرة نت أن من الصعب السيطرة على الوزن الزائد عموما عند الأشخاص بـ”قرارات حكومية”، فهذا الأمر يخضع لاعتبارات كثيرة، من أهمها اتخاذ وسائل وإجراءات توعوية موجهة للأفراد لتعزيز نظرة الأشخاص للحياة الصحية، والعمل على تغيير أفكارهم وسلوكياتهم ونمط حياتهم الذي أدى لزيادة الوزن لديهم.
تدريس التغذية السليمة
من جهتها، ثمنّت استشارية التغذية بالمعهد القومي للتغذية ملك صالح دعوة السيسي لمواجهة السمنة، مطالبة وزارة التربية والتعليم بضرورة تدريس مادة عن التغذية السليمة والتربية الرياضية في المدارس والجامعات.
ووفقا لصالح، فإن دولا مثل الصومال وموريشيوس دشنت حملات خاصة بالتغذية السليمة في المدارس، مطالبة بمشاركة وزارتي التموين والزراعة في الحملة المطلوبة لتوزيع منتجات غذائية سليمة كالبروتينات والفواكه، عن طريق العربات المتنقلة في الشوارع التي تتبع هذه الوزارات، مع ضرورة تشديد الرقابة على الجزارين والمطاعم.
مبادرة أطباء
ويعكف حاليا أستاذ التغذية وعميد كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان أشرف عبد العزيز مع مجموعة من أطباء التغذية المصريين على إعداد مبادرة للقضاء على السمنة، وسيتم تقديم هذه المبادرة للجنة الوطنية للتغذية بأكاديمية البحث العلمي بالتنسيق مع وزارة الصحة للقضاء على مرض السمنة في مصر استجابة لدعوة السيسي.
وشدد عبد العزيز على ضرورة تبني كافة الوزارات في مصر وعلى رأسها وزارات الزراعة والإعلام والتموين لحملات توعية حول التغذية السليمة للقضاء على مرض السمنة.
وضرب مثالا بدول مثل بريطانيا، التي طبقت نظاما غذائيا إجباريا في بعض المؤسسات، التي يعاني فيها الموظفون من زيادة الوزن، ونجحت الحملة خلال مدة قصيرة في تخفيض أوزانهم.
المصدر : الجزيرة