إندبندنت: إدارة ترمب ستدفع ثمن دفاعها عن الرياض

قال الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب والبيت الأبيض يدفعان ثمناً باهظاً لإصرارهما على توفير الحماية للنظام السعودي، مشيراً إلى أن هجوم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين على ولي العهد محمد بن سلمان والدور السعودي في اليمن، سوف يتزايد عندما تتسلم الأغلبية الديمقراطية -المنتخبة حديثاً- مجلس النواب العام المقبل.
أضاف الكاتب -في مقال نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية- إن الضغط سيتزايد على الإدارة الأميركية بسبب تحالفها الوثيق مع السعودية، لافتاً إلى أن ترمب قد يجد نفسه في النهاية أكثر ضعفاً بسبب علاقاته مع المملكة، وليس بسبب صلاته بروسيا.
وتابع بالقول: «حتى لو استمر ترمب في حماية ولي العهد والسعودية، فإنه سيبحث عن شيء جوهري في المقابل، ومن المحتمل أن يتضمن هذا إنهاء الحرب اليمنية، التي كانت الولايات المتحدة تدعمها في البداية، وهي علامة واضحة على أن ميزان القوى بين واشنطن والرياض قد تغير بشكل جذري».
وأشار الكاتب إلى أن عدد القتلى الذين سقطوا في حرب اليمن قفز إلى 3068 في نوفمبر، وهي المرة الأولى التي تجاوز فيها الرقم 3000 في شهر واحد منذ بداية الصراع المستمر منذ أربع سنوات، لافتاً إلى أن هذا هو نفسه عدد القتلى في العراق في ذروة المذبحة هناك عام 2006، لكن الفرق هو أن العراقيين لم يتضوروا جوعاً حتى الموت كما يحدث في اليمن.
ويقول الكاتب، إنه في اللحظة الأخيرة ربما تم تجنب كارثة نهائية، وذلك بعد أن وافق مفاوضون من القوات المدعومة من السعودية والإمارات والحوثيين -بشكل غير متوقع- على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الساحلية، التي يمر عبرها 70 % من إمدادات الغذاء والوقود في اليمن.
وأوضح أن اتفاقيات الهدنة بعد فترات طويلة من القتال تظل مهتزة دائماً، لكن الآن هناك أسباب للتفاؤل لا علاقة لها بالأطراف المتحاربة نفسها، بل بالتغيرات السياسية في واشنطن وفي العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أنه في اليوم نفسه الذي أعلن فيه وقف إطلاق النار في الحديدة في السويد، وافق مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع على قرار يحمّل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان -مهندس حرب اليمن- مسؤولية قتل الصحافي جمال خاشقجي في اسطنبول.
ورأى الكاتب أن هناك سبباً آخر لإنهاء الحرب في اليمن، وهو أن كلا الجانبين ليس في وضع يمكّنه من إلحاق الهزيمة بالجانب الآخر، مشيراً إلى أن كثيرين في المملكة وحلفائها اعتقدوا خطأ في وقت سابق من هذا العام، أن الاستيلاء على الحديدة سيشكل ضربة قاضية للحوثيين.
وتابع: لطالما كان يُنظَر إلى الحرب على أنها مشروع شخصي لولي العهد شنّها في مارس 2015، متوقعاً تحقيق نصر سريع، لكن بدلاً من ذلك كان هناك جمود عسكري، وبعد فشل السعوديين في الفوز بالحرب بسرعة في عام 2015، فقدوا اهتمامهم بها إلى حدٍّ كبير، ولم يتمكنوا من وضع حدٍّ لها، ولم تكن التكلفة البشرية تهمهم لأنهم كانوا يتلقون تغطية عسكرية ودبلوماسية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.
واعتبر أنه من المخزي أن وسائل الإعلام الدولية لم تُبدِ اهتماماً كبيراً بهذه الحرب إلا بعد قضية مقتل خاشقجي، وقد تجلى هذا الإهمال في ادعاء المنافذ الإخبارية أن عدد اليمنيين الذين لقوا حتفهم في النزاع 10000 فقط، لكن موقع بيانات النزاعات المسلحة «Acled» قام بحساب عدد القتلى منذ يناير 2016، وتبين أن الرقم الحقيقي للقتلى أكثر من 60 ألفاً.
وختم الكاتب مقاله بالقول: إن من الغريب أن قتل رجل واحد وهو خاشقجي، وليس قتل عشرات الآلاف، هو الذي قد يساعد في الوصول إلى نهاية لواحدة من أكثر حروب التاريخ التي اندلعت بلا داعٍ.;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *