واحة الإبداع المقدسية.. أفق جديد لنشر الثقافة العلمية بفلسطين

من فوق جبل الزيتون المطل على البلدة القديمة بالقدس، تبدأ أعمال إنشاء “واحة الإبداع المقدسية”، وهي عبارة عن مجمع تعليمي وتربوي وترفيهي تفاعلي يعد الأول من نوعه بمدينة القدس ويتخصص في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وتهدف الواحة بشكل رئيسي إلى توفير بيئة محفزة على البحث والاستكشاف والابتكار لأبناء المدينة بما تحويه من منشآت ومرافق وما تقدمه من خدمات وأنشطة متنوعة. 

واحة الإبداع المقدسية هي إحدى مبادرات مؤسسة النيزك للتعليم المساعد والإبداع العلمي الفلسطينية (الجزيرة)

واحة للعلوم والابتكار
واحة الإبداع المقدسية هي إحدى مبادرات مؤسسة النيزك للتعليم المساعد والإبداع العلمي الفلسطينية، التي تنفذها بشراكة مع عدة جهات في مقدمتها الاتحاد الأوروبي.

وستضم الواحة حديقة علمية تحوي مجموعة من المعروضات التعليمية التفاعلية والمرصد الفلكي، بجانب مختبرات للإبداع والابتكار والتصنيع، بالإضافة إلى المسرح الداخلي والمسرح الخارجي المخصص لأنشطة ثقافية متنوعة.

وتوضح سارة كحيل المدير التنفيذي لمؤسسة النيزك في تصريح للجزيرة نت “الهدف من واحة الإبداع المقدسية، وهو بناء بيئة تعليمية جامعة لأبناء القدس وأهلها، وتوفير مساحة للتفاعل مع العلوم كممارسة يومية، خاصة مع النظر للعلوم كمادة صعب فهمها.. وذلك من خلال التعليم المنهجي واللامنهجي، فتأتي الواحة للتحفيز على البحث والاكتشاف والإبداع”.

أطلقت النيزك بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي عدة فعاليات علمية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري (2018)، تهدف إلى إشهار مشروع واحة الإبداع المقدسية بين أبناء المدينة.

وشملت الفعاليات معارض علمية تفاعلية كمعرض “ماذا خلف مقبس الكهرباء؟”، وذلك بالتعاون مع القنصلية الفرنسية العامة في القدس والمركز الثقافي الفرنسي ومدينة العلوم الفرنسية، ومسرح علمي متنقل لعرض العلوم بطريقة جذابة ومختلفة، بجانب معرض “صنع في القدس” لعرض ابتكارات الرياديين المقدسيين. حيث أقيمت تلك الفعاليات على مدار أسبوع كامل وشارك فيها قرابة 5000 من طلبة وأهالي المدينة.

إحدى فعاليات إشهار واحة الإبداع المقدسية (الجزيرة)

وتشير كحيل في هذا الصدد إلى أن الهدف من تلك الفعاليات هو نشر الوعي حول واحة الإبداع وما تعد به من إمكانيات وخدمات، وذلك لتكوين قاعدة جماهيرية قبيل افتتاحها للجمهور عام 2020.

وخلال العامين القادمين تسعى مؤسسة النيزك بجهود حثيثة لبناء قدرات وتطوير مهارات المعلمين والمدربين الذين سينضمون للعمل بالواحة، بالإضافة إلى الانتهاء من أعمال البنية التحتية والبناء بمرفقات الواحة، لبناء البشر والحجر وفق تعبير كحيل.

تحديات
“عند الحديث عن تبسيط وتوصيل العلوم وأنشطة نشر الثقافة العلمية في فلسطين، يجب تسليط الضوء على التحدي الرئيسي الذي يعوق كافة الأنشطة التعليمية والتنموية بشكل عام وهو الاحتلال”. هكذا علقت بيسان بطراوي الفلسطينية المتخصصة في شؤون العلوم والتكنولوجيا والمجتمع.

وتواجه المراكز العلمية بشكل خاص تحديات عديدة، توضحها مايسة عزب، المدير التنفيذي لرابطة المراكز العلمية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط قائلة “معظم المراكز العلمية في جميع دول المنطقة تواجه تحديات في التمويل والدعم من مؤسسات الدولة وما إلى ذلك، إلا أن التحديات التي تواجهها المراكز العلمية في فلسطين تفوق ذلك حيث تتعرض لمعوقات وتعقيدات إدارية إضافية قد تمتد لسنوات، كما لا يسهل وأحيانا يستحيل إحضار المعدات أو المعروضات أو حتى الخبرات من خارج البلاد”.

نفذت مؤسسة النيزك لمدة 15 عاما مشروعات عدة بغية تحقيق رؤيتها ببناء قدرات الشباب الفلسطيني العلمية والتكنولوجية والريادية (الجزيرة)

مشروعات متعددة
نفذت مؤسسة النيزك لمدة 15 عاما مشروعات عدة بغية تحقيق رؤيتها ببناء قدرات الشباب الفلسطيني العلمية والتكنولوجية والريادية، ليصبح قادرا على إنتاج المعرفة العلمية واستخدامها لتحقيق التنمية المستدامة.

وكان على رأس تلك المشروعات “بيت العلوم” ببلدة بيرزيت في رام الله، الذي يعد مركزا علميا فريدا من نوعه يدمج العلم بالترفيه في أسلوب تفاعلي.

ويستهدف بيت العلوم طلاب المدارس بشكل أساسي لتنمية اهتماماتهم بالعلوم والتكنولوجيا ويستقبل قرابة 15 ألف زائر سنويا.

كما تعمل المؤسسة على تطوير العملية التعليمية بفلسطين باستخدام التكنولوجيا. حيث أطلقت النيزك برنامج “قادة التعليم الافتراضي” بشراكة كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة ووزارة التربية والتعليم العالي، وبدعم من الحكومة اليابانية، ليستهدف 10 آلاف من الطلاب بالقدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

بالإضافة إلى هذا تقيم مؤسسة النيزك عددا من البرامج السنوية تستهدف كافة الفئات العمرية في إطار خطة شاملة ومتكاملة، حيث يحتضن الأطفال الموهوبون من عمر 10 سنوات من خلال “حاضنة الطلبة الموهوبين”. أما الطلبة الأكبر سنا فيمكنهم الانضمام إلى برنامج “الريادة العلمية والتكنولوجية الفلسطينية الشابة” أو إلى برنامج “الباحث الصغير” حال امتلاكهم اهتماما بالعلوم الإنسانية والعمل المجتمعي.

ويمكن للشبان والشابات أصحاب أفكار المشاريع الإبداعية الانضمام إلى برنامج “صنع في فلسطين”، الذي يمثل حاضنة للرياديين الفلسطينيين في مجالات العلوم التطبيقية والتكنولوجيا والهندسة.

وتوفر المؤسسة أيضا دعما لمعلمي ومعلمات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال برنامج ومسابقة وطنية للتميز المهني في مجال التعليم.

رغم كل التحديات، هناك العديد مما ينجز بفلسطين في مجالات الثقافة والعلوم. الأمر الذي سيظل شاهدا على إبداع فلسطيني.

المصدر : مواقع إلكترونية

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *