«المجلس – حوار الثقافات» يزيّن مقر «اليونسكو» في باريس

افتتح سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني معرض «مجلس حوار الثقافات» في مقر «اليونسكو» بباريس، وذلك وسط حضور عدد كبير من السفراء والشخصيات الثقافية، يتقدمهم السيد كيو تشينغ نائب مدير عام منظمة اليونسكو، وسعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر في فرنسا، وسعادة السيد علي زينيل مندوب قطر الدائم لدى المنظمة.
يتواصل المعرض الثقافي المتنقل الذي يضم مقتنيات فريدة من متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني – جولته العالمية، في مقر اليونسكو إلى غاية 14 ديسمبر المقبل، لينتقل على إثرها إلى المعهد العربي للدراسات بباريس ويمكث شهرين، حيث سيعرض مجموعته المميزة من القطع الفينة والأثرية التي تعكس تفاعل الثقافات تاريخياً، وتشجّع على الحوار في الحاضر.
وقال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم بن فيصل آل ثاني في افتتاحه هذا المعرض، إن التراث المادي والمعنوي والوثائقي للشعوب – بما في ذلك قطعهم الأثرية، وحرفهم اليدوية، وفنونهم وأغانيهم – يُعتبر من الأمور الحيوية لبقاء الثقافات وتلاقيها من خلال الحوار المتمدن عبر الأمم، مشراً بالقول: «نأمل من خلال مشاركتنا في مقر اليونسكو، قبلة المثقفين في العالم بكل تلك المقتنيات الفريدة التي تربط بين الشعوب وماضيها، أن نعيد إحياء التاريخ والثقافة والعادات والتقاليد، ونركّز على كل ما يجمع الثقافات المختلفة ونبتعد عن كل ما يفرقها».
وبين الشيخ فيصل أن إدارة المعرض حريصة على تنظيم عدد من حلقات النقاش والأنشطة التعليمية المتصلة، فقد تم تصميم المعرض لتشجيع الزوار على التفاعل مع ما يشاهدونه.
أما سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر في فرنسا، فقد بين أنه ضمن استراتيجية قطر 2030 هناك انفتاح على الثقافات الأخرى وتلاقح وسلام، ومنه يقوم هذا المعرض المتعدد الثقافات بإعادة إحياء بيئة المجلس العربي – غرفة الضيافة والحوار في بيوت المجتمع الخليجي – لإتاحة المجال أمام زوار المعرض لتبادل الأفكار حول القواسم المشتركة بين الثقافات المختلفة من حول العالم، وكيفية التعبير عنها من خلال التكنولوجيا والفن والثقافة. من جانبه، قال السيد كيو تشينغ نائب مدير عام منظمة اليونسكو، إن المقتنيات والقطع الأثرية المعروضة تعكس القوة الكامنة في التنوع والاحترام المتبادل بين الثقافات، خاصة فيما يتعلق بالممارسات والمعتقدات، كما توفر نماذج حسيّة لما يمكن أن يحققه الإبداع البشري لدى الانفتاح على الآخر، آملاً أن يشكل هذا المعرض مصدراً ملهماً للسلام والتسامح.
بدوره، قال سعادة السيد علي زينل، مندوب قطر الدائم لدى منظمة اليونسكو، إن مثل هذه المعارض تمثل حلقة وصل بين الشعوب، وهي فرصة لإلقاء نظرة معمقة على ما تزخر به الموروثات من كنوز. كما أكد أن المجلس – حوار الثقافات، يُقدم أسلوباً مميزاً لعرض أهدافه الرئيسية المتمثلة في تعزيز وإدامة التنوع والحوار الحضاري بين شعوب العالم. من جهته، قال سعادة الشيخ نواف بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة كتارا للضيافة، أن «المجلس – حوار الثقافات» أظهر أن دولة قطر، بثقافتها الغنية، وقيمها الروحية، وإنجازاتها العظيمة في جميع القطاعات، ومنها التعليم والعلوم والاقتصاد، قد ساهمت مساهمة كبيرة في تنمية الأجيال المقبلة.
وقد حظي معرض «المجلس – حوار الثقافات» بإعجاب كبار الشخصيات المدعوة وممثلي وسائل الإعلام الدولية، الذين حضروا مراسم الافتتاح، وقد نجحت الفعالية في إبراز التراث القطري الغني ضمن المشهد الثقافي العالمي بفضل روائع معروضاته الأثرية والفنية. كما أكدت المناسبة على أهمية الدور الذي تؤديه المتاحف كمنطلق للحوار المتحضر والبنّاء.
جرى تنظيم «المجلس – حوار الثقافات» بمبادرة من متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، بالتعاون مع مكتب اليونسكو في الدوحة، واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، ومتاحف قطر. تحت الرعاية البلاتينية لشركة «شل قطر»، والرعاية الفضية لـ «رفالو وزاميت بيس أدفوكاتس»، والرعاية المحلية لبنك قطر الوطني وكتارا للضيافة.
يهدف المعرض من خلال عرضه لمجموعة استثنائية من المقتنيات، إلى تشجيع الزوار على الجلوس في المجلس للاستماع إلى القصص الثقافية الملهمة، والمشاركة في نقاش حول ما يشاهدونه في المتحف، من أجل نشر الحوار الثقافي عبر تبادل الأفكار والانطباعات والتعرف على الحضارات والمعتقدات الأخرى.
ويقوم المتحف المتعدد الثقافات بإعادة تشكيل بيئة المجلس العربي – غرفة الضيافة والحوار في البيوت الخليجية – بإتاحة المجال للضيوف لتبادل الأفكار حول القواسم المشتركة بين الثقافات المختلفة، وكيفية التعبير عنها من خلال التكنولوجيا والفن والثقافة.
وسوف ينتقل المعرض إلى عدد من البلدان الأوروبية، بما في ذلك النمسا، وألمانيا، وإسبانيا، وتركيا والمملكة المتحدة. وستتوسع الجولة لتشمل الولايات المتحدة الأميركية في عام 2021.

جولة للاطلاع على معروضات المتحف

أتيحت الفرصة لكبار الشخصيات للقيام بجولة في أرجاء المتحف للاطلاع على المجموعة الاستثنائية من معروضاته، والتي تجسد قروناً من الحوار بين الحضارات والثقافات.
وقد اشتمل المتحف على مقتنيات في غاية السحر والجمال، حيث كانت المصاحف الصينية، ومصابيح المساجد المصنوعة في فيينا، والسجاد الفارسي والنصوص الروسية التي تظهر السيدة مريم العذراء، والقطع الأثرية من إفريقيا، مروراً بالعالم العربي، ووصولاً إلى الهند، بمثابة العناوين الرئيسية التي تركت أثراً في قلوب وعقول الزوار.

مديرة مكتب «اليونسكو» بالدوحة:
التراث القطري ملهم

قالت الدكتورة «آنا باوليني»، مديرة مكتب اليونسكو في الدوحة: «إن المجلس – حوار الثقافات في باريس، يُمثل بوضوح الدور المحوري الذي يلعبه الفن في بناء العلاقات الثنائية».
وأضافت: بموازاة الدور المحوري الذي تؤديه المتاحف في تعزيز الاقتصاد الابداعي محلياً وعالمياً، فإننا نفخر بمشاركتنا في تعميم هذه القضية النبيلة من خلال هذه المبادرة النموذجية، لافتة إلى أن تراث دولة قطر الملهم لم يكن يحتاج إلا إلى منصة مثالية لعرضه بالطريقة الصحيحة والمكان المناسب، وقد نجح المجلس في إنجاز المهمة على أكمل وجه، من حيث نشر فكرة تقوم على مزج الفن بالعمل التجاري من أجل دفع عجلة النمو إلى الأمام».
وبدوره، قال السيد أندرو فوكنر، رئيس مجلس الإدارة والمدير الإداري لشركات قطر شل: «يساهم هذا المعرض في تشكيل الوعي حول التزام دولة قطر بتعزيز التواصل والانفتاح والتكامل من خلال التراث الثقافي للبلاد، في حين يعمل على ربطه بتراث الشعوب والحضارات الأخرى. لذلك، فإن شركة «قطر شل» تفخر بدعم هذه المبادرة».

عبدالله آل خليفة: مبادرات لتعزيز تراثنا الوطني

في تعليقه على هذه الفعالية، قال السيد عبدالله مبارك آل خليفة، المدير التنفيذي بالإنابة لمجموعة بنك قطر الوطني: «لطالما قدّم بنك قطر الوطني الدعم للعديد من المبادرات والفعاليات التي تساهم في نشر وتعزيز تراث وطننا الحبيب».
وأضاف: يسرنا المساهمة في إنجاح مبادرة المجلس – حوار الثقافات، وتمكينه من مواصلة هذا الطريق، عبر توفير رعايتنا المحلية، ونحن في بنك قطر الوطني نؤمن بأن الثقافة والفن هي الوسيلة التي يمكنها عبور حواجز اللغة، والقادرة على بناء جسور التواصل بين المجتمعات. وتابع: من خلال مشاركة تراث وقيم الشعب القطري مع المجتمعات الأخرى، نستطيع المساهمة في التقريب بين الثقافات وتعزيز التعايش السلمي وتحقيق الرخاء للجميع.;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *