بحر آزوف.. فتيل أزمة جديدة بين أوكرانيا وروسيا
|صفوان جولاق-كييف
صَدْمُ قاطرة واحتجاز سفينتين تابعتين للقوات البحرية الأوكرانية مع 20 فردا من طواقمها، بعد إطلاق نار أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 3 جنود آخرين، كان يوم أمس آخر وأخطر حلقة في سلسلة الإجراءات والاتهامات المتبادلة بين البلدين بتلك المنطقة.
مثل هذا الرد لم تتخذه أوكرانيا على مدار السنوات الخمس الماضية التي تخوض فيها حربا حقيقية مع الانفصاليين الموالين لروسيا والمسلحين الروس، ولهذا الأمر ما يفسره عند بعض المحللين.
أوليكسي: روسيا تستخدم أسلوب الضغط المتصاعد غير المباشر بحجج بعيدة عن الأهداف الحقيقية (الجزيرة) |
تأجيل الانتخابات
وفي خضم هذه التطورات الجديدة يبدو المزاج العام للمسؤولين ووسائل الإعلام الأوكرانية، وكما هو الحال منذ 2014، يحمل على روسيا، ويحملها كامل المسؤولية عن التصعيد وما سيتبعه، وعن سلامة طواقم السفن.
لكن توقيت التطورات يثير جدلا يتصاعد على استحياء من أفواه محللين وعامة، بعضهم يرون أن فيها “لعبة” لتأجيل انتخابات العام المقبل التي توصف بالحساسة، استنادا إلى قوانين “حالة الحرب”.
وينظر آخرون إلى هذه التطورات على أنها مجرد جولة جديدة من التجاذبات وعمليات استعراض العضلات بين روسيا من جهة وأوكرانيا والغرب الأوروبي الأميركي الداعم لها من جهة أخرى.
عبد المجيد عقيل كاتب ومحلل سياسي قال للجزيرة نت “ما يحدث هو زوبعة تصعيد أعتقد أنها ستستمر عدة أيام وتنتهي، وقد تحدث تجاذبات سياسية بين الأميركيين والروس لا أكثر، وقد يكون لها أيضا انعكاسات على الداخل الأوكراني مثل تأجيل الانتخابات”.
وأضاف “أوكرانيا -بصراحة- غير قادرة على الدخول وحدها في حرب شاملة ضد روسيا، والناتو (حلف شمال الأطلسي) ليس بصدد التورط في حرب مباشرة مع روسيا لسبب كهذا، كما أنه ليس من مصلحة روسيا فتح جبهة أوكرانيا كاملة، خاصة أنها مشغولة في جبهات سوريا”.
أما الباحث والمحلل السياسي خليل عزيمة فقال للجزيرة نت إن في التصعيد الروسي رسالة إلى الاتحاد الأوروبي الذي لا يريد مزيدا من التوتر على حدوده الشرقية، ليخفف من حدة العقوبات والاتهامات التي تنسب إلى موسكو، في إشارة إلى اتهامات التدخل في نتائج الانتخابات، وقضايا تسميم سكريبال والهجمات السيبرانية، وقبل كل هذا خلق الأزمة الأوكرانية.
المصدر : الجزيرة