دبي تشهد أكبر خسارة للوظائف ذات الأجور المرتفعة

سجلت إمارة دبي أكبر خسارة في الوظائف هذا العام لا سيما بين المناصب ذات الأجور العالية وذلك منذ الأزمة المالية العالمية قبل 10 سنوات، على خلفية اشتداد المنافسة من جانب قطر، والسعودية التي شاركت الإمارات في حصارها للدوحة، والعقوبات على إيران، مما ساهم بفقدان شركاء تجاريين هامين.

وأفاد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أن الإمارات جذبت أكثر من 63 ألف وظيفة في قطاع البناء العام الماضي، لكنها فقدت أكثر من عشرين ألف وظيفة من فئة “الياقات البيضاء” (المهن المكتبية) في قطاعات مثل الخدمات والاتصالات معظمها هؤلاء في دبي، وفق بيانات للبنك المركزي الإماراتي.

ويهدد هذا التحول -يقول تقرير الصحيفة- بقاء مدينة لا طالما وصفت بكونها الأكثر ملاءمة للمصرفيين والمحامين ورجال الأعمال للعيش فيها والقيام بأعمالهم التجارية.

وقال التقرير إن هذا الركود يعكس الضغوط على ركائز اقتصاد دبي وخاصة قطاعات العقارات والخدمات المالية والسياحة وميناء دبي.

كما انخفضت أسعار العقارات أكثر من 15% منذ عام 2015، وفقا للبنك المركزي. وكذلك أحجام مبيعات العقارات انخفضت بالخمس خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام مقارنة بـ 2017.

واستعرض التقرير عددا من الأسباب التي أثرت على أوضاع التوظيف بدبي، بينها تزايد المنافسة من جانب السعودية، وكذلك قطر التي قامت بتجديد المحاولة لجذب المستثمرين الأجانب منذ بدية فرض الحصار عليها، علاوة على العقوبات المفروضة على إيران والتوترات المتصاعدة بين السعودية وجيرانها، بما في ذلك إيران وقطر. وكلها عوامل حدت من علاقة دبي مع شركائها التجاريين الرئيسيين.

ومن بين أولئك الذين قاموا بتسريح الموظفين خلال الأشهر الـ 12 الماضية بدبي -تقول الصحيفة- شركة طيران الإمارات، مجموعة “أبراج” المتعثرة، دويتشه بنك إي جي، شركة التلفزيون المدفوع أو أس أن، شركة العلاقات العامة “إيدلمان” وعدد من البنوك المحلية.

أزمة جديدة
وبحسب وول ستريت جورنال يعتقد البعض أن دبي تتجه إلى أزمة جديدة على غرار الركود الذي أصابها عام 2009، عندما قامت أبو ظبي بدعمها من خلال صفقة إنقاذ بقيمة 20 مليار دولار.

وتشير الدلائل -وفق الصحيفة إلى أن النموذج الاقتصادي غير النفطي الذي اعتمدته دبي يطرح العديد من المشاكل على المدى الطويل.

ووصف جان بول بيغا رئيس الأبحاث بشركة لايت هاوس ريسيرتش ومقرها الإمارات المتحدة ما يحدث في دبي بكونه “كساد الياقات البيضاء”.

وقال بحديث للصحيفة “لا يزال الاقتصاد الكلي يتوسع، لكن الكثيرين في المجالات ذات الخدمات الأكثر مهنية يشعرون أن البيئة الاقتصادية أصبحت ضعيفة”.

المصدر : وول ستريت جورنال

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *