فوربس : مستشفى سدرة.. نموذج لكسر الحصار

سلّطت مجلة «فوربس» الأميركية الضوء على افتتاح مركز سدرة للطب والبحوث، بصفته مشفى يخص رعاية الأطفال والنساء، معتبرة أن الافتتاح الرسمي له دلالة على كيفية عدم سماح قطر لحصار رباعي بإيقاف مسيرتها التنموية.
أشارت المجلة إلى أحدث العمليات وأكثرها تعقيداً والتي جرت في مستشفى سدرة، وهي عملية فصل توأم ملتصق بنجاح في أوائل أكتوبر الماضي في عملية استغرقت 9 ساعات، وهي الجراحة الأولى من نوعها التي تُنفذ في قطر. وذكرت المجلة أن المستشفى ستفتتح رسمياً في الـ 12 من نوفمبر، لكنها تعالج المرضى فعلياً منذ مايو 2016، عندما فتحت أولى عياداتها الخارجية أبوابها أمام المراجعين، ومنذ ذلك الحين تُفتتح منشآت جديدة تدريجياً، بحيث صارت مستشفى سدرة تغطي الآن كل أفرع طب الأطفال، بالإضافة إلى الخدمات المقدمة للنساء.
وأكدت المجلة أن افتتاح المستشفى إشارة على تحدي قطر لحصارها من قبل أبوظبي والرياض والمنامة قبل أكثر من عام، عندما اضطرت الدوحة للتعامل مع حصار اقتصادي خانق، دفعها إلى البحث عن مصادر جديدة لكل شيء، بداية من الغذاء وحتى مواد البناء.
وذكرت «فوربس» أن مستشفى سدرة لم يكن استثناء من الحصار، لكن إدارته تمكنت من التغلب على موردي المواد الطبية في الإمارات والسعودية مع بدء الأزمة.
ونقلت عن الدكتور زياد حجازي -رئيس قسم الأطفال في المستشفى- قوله: «في الشهرين الأولين تقريباً نفدت الأدوية، لكننا تمكنّا من شراء كل المواد الناقصة من أسواق تركيا والأردن وفرنسا وبريطانيا وغيرها».
وأضاف حجازي أن حكومة قطر سمحت للأدوية الواردة من الإمارات والسعودية بالبقاء في الأرفف بسبب الحاجة إليها، لكنها سحبت ما تم تأمينه من تلك الأدوية من أماكن أخرى.
وحول استراتيجية مستشفى سدرة، قال رئيس قسم الأطفال بالمركز، إن الإدارة تريد تقديم خدماتها لمرضى من داخل قطر وخارجها، خاصة عندما تزدحم أسواق الرعاية الصحية.
وكشف حجازي أن مستشفى سدرة في الشهور التسعة الأولى اجتذب حوالي 70 مريضاً من خارج قطر، ونالت الكويت النصيب الأكبر، ثم يليها عُمان وإيران وبيرو، مضيفاً أن المستشفى يركز جهوده على السوق الكويتي.
ولفتت المجلة الأميركية إلى أن مستشفى سدرة -وفي سعيه للبحث عن أسواق جديدة- وجّه دعوات لسفراء من دول كثيرة لعمل جولات في منشآت المركز.
ورغم تأثير الحصار على قطاعات في قطر مثل السياحة، فإن اقتصاد الدولة ينمو بشكل أسرع من جيرانها، بفضل عوائد الغاز الطبيعي والدعم الحكومي المستمر.
وأشارت المجلة إلى أن حي سدرة يجسّد معظم الجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة تشكيل الاقتصاد وسمعة الدولة، لافتة إلى منشآت أخرى بنتها قطر تتسق مع تلك الرؤية، مثل مكتبة قطر الوطنية التي تقع على الجهة المقابلة من مستشفى سدرة، والتي افتتحت رسمياً في أبريل الماضي، بالإضافة إلى المدينة التعليمية التي تضم عدة جامعات دولية، وأحد الملاعب الثمانية التي تجهزها قطر لبطولة كأس العالم 2022.;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *