المتطوعون في مخيم إدارة الكوارث يتدربون على التخطيط والاستجابة للطوارئ

استمرت يوم الجمعة الفعاليات التدريبية لمخيم إدارة الكوارث الثامن، الذي ينظمه الهلال الأحمر القطري بمقر المخيم الكشفي البحري في الخور، حيث بدأ اليوم الرابع باجتماع المتدربين داخل الخيمة الإنسانية لمناقشة السيناريوهات، التي تضمنت تمرين النزوح والنزاع على الماء، وتولت ريما المريخي مساعدة رئيس المخيم ورئيسة لجنة السيناريو تقييم أدائهم، كما أوضحت لهم أهمية غرفة العمليات في صنع القرار، وكذلك أهمية الاعتماد على أدوات عالية الجودة في إدارة الكوارث، وكيفية إدارة المعلومات التي يتم الحصول عليها من موقع الكارثة.

وكان دور الفريق الأصفر اليوم للتدريب على موضوع التخطيط للطوارئ، من خلال ورشة عمل قدمها الدكتور محمد بندالي رئيس قسم الإسعاف وإدارة الكوارث بالهلال الأحمر المغربي، الذي استهل حديثه عن الأهداف التي تسعى الورشة إلى تحقيقها، ومنها إعداد المشاركين لفهم مراحل التخطيط للطوارئ والكوارث، وتحليل المخاطر، وتقييم مواطن الضعف والقدرات، وإعداد خطة الطوارئ.

وأوضح المدرب القطري عبدالعزيز مراد أن التعامل مع حالات الطوارئ يتكون من عدة مراحل، هي الاستجابة والتعافي والوقاية والاستعداد، منوهاً إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع إلى التخطيط للطوارئ، ومنها عامل الوقت من خلال إدارة المشاكل في مرحلة ما قبل بداية الأزمة، ووضع التدابير التي تحسن الاستعداد، إضافةً إلى الشراكات التي تتجسد في إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع الشركاء من المؤسسات الإنسانية العاملة في الميدان، وتكوين فهم مشترك للتحديات، وتحديد الأدوار والمسؤوليات، وتعزيز آليات التنسيق، وأخيراً النجاعة التي تتبلور في تحديد القيود على الإجراءات الفعلية للاستجابة، والتركيز على القضايا التشغيلية.

وأخيراً أوضح المدربان بندالي ومراد أن خطة التأهب والاستجابة للكوارث هي أداة إدارية وعملية ديناميكية من أجل تحليل المخاطر وتأثيرها، ووضع استراتيجيات وإجراءات وترتيبات مشتركة تحسباً لحالات الطوارئ المحتملة، والحد قدر الإمكان من الأثر السلبي للكوارث على السكان.

صلاة الجمعة

عند الظهيرة، اجتمع كل أعضاء أسرة المخيم لإقامة صلاة الجمعة، التي أمها خطيب من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المسجد المقام تحت إشراف الوزارة طوال مدة المخيم. وجاءت هذه اللحظات الإيمانية الخاشعة بمثابة هدنة روحانية وسط صخب التدريبات والمحاضرات والسيناريوهات، لتجدد الطاقة والعزيمة داخل الجميع قبل أن يعودوا إلى الانهماك في أداء المهام الموكلة إليهم بكل جدية وحماس.

وكان يوم أمس شهد تنفيذ سيناريوهين أحدهما صباحي والآخر مسائي، وتضمنا محاكاة لحادثة نزوح ونزاع بين النازحين بهدف قياس قدرة الفرق على الاستجابة كلٌّ في مجال التخصص الذي تدرب عليه خلال اليوم.

وعن فائدة هذه التدريبات، يقول المتدرب فهد ناصر الهاجري: “تعرفت على مفهوم التخطيط وأهميته في الحفاظ على الأرواح والأماكن الهامة في منطقة الكارثة، كما أصبحت لديَّ دراية بالمواضيع المختلفة المتعلقة بالتخطيط، مثل وضع الأهداف والاستراتيجيات قبل حدوث الكارثة”.

وعلق المتدرب جاسم العنزي بالقول إنه استفاد كثيراً من التطبيق العملي، الذي تعرف من خلاله على كيفية تقديم المساعدات للاجئين، بالإضافة إلى تطوير الأداء المهني الذي اكتسبه على المستوى الشخصي. وأكد المتدرب عثمان مسفر المري على أهمية الورشة في تنمية قدرته على التخطيط وسرعة الاستجابة، وتجنب الأضرار المحتملة لعدم التخطيط، واكتساب خبرة عملية حية من خلال معايشة الواقع.

الحفاظ على الأرواح

عبرت المتدربة كوثر آيت توتة من الفريق الأصفر عن الاستفادة العظيمة التي حققتها من ورشة التخطيط للطوارئ، من خلال الوعي بكيفية التأهب والتخطيط، وأهمية الحفاظ على الأرواح الذي يأتي على رأس القيم والمثل الإنسانية العليا، كما نوهت إلى رد فعل المشاركين في السيناريو الافتراضي ومدى اندماجهم وتفاعلهم مع الموقف بصورة طبيعية.

ولم تتوقف فوائد ورشة التخطيط للطوارئ عند هذا الحد، إذ يقول المتدرب سامر فراشة من لبنان: “لقد اكتشفت أن التخطيط يساهم في الحد من الكوارث، كما يساعد في توفير الوقت والجهد والمال في حال وقوع أي حادثة لا قدر الله”. وتضيف المتدربة إسراء شرف الدين (طبيبة مختبر) أن أهم ما تعلمته خلال الورشة هو مراحل وخطوات التخطيط للطوارئ، والتي تتضمن الاستعداد والاستجابة والانتعاش والوقاية.

أما محمود الحسين، الذي يدرس الماجستير في تخصص إدارة النزاع، فأكد أن التدريب التخصصي على التخطيط للطوارئ كان بمثابة دراسة شاملة بجانبيها النظري والتطبيقي، كما أنه يجمع كل جوانب العمل الإنساني، مؤكداً أن ما ساعد على تحقيق ذلك التميز هو وجود مدربين أكفاء قادرين على إيصال المعلومة بسهولة ووضوح.







;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *