«صُنع في قطر» يطرح مشروعات استثمارية كبرى بالدوحة ومسقط

عقدت لجنة معرض «صنع في قطر» اجتماعاً يوم الخميس الماضي في مقر غرفة قطر، برئاسة السيد راشد بن ناصر الكعبي عضو مجلس إدارة الغرفة، ورئيس معرض «صنع في قطر»، وبحضور السيد صالح بن حمد الشرقي مدير عام الغرفة، وأعضاء اللجنة، وتم خلال الاجتماع استعراض آخر الاستعدادات النهائية للمعرض، والبرنامج النهائي للمنتدى الاقتصادي القطري العماني المصاحب للمعرض. وقد أعلنت اللجنة أن جميع الاستعدادات لمعرض صنع في قطر 2018، والذي سيعقد في سلطنة عمان، خلال الفترة من 5 إلى 9 نوفمبر المقبل، تسير على قدم وساق وفق ما هو مخطط لها، وأن معظم الشركات المشاركة في المعرض قد انتهت من التسجيل، وأن التنسيق مع الجانب العماني يسير بكل سهولة ويسر.
أشارت إلى أنه سيتم خلال المعرض والمنتدى المصاحب، طرح مجموعة من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات الصناعية الإنتاجية أمام رجال الأعمال القطريين والعمانيين، مما يدعم تنفيذ مشروعات واستثمارات جديدة وكبرى في كل من قطر وعمان.
214 شركة
وفي هذا السياق، قال السيد راشد بن ناصر الكعبي عضو مجلس إدارة الغرفة ورئيس المعرض، إن معظم التجهيزات الخاصة بالمعرض تعتبر في مراحلها النهائية، منوهاً بأن المعرض سيخرج في أفضل صورة تليق باسم ومكانة دولة قطر، وكذلك باسم ومكانة سلطنة عمان الشقيقة.
ويقام المعرض الذي تنظمه غرفة قطر، بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة، وبرعاية استراتيجية من بنك قطر للتنمية، في دورته الثانية خارجياً، بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض في مدينة مسقط، خلال الفترة من 5 إلى 9 نوفمبر المقبل، على مساحة 10 آلاف متر مربع، وبمشاركة نحو 214 شركة صناعية قطرية.
ويهدف المعرض إلى فتح قنوات تواصل بين الشركات القطرية ونظيرتها العمانية، كما يهدف إلى تبادل الخبرات مع الشركات العمانية في القطاعات الصناعية، فيما يستهدف تعريف المجتمع العماني بالمنتج القطري، وفتح أسواق خارجية جديدة أمام الشركات القطرية بصناعاتها المتنوعة الكبيرة والصغيرة.
ونوّه الكعبي بأن مختلف التجهيزات اللوجستية الخاصة بالمعرض وانعقاده في مركز عمان للمعارض والمؤتمرات قد تم التنسيق لها مع الجانب العماني، معرباً عن شكره العميق لجميع الجهات التي دعمت غرفة قطر في عمان، ومنها غرفة تجارة وصناعة عمان.
كما أعرب الكعبي عن شكره لكافة الشركات والجهات الراعية للمعرض، وعلى رأسها بنك قطر للتنمية الشريك الاستراتيجي للمعرض، كما قدّم الشكر لكل من «قطر للبترول» شريك قطاع الطاقة، وبنك قطر الوطني الراعي الرسمي، وشركة المناطق الاقتصادية «مناطق» الراعي الرسمي، وشركة قطر للصناعات التحويلية الراعي الماسي، وشركة قطر للمواد الأولية الراعي الذهبي، وشركة استاد للاستشارات الهندسية وإدارة المشاريع الراعي الرئيسي لإدارة المشاريع.
علاقات متميزة
وعن اختيار سلطنة عمان لاستضافة المعرض، قال الكعبي إن دولة قطر وعمان تربطهما علاقات اقتصادية قوية وتعاون كبير بين القطاع الخاص في كلا البلدين، منوهاً بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد حقق قفزات متتالية في فترة قصيرة، وأن عمان تصدرت خلال العام الحالي الجهات المستقبلة للصادرات القطرية في كثير من الأحيان، وأن أصحاب الأعمال القطريين مهتمون بالتعرف على الفرص الاستثمارية في القطاعات الصناعية بالسلطنة.
منتدى مشترك
وأضاف عضو مجلس إدارة الغرفة أنه سيعقد على هامش المعرض منتدى قطري عماني لبحث تعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين، كما سيتم التنسيق لعقد اجتماع لمجلس الأعمال القطري العماني، موضحاً أن المعرض وفعالياته المصاحبة سيكون منصة لأصحاب الأعمال من البلدين لمناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة في كل قطاع، تمهيداً لإنشاء تحالفات وصفقات تجارية بين الشركات القطرية ونظيرتها العمانية، تعود بالنفع على اقتصاد البلدين الشقيقين.
وعن واقع الصناعة القطرية عقب الحصار، قال الكعبي إن القطاع الصناعي قد شهد طفرة غير مسبوقة عقب الحصار الجائر المفروض على الدولة، حيث استطاع القطاع الخاص بنجاح أن يعزز استثماراته، ويوسع نشاطاته في التصنيع، وشهدنا في أعقاب الحصار تدشين مصانع وصناعات جديدة بالسوق القطري، مشيداً بالجهود الحكومية والمبادرات الداعمة للصناعة، مثل مبادرة «امتلك مصنعاً خلال 72 ساعة»، والتي ساهمت في تشجيع رجال الأعمال على توجيه استثماراتهم للقطاعات الصناعية.
وأكد أن المعرض يوفر فرصة قيمة لتعريف مجتمع الأعمال العماني بالتطور الكبير الذي شهدته الصناعة القطرية، وكذلك بالمنتجات المحلية، مما يفتح مجالاً أكبر لتعزيز التبادل التجاري، وزيادة حجم التجارة بين الشركات القطرية والعمانية.
وأكد الكعبي أن غرفة قطر والجهات المساعدة لها في تنظيم هذا المعرض الوطني تبذل جهوداً مضنية من أجل أن يخرج المعرض بالصورة اللائقة باسم ومكانة كل من قطر وعمان، معرباً عن أمله في أن يساهم في تعزيز التبادل التجاري بينهما، وفي فتح مشاريع مشتركة بين الشركات القطرية المشاركة ونظيرتها العمانية.
السوق العُماني
ومن جانبه، قال السيد صالح بن حمد الشرقي مدير عام غرفة قطر، إن أهمية إقامة المعرض في سلطنة عمان تكمن في تعريف المستهلكين والشركات في عمان على المنتجات والقطاعات الصناعية القطرية المختلفة عن كثب، كما ستساعد الشركات القطرية في التعرف على متطلبات السوق العماني، واستكشاف الفرص التجارية المجدية، مما سيفتح الطريق أمامها، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، نحو إيجاد موطئ قدم لها في السوق العماني، والانطلاق إلى الأسواق الإقليمية والدولية الأخرى مستقبلاً.
وأشاد الشرقي بتجاوب رجال الأعمال القطريين للدعوات التي أرسلتها لهم الغرفة، لحضور المنتدى الاقتصادي المصاحب للمعرض، لافتاً إلى أن وفداً رفيعاً سوف يزور سلطنة عمان، خلال فترة انعقاد المعرض، وسيضم عدداً كبيراً من رجال الأعمال القطريين.
وأوضح الشرقي أن اللقاءات الثنائية التي ستنظمها الغرفة بين رجال الأعمال القطريين والعمانيين سوف تسمح بمناقشة إقامة تحالفات بين الشركات القطرية والعمانية، وتوقيع عقود وكالات تجارية بين الطرفين، إلى جانب الدخول بمشروعات جديدة في كل من قطر وعمان.
واستعرض الشرقي آخر تحضيرات المعرض الذي يعقد على مساحة 10 آلاف متر مربع بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، منوهاً بأن أكثر من 214 شركة ومصنعاً محلياً قامت باستكمال إجراءات التسجيل بالمعرض، مؤكداً اكتمال الاستعدادات والتجهيزات اللوجستية للمعرض.
وأشار إلى أن هذه المشاركة الواسعة في المعرض تؤكد أهمية هذا المعرض في دعم الصناعات الوطنية، والترويج للمنتج الوطني داخل وخارج البلاد، حيث تتنوع قطاعات الشركات الصناعية المشاركة في المعرض، ما بين الصناعات البتروكيماوية، وصناعة الأثاث والمفروشات، والصناعات الغذائية والمشروبات، والصناعات الصغيرة والمتوسطة، وقطاع الخدمات، إضافة إلى صناعات متنوعة أخرى.
كما أنه انطلاقاً من اهتمام الغرفة بالصناعات المنزلية، وضرورة تنميتها لتصبح نواة حقيقية لصناعات صغيرة ومتوسطة في المستقبل، فقد وفرت الغرفة مساحات خاصة لهذه المشروعات، حيث سيتاح لها عرض منتجاتها، مع التركيز على الصناعات اليدوية والحرفية.
6 قطاعات صناعية
واستعرض الشرقي القطاعات الصناعية الستة المشاركة بالمعرض، والتي تغطي جميع المصانع والشركات العاملة بدولة قطر، حيث تشارك 59 شركة تمثل صناعات متنوعة، و12 شركة في قطاع الخدمات، و21 شركة في قطاع صناعة الأثاث والمفروشات، و19 شركة في قطاع الصناعات البتروكيماوية، و59 شركة في قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى 44 شركة في قطاع الصناعات الغذائية والمشروبات، بالإضافة إلى 20 أسرة منتجة في مجالات متنوعة.
ويأتي تنظيم غرفة قطر لمعرض صنع في قطر منذ عام 2009، حيث عقدت إلى الآن 6 دورات، منها خمس دورات محلية، ودورة واحدة خارجية، وتؤكد الغرفة حرصها على تنظيم هذا المعرض الصناعي الوطني بشكل دوري ومنتظم، انطلاقاً من الرؤية الوطنية لدولة قطر 2030، واستلهاماً من الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة التي أولت الصناعة اهتماماً بالغاً، حيث يهدف المعرض إلى الترويج للصناعة القطرية، ودعم جهود الدولة الرامية إلى التنمية الصناعية.
وتهدف الغرفة من وراء تنظيم المعرض إلى الترويج للصناعة وللمنتجات القطرية محلياً وعالمياً، وتشجيع استخدام المنتج القطري، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ودعم جهود الدولة الرامية إلى دعم الصناعة، وتشجيع المستثمرين وأصحاب الأعمال على الاستثمار في المشاريع الصناعية، بالإضافة إلى دعم توجهات الدولة بشأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وفتح أسواق خارجية جديدة أمام الشركات القطرية، ودفع عجلة الصناعة، خاصة في الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
ويعتبر المعرض فرصة لمناقشة أهم الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا القطاع، وأهم التحديات والعقبات التي تواجه تطوير الصناعة، كما يعتبر نافذة عالمية تطل من خلالها الصناعات القطرية نحو العالمية، ومعياراً يقيس مدى التطور الذي تحققه الصناعة القطرية عاماً بعد عام.;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *