إعلانات مراكز علاج السرطان بالخارج خدعة

كشف الدكتور كاكل إبراهيم رسول -استشاري أول أمراض الدم والأورام بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان- عن زيادة في الإصابة بسرطان الرئة بين النساء في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن الزيادة تشمل الرجال أيضاً، ولكن انتشارها بين النساء هو الأمر الذي كان لافتاً بالنسبة للمختصين. وأشار الدكتور كاكل رسول، في حوار مع «العرب»، إلى إضافة علاجات جديدة للأورام بمؤسسة حمد الطبية، من بينها «العلاج الهادف» للسرطان الذي يؤثر على الخلايا السرطانية فقط، وليس كالعلاج الإشعاعي الذي يؤثر على كامل الجسم، لافتاً إلى أنه يجري العمل على دراسة تُعنى بتحديد أنواع السرطانات باختيار فحص معين في الدم لكل نوع، وهذا يساهم في تحقيق نسب شفاء أعلى من الأورام.
ونوّه إلى إضافة جهاز جديد يعطي العلاج الإشعاعي للجزء المصاب بالورم فقط، وليس لكامل العضو، فإن كان الورم في الرأس لا يعطي العلاج لكامل الرأس ولكن للجزء المصاب فحسب.

وأوضح أن الزيادة في الإصابات المسجلة بالسرطان في قطر منطقية بالمقارنة مع زيادة عدد السكان. وحذّر من اتباع النصائح على المواقع الإلكترونية، مشيراً إلى أنها خاطئة، بما في ذلك الإعلانات المنتشرة عن مراكز لعلاج السرطان في الخارج، والتي تقدم علاجات تزعم أنها مختلفة عن باقي العالم، فكلها زائفة.. وإلى نص الحوار:

في البداية، نودّ التعرف على أبرز المراجعات للمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان؟
أبرز المراجعات للمركز هي أورام الثدي، ويأتي بعدها سرطان القولون والمستقيم، ثم سرطان البروستات، وسرطان الرئة، وسرطان الكبد، والأخير من الأمراض الشائعة في المنطقة بصورة عامة ومنها قطر، وترتيبنا عالمياً يأتي بين الدول في المقدمة، وفي الفترة الأخيرة بدأ سرطان الرئة أيضاً في الزيادة، ولاحظنا ازدياد للحالات المصابة به من النساء.

وما السبب وراء هذا الانتشار لسرطان الكبد؟
ترجع أغلبها لالتهابات الكبد الفيروسي، وتطوره لمرحلة سرطان الكبد.

ولمَ يأتي سرطان الثدي في مقدمة أنواع الأورام في قطر.. هل من مشكلات صحية محددة في قطر تؤدي إليه؟
لا، سرطان الثدي هو الأعلى انتشاراً في العالم.

هل من إضافات أو علاجات تمت إضافتها مؤخراً؟
نعم، فمن المتعارف عليه أن حالات الإصابة بالسرطان في بدايتها يكون علاجها جراحي، ولكن في السنوات الأخيرة ظهر نوعان من العلاج؛ أولها العلاج الهادف، ويُعنى بالتأثير على الخلايا السرطانية فقط وليس على باقي الجسم، في حين أن العلاج الكيماوي يؤثر على كل الجسم، والنوع الثاني من العلاجات هو المناعي، وهو ينشط الجهاز المناعي للإنسان، فيحاول الجسم القضاء على الخلايا السرطانية، وأثبت هذا النوع من العلاج فعاليته في عدة أنواع من السرطان، من بينها سرطان الرئة وسرطان الكبد وسرطان القولون وسرطان المثانة.

هل من مراحل يتم علاج سرطان الرئة بها؟
نعم، في المرحلة الأولى والثانية من سرطان الرئة يمكننا استئصال الورم، ويحتاج المريض خلاله في بعض الأحيان إلى علاج كيماوي، أما إن كانت الحالة في المرحلة الثالثة والرابعة فيكون العلاج أصعب، ونسبة الشفاء فيها ليست بالكبيرة؛ ولكن في المجمل فالعلاجات الجديدة ساهمت في زيادة عمر المريض المصاب بمراحل متقدمة من هذا النوع من السرطان، تصل في بعض الحالات إلى خمس سنوات، فعدد من العلاجات الجديدة تحقق فاعلية عالية في علاج مختلف أنواع السرطانات.

هل من أبحاث يعمل عليها المركز في الوقت الحالي؟
نعم، لكل نوع من أنواع السرطانات تم اختيار فحص معين في الدم، وبالاعتماد على هذا الفحص يمكن إعطاء المريض علاجات معينة تساهم في الشفاء، ونقوم بعمل دراسات في الوقت الحالي على هذا الأمر، ووصلت هذه الدراسات إلى مراحل متقدمة.

فيما يتعلق بالأجهزة الحديثة.. هل تمت إضافة أجهزة للمركز في الفترة الأخيرة؟
نعم، فيما يتعلق بالأجهزة لدينا جهاز للعلاج الشعاعي، فبعض العلاج الشعاعي يعطى لكامل العضو، فإن كان الورم في الرأس يعطى العلاج للرأس كلها، أما الجهاز الجديد فيمنحنا الإمكانية لإعطاء العلاج للجزء المصاب بالورم فقط، وهو نوع من استئصال الورم، فيتم تركيز الإشعاع على الورم فقط.

هل من زيادة سنوية في الإصابة بالسرطان؟
نعم، والزيادة منطقية مع زيادة عدد السكان، وليست كبيرة إذا قورنت بنظيراتها قبل 5 أو 10 سنوات.

وهل تتوافر لديكم جميع الأدوية التي يحتاجها المرضى.. أم أن الأمر شهد تأثراً في السنوات الأخيرة؟
نحمد الله، فأي دواء تُثبت فائدته لمرضى السرطان يتم تقديمه من خلال لجنة خاصة في المستشفى تقوم بمناقشته، ومن ثم يُرفع إلى المؤسسة، وأغلب هذه الأدوية يتم توفيرها خلال ستة أشهر فقط.

البعض يتساءل عن وضع سن متأخر نوعاً ما في الكشف عن سرطان الثدي والأمعاء، فهو بين 40 إلى أكثر من 50 عاماً.. فعلى أي أساس وضعت هذه الأعمار؟
هذا العمر هو المتبع فيه عملية الفحص المبكر عن سرطان الثدي وسرطان القولون في العالم، وليس في قطر وحسب.

هل نوعية الغذاء لها علاقة بأنواع السرطان التي يصاب بها البعض؟
زيادة الوزن من أسباب الإصابة بالسرطان، فالغذاء الصحي المتكامل هو من أفضل الطرق للوقاية من السرطان.

انتشرت في الآونة الأخيرة نصائح لمرضى السرطان بتناول أغذية معينة يمكن أن تساعد في شفاء مرضى السرطان.. فكيف ترون مثل هذه النصائح؟
للأسف، هذه النصائح خاطئة كلها، وأنصح المرضى بألا يأخذوا النصائح إلا من الأطباء المختصين، فبعض هذه العلاجات تؤثّر على حياة المريض، ومن المرضى من يحضر إلينا بكمّ كبير من مثل هذه النصائح، والتي يعتبرها من المسلمات، في حين أنها شائعات وخرافات لا صحة لها.

وكذلك تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات عن مراكز متخصصة في الصين أو غيرها من الدول لديها تقنيات متقدمة في علاج المراحل المتأخرة من مرضى السرطان.. فما تقييمكم لمثل هذه الإعلانات؟
بالفعل، هذه الإعلانات منتشرة على نطاق واسع، وقد وصلني الكثير منها، وحاولت الاتصال على الأرقام المرفقة بهذه الإعلانات واتضح أنها غير موجودة بالخدمة، وهذه الأمور لا أساس علمياً لها، وهو ما يعتبر بمثابة خدعة زائفة.

هل تستقبلون حالات عانت من مشكلات وقعت لها بالخارج نتيجة لإجرائها جراحات في مراكز غير مهيأة لذلك؟
نعم، نستقبل بعض الحالات التي عانت من هذه المشكلة.. ونتائج هذه الجراحات يكون أثرها سيئاً جداً على المريض.

أدوية لعلاج الورم الخبيث في الكبد

في رده على ما إذا كان علاج مرضى سرطان الكبد في حال وصول المريض إلى المرحلة الرابعة من الإصابة أمر مستحيل وهل هذا الأمر ما زال قائماً، أم ثمة علاجات ظهرت حديثاً لهذا النوع من الأورام، قال الدكتور كاكل إبراهيم رسول -استشاري أول أمراض الدم والأورام بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان: «للأسف، فإن سرطان الكبد من أنواع السرطانات الخبيثة، وفي الوقت الحاضر يمكن حقن الجزء المصاب بالورم إن لم يكن انتشر بصورة كبيرة، وفي الفترة الأخيرة ظهرت أدوية أخرى، يمكن أن تساهم في علاج الورم جزئياً، وفي حال احتاج المريض إلى زراعة الكبد يتم تحويله إلى مركز حمد الطبية لزراعة الأعضاء، وهذا النوع من العلاج هو لفئة محددة من المرضى الذين هم بمواصفات خاصة للورم تكون في المراحل الأولى وغير منتشر خارج الكبد، وتتم مناقشة هذه الحالات في لجنة خاصة بزراعة الكبد في مؤسسة حمد الطبية «.

إطلاق برنامج للكشف المبكر

قال الدكتور كاكل إبراهيم رسول -استشاري أول أمراض الدم والأورام بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان : « إن وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية أطلقت برنامجاً للكشف المبكر عن السرطان، وتتم عملية الفحص في عدد من المراكز الصحية التابعة للرعاية الصحية الأولية، وتحرص الوزارة على الترويج لها بصورة واسعة من أجل اكتشاف المصابين بالسرطان في مراحل مبكرة؛ لأن هذا يعني تحقيق الشفاء للمريض في حال اُكتشف المرض».;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *