قطر أول مستثمر عربي في طاجيكستان

قال سعادة خسرو صاحب زاده، سفير جمهورية طاجيكستان، إن بلاده تتطلع إلى زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، العام المقبل للمشاركة في مراسم الافتتاح الرسمي لجامع دوشنبه الكبير، الذي يُعتبر مشروعاً تاريخياً وحضارياً عملاقاً، لافتاً إلى أن دولة قطر هي أول دولة عربية قامت بالاستثمار في طاجيكستان. جاء ذلك خلال احتفال سفارة طاجيكستان بالذكرى السابعة والعشرين للاستقلال الوطني، بحضور سعادة صلاح بن غانم ناصر العلي وزير الثقافة والرياضة، وسعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة خارجية، وسعادة السفير إبراهيم يوسف فخرو مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، وعدد من أبناء الجالية والسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى قطر.
وقال سعادة السفير خسرو صاحب زاده إنه على مدى 27 عاماً من استقلالها، أقامت جمهورية طاجيكستان العلاقات الدبلوماسية والتعاون المتبادل المنفعة مع معظم بلدان العالم، وهي تنتهج اليوم سياسة خارجية مرنة ومتوازنة وشفافة تراعي مصالحها الوطنية وتتناغم مع الأعراف والمعايير المعترف بها دولياً؛ لافتاً إلى أن أحد أبرز النماذج الراقية لعلاقات الصداقة الناجحة والتعاون البنّاء يتمثل في علاقات التعاون بين طاجيكستان وقطر، علماً بأن البلدين سيحتفلان العام المقبل بالذكرى الخامسة والعشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ونوّه إلى أن العلاقات المتميزة والمتينة القائمة بين طاجيكستان وقطر تستمد قواها من الأواصر الروحية والتاريخية والقواسم المشتركة بين الشعبين الطاجيكي والقطري من جانب، ومن الصلات والعلاقات الأخوية الخاصة القائمة بين زعيمي البلدين؛ فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان، وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
واستطرد قائلاً: «إن العلاقات الثنائية بين البلدين على مدى خمس وعشرين سنة حفلت بالاتصالات الكثيفة والمتواصلة على مستوى القمة والمستويات الرفيعة والثقة المتبادلة والمواقف المماثلة أو المتقاربة للبلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية المحورية، وكذلك تنمية التعاون المتبادل المنفعة في إطار منظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المتعددة الأطراف، الأمر الذي يدل على المستوى الرفيع للعلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين.
وتقدّم سعادة سفير طاجيكستان بالشكر والتقدير لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وحكومة قطر، على الدعم الكريم والمشاركة في تنظيم المؤتمر الدولي الرفيع المستوى حول «مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف»، الذي استضافته مدينة دوشنبه في شهر مايو من هذا العام، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع إلى استمرار مثل هذا التعاون المثمر في التنظيم المشترك للمؤتمرات الدولية المهمة التي تساعد على إيجاد حلول للمشاكل والأزمات العالمية.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، قال سعادة السفير إن دولة قطر هي أول دولة عربية قامت بالاستثمار في طاجيكستان؛ حيث ارتكز النشاط التمويلي والاستثماري القطري في تطوير مشروعي ديار دوشنبه وبناء أكبر جامع على مستوى آسيا الوسطى في العاصمة الطاجيكية، مؤكداً أن طاجيكستان تتطلع إلى زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، العام المقبل للمشاركة في مراسم الافتتاح الرسمي لجامع دوشنبه الكبير، الذي يعتبر مشروعاً تاريخياً وحضارياً عملاقاً.

المفاوضات أفضل السبل لتسوية الأزمات

قال سعادة خسرو صاحب زاده، سفير جمهورية طاجيكستان، إن بلاده تشيد عالياً بالسياسة الرشيدة والسلمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والمساعي الدبلوماسية البنّاءة لدولة قطر من أجل الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين.
وصرّح قائلاً: في عالمنا المعاصر تمثل المفاوضات التي تجري في أجواء التفاهم والاحترام المتبادل أفضل سبل للتسوية السلمية لجميع الأزمات والخلافات.

متفائل بمستقبل العلاقات الثنائية

أشار سعادة خسرو صاحب زاده -سفير طاجيكستان- إلى أن جميع الفرص والإمكانيات متاحة اليوم لتفعيل علاقات التعاون بين طاجيكستان وقطر في قطاعات التجارة والاقتصاد والطاقة والصناعة والزراعة والسياحة والنقل وغيرها من المجالات الواعدة.
كما لفت إلى أن اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني والعلمي بين البلدين تعتبر آلية فاعلة لتفعيل التعاون التجاري والاقتصادي، والتي انعقدت الدورة الثالثة لاجتماعاتها في 30 – 31 أغسطس 2018 بمدينة دوشنبه على مستوى وزيري الاقتصاد والتجارة للبلدين، ونأمل أن نتائج وتوصيات الدورة الأخيرة لاجتماعات اللجنة سيكون لها تأثير إيجابي وواقعي على تفعيل حضور الدوائر الاستثمارية القطرية في جميع القطاعات الاقتصادية في طاجيكستان.
وخلص إلى القول إن طاجيكستان تتطلع إلى مستقبل العلاقات بين البلدين برؤية متفائلة، وهي واثقة أنه في ضوء التعاون المثمر والدعم المتبادل، سيحقّق البلدان إنجازات عظيمة على الأصعدة كافة؛ لأن طاجيكستان وقطر لا تمتلكان موارد طبيعية ضخمة فحسب، بل لديهما موارد بشرية هائلة أيضاً.

3 أهداف استراتيجية

عرض سعادة سفير طاجيكستان صفحات من تاريخ بلاده منذ نيل استقلالها في التاسع من سبتمبر عام 1991، مشيداً بإنجازات الرئيس إمام علي رحمان الذي بفضل جهوده ومساعيه المتواصلة اجتازت طاجيكستان مخاطر الانهيار وقامت بترسيخ قواعد استقلالها الوطني، وحقق الشعب الطاجيكي إنجازات تاريخية عظمى في طريق إحياء الدولة القومية ليمضي قدماً اليوم بخطوات ثابتة نحو مستقبل واعد.
وأضاف: «خلال فترة تاريخية وجيزة تم إنجاز أعمال جبّارة، مثل بناء وتحديث للبنية التحتية والإنتاجية والاجتماعية ومرافق الطاقة وطرق النقل، وغير ذلك من المبادرات البناءة لتحقيق التنمية المستدامة، وذلك عبر تبنّي عدد من برامج الدولة والخطط والاستراتيجيات القومية بالتزامن مع الإصلاحات الشاملة على مختلف الأصعدة لحياة المجتمع والدولة».
ونوّه إلى أن بلاده تستكمل مسيرتها لإنجاز أهدافها الاستراتيجية الثلاثة؛ تحقيق الاستقلالية في الطاقة، والخروج من العزلة المواصلاتية، وحماية الأمن الغذائي؛ والتي اقتربت من إنجازها النهائي.
وقال إن طاجيكستان اليوم هي عضوة كاملة الحقوق في سبع وخمسين منظمة دولية وإقليمية، وهي تقدم إسهاماتها في حل وتسوية القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم، جنباً إلى جنب مع الدول الأخرى.
وتابع قائلاً: «طاجيكستان تُعرف اليوم بصفتها دولة رائدة في حل القضايا العالمية الشائكة والمتعلقة بالمياه، بما لديها من موارد مائية ضخمة. وقد أطلقت طاجيكستان سلسلة من المبادرات الدولية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، والتي حظيت بترحيب غير مسبوق من قِبل المجتمع الدولي، وقدّمت رؤية واضحة وشاملة لتسوية المشاكل والقضايا المتعلقة بالمياه في العالم. وآخر هذه المبادرات إعلان العقد الدولي للعمل «الماء من أجل التنمية المستدامة» لسنوات 2018 – 2028، والذي تم إطلاقه هذا العام من قِبل منظمة الأمم المتحدة، وسيتم تنفيذه على المستوى العالمي خلال السنوات العشر المقبلة بالتعاون مع شركائنا الدوليين.;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *