السفير هيرنانديز: الأزمة الخليجية عادت بالفائدة على قطر

أكد سعادة السيد كارلوس هيرنانديز سفير جمهورية الأرجنتين لدى الدولة، حرص بلاده على تكثيف علاقاتها مع دولة قطر، وجعلها أكثر قوة ومتانة، مشيراً إلى أن ذلك يتجلى في الزيارة التي يقوم بها حالياً حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، للأرجنتين، وهي الزيارة الثانية لسموه خلال عامين.
وقال السفير الأرجنتيني -في تصريحات بمناسبة الزيارة- إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، سوف تشهد التوقيع على اتفاقية إلغاء تأشيرات السفر لحاملي الجوازات القطرية، ليتمكنوا من الدخول إلى الأرجنتين بسهولة، وهي اتفاقية مهمة لكلا الطرفين، وخاصة للمواطنين القطريين، كما سيتم التوقيع على مذكرة تفاهم للتوأمة بين بلدية الدوحة ومدينة بوينس آيرس.
وأشار إلى أن هناك بعض مذكرات التفاهم والاتفاقيات وخطابات النوايا تم التوافق بشأنها، وأخرى لا يزال العمل جارياً على إنجازها، للتوقيع عليها أثناء الزيارة أو بعدها مباشرة، منها التعاون في مجالات الرياضة، والتعليم والبحث العلمي، والصناعات الزراعية، والمواد الغذائية، وكذلك اتفاقية بين جامعة قطر وجامعة بوينس آيرس، وأخرى بين مكتبة قطر الوطنية ومكتبة ماريانا مارينو بالأرجنتين، إضافة إلى مذكرة تفاهم تم اقتراحها من الهيئة العامة للطيران المدني القطرية للتعاون في مجالات النقل الجوي.
وأوضح سعادته أن العلاقات الثنائية بين دولة قطر والأرجنتين شهدت طفرة كبيرة خلال العامين الماضيين، خاصة بعد الزيارة الأولى لسمو الأمير المفدى، مشيراً إلى أن قيمة الصادرات القطرية إلى الأرجنتين وصلت في العام الماضي إلى 450 مليون دولار أميركي، حيث انتقلت قطر من كونها مزوداً صغيراً للغاز الطبيعي المسال، لتصبح المصدر الرئيسي للأرجنتين في الوقت الحالي، بينما بلغت صادرات الأرجنتين للدوحة 20 مليون دولار، أكثر من نصفها يتعلق بتصدير المنتجات الزراعية، مثل الحبوب والشعير، والفاكهة، والدواجن، واللحوم.
وأضاف أن الاستثمارات القطرية في الأرجنتين في ازدياد، فمثلاً تقوم «قطر للبترول» بالكشف عن الغاز بالتعاون مع شركة «إكسون موبيل»، معرباً عن أمله في أن يزداد الاستثمار في المرحلة المقبلة، وأن يتنوع بين الكشف عن المعادن التي تتمتع بها بلاده، مثل الذهب والنحاس وغيرهما، خاصة وأن العلاقات تتطور بين الجانبين بشكل كبير.
وبيّن سعادة السفير كارلوس هيرنانديز أن موقف الأرجنتين من أزمة الحصار واضح، وهو ضرورة حل مثل هذه المشكلات بين الأشقاء بالطرق الدبلوماسية، ووفق القانون الدولي، ومبادئ حقوق الإنسان، لتلاشي التداعيات الخطيرة التي تقع على المواطنين، لافتاً إلى أن الأرجنتين لديها علاقات طيبة مع جميع الأطراف، وتأمل أن تحل هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن وبشكل سلمي.
وتابع قائلاً: «إن هذه الأزمة ليست في صالح أحد، لكنها عادت بالفائدة على دولة قطر، حيث ساهمت في تعزيز الاعتماد على الذات، وتوفير الاحتياجات الأساسية محلياً، وتوسيع دائرة التعامل مع الأسواق الخارجية، وتطوير المواطن القطري للإسهام في النهضة الشاملة التي ظهرت بوادرها بعد هذه الأزمة، حيث أثبتت قطر أنها دولة ناجحة للغاية، وطورت نفسها في فترة زمنية قصيرة، واليوم تقدم فرص عمل مهمة، وتجذب المهنيين والمستثمرين الأجانب».
وأضاف السفير الأرجنتيني: «خارجياً، أثبتت قطر أنها دولة كبيرة تقيم علاقات جيدة على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي، كما أظهرت نضجاً في التعامل مع الأزمات والمواقف الصعبة، وتعمل بطريقة مسؤولة ومهنية فيما يتعلق بالقانون الدولي».
ولفت إلى أن افتتاح السفارة الأرجنتينية بالدوحة كان عام 2013، وهي مدة وجيزة، لكن العلاقات الثنائية تزداد بشكل مطرد، والتجارة البينية تتزايد بسرعة كبيرة، معرباً عن أمله في توطيد العلاقات بشكل أكبر، وتنظيم رحلات طيران مباشرة بين الدوحة وبوينس آيرس، لما لهذه الرحلات من أثر كبير في زيادة الاستثمارات والتعاون بين البلدين في جميع المجالات.;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *