“وزيرة الصحة”: الجودة وسلامة المرضى أولوية لضمان أفضل رعاية صحية آمنة وفعالة
|وقالت سعادة الوزيرة في تصريح صحفي عقب حضورها الجلسة الافتتاحية للأسبوع القطري الرابع لسلامة المرضى اليوم، إن هذا الحدث يعد إحدى المبادرات الهامة التي تساهم في تحسين ثقافة سلامة المرضى في مرافق الرعاية الصحية، وتشجيع التواصل والتوعية والتثقيف بهذا الخصوص بين القيادات ومقدمي الرعاية الصحية والمرضى.
وأشارت إلى أن فعاليات الأسبوع تتطور عاماً بعد عام، مشيدة بالمشاركة الفاعلة من القطاع الصحي بالدولة، بشقيه العام والخاص، ما يساهم في تعزيز العمل المشترك، لتصبح الرعاية في جميع نقاط ومستويات النظام الصحي، آمنة وعالية الجودة، وهو ما تؤكد عليه الاستراتيجية الوطنية للصحة.
من ناحيتها، قالت السيدة هدى عامر الكثيري، مديرة إدارة جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى بوزارة الصحة العامة، في كلمتها بالجلسة الافتتاحية، إن موضوع سلامة المرضى أولوية قصوى للوزارة، لا سيما وأن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن سلامة المرضى مشكلة صحية عامة عالمية.. مشيرة في سياق متصل إلى أن 3-4 بالمئة من الوفيات في المستشفيات حول العالم يمكن تجنبها، داعية إلى بذل قصارى الجهد لتقليل مخاطر الضرر والأخطاء الطبية وتعظيم القدرة على اكتشافها عند حدوثها والتأكد من تعلم الدروس واستخدامها لتحسين الجودة.
ونوهت الكثيري بجودة وتحسين الخدمات والرعاية الصحية المتوفرة للمرضى بدولة قطر ، وبالتركيز المتزايد على سلامتهم وإشراكهم وعائلاتهم في تحسين جودة الرعاية، وفي المشاريع والبرامج المخصصة لتحسين السلامة الدوائية، والحد من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية، ومنع السقوط والتقرحات السريرية، وتحسين الإبلاغ عن الحوادث الفعلية ووشيكة الحدوث وغيرها، ما ساهم في جعل نظام الرعاية الصحية في قطر أكثر أمانًا للمرضى والموظفين.
وأكدت على أن سلامة المرضى، ستظل بندا دائما في جدول أعمال الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018-2022 لأجل صحة أفضل لسكان قطر، وتلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية، من خلال تحقيق نموذج رعاية آمن ومتكامل وعالي الجودة.
وأشارت إلى أن انطلاق فعاليات هذا الأسبوع تتزامن مع اليوم العالمي لسلامة المرضى الذي أعلنته القمة الوزارية العالمية حول سلامة المرضى في عام 2017 ، وقالت إن الأسبوع القطري لسلامة المرضى بمثابة “دعوة للعمل” وحقق في الأعوام 2014 و 2015 و 2017 نجاحات كبيرة في نقل رسائل السلامة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي بوضوح، لإظهار مدى التفاني في قطر لضمان السلامة على جميع المستويات من خلال مقدمي الرعاية الصحية والعاملين، والخدمات التي يقدمونها والسكان الذين يتلقون هذه الرعاية.
وبينت أن موضوع هذا العام وهو “سلامة المرضى من النظرية إلى التطبيق” يجسد التعبير عن تحدي نقل النظرية إلى الممارسة، لافتة إلى أن علم تحسين الجودة ومشاركة المريض والأسرة، جوانب مهمة للغاية لتسهيل ترجمة وتحويل النظرية إلى الممارسة، لكنها نبهت إلى أن ذلك لا يمكن فعله بدون برامج التطوير المهني المستمر، والبحث لتزويد القوى العاملة الحالية والمستقبلية بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق أفضل رعاية “فالأمر لا يتعلق بما نعرفه، ولكن بما يمكننا تغييره”.
تحدث في الجلسة الافتتاحية البروفيسور دارزي، مدير معهد الصحة العالمي للابتكار في الكلية الملكية بلندن حول “الابتكارات في مجال سلامة المرضى”.. مشيرا إلى أن موضوع سلامة المرضى قد تطور ليصبح حجر الزاوية في جودة الرعاية الصحية، وكيفية تحسينها في جميع أنحاء العالم، مضيفا “اليوم نحن في منعطف أكثر إثارة حيث من الممكن ليس فقط التعلم من الأخطاء، ولكن أيضا التميز والابتكار”.
وتابع قائلا:” إنه مع وصولنا وتحقيقنا الريادة في التقنيات الجديدة، وبنائنا معدات جديدة وتصميمنا لبيئات جديدة، فإن ذلك كله يقلل من فرص الضرر في المقام الأول، وفي مواجهة التهديدات القائمة والناشئة لسلامة المرضى، موضحا أن الخطاب الرئيسي في هذا المجال سيغطي الأدوات اللازمة للاستفادة من الابتكار وبناء نظام رعاية أكثر أمانًا للمستقبل”.
وأشاد بالجهود الكبيرة والمميزة المبذولة بدولة قطر لتطوير الخدمة الصحية المقدمة للمرضى وضمان سلامتهم وتوفير رعاية أكثر أمانا لهم، وهو ما جرى تضمينه في الاستراتيجية الوطنية للصحة، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية تعاون المرضى وأسرهم مع مقدمي الخدمة لتحقيق هذه الأهداف.
كما تحدث السيد مارك بيرسون، نائب مدير التوظيف والعمل والشؤون الاجتماعية في منظمة التعاون والتطوير الاقتصادي بالمملكة المتحدة عن “التغطية الصحية العالمية وسلامة المرضى”.. لافتا إلى أن المناقشات المتعلقة بالتغطية الصحية العالمية غالبا ما تهمل سلامة المرضى وجودة الرعاية الصحية بشكل عام، وقال إن الأسوأ في هذا الأمر أن يعتبر ثانويا من حيث الأهمية لتوسيع نطاق التغطية الصحية.
ونبه إلى أن أي ضعف أو قصور في سلامة المرضى، بمثابة سبب هام للعبء العالمي للأمراض، ما يعني في المقابل ارتفاع تكلفة الرعاية الصحية غير الآمنة.
وأكد على وجوب أن تستهدف وتعالج استراتيجيات تحسين الرعاية الصحية أربعة مجالات تشمل توفير الكوادر البشرية المؤهلة وذات الكفاءة العالية من خلال التعليم الطبي الجيد، وتبني الحوكمة الفضلى من خلال التنظيم والتشريعات والحوافز المتزايدة لتعزيز سلامة المرضى، وتحسين البنية التحتية الأساسية للمعلومات، عن طريق السجلات الصحية الإلكترونية، وقياس سلامة المرضى بعناية أكبر لتحسين الرعاية الصحية، إضافة إلى إشراك المرضى بشكل كبير في القرارات المتعلقة بمعالجتهم، والتركيز أكثر على التواصل الواضح معهم، وهو ما تنتهجه الدول المتقدمة في المجال الصحي بشكل متزايد.
تتضمن فعاليات الأسبوع التي تقام تحت شعار “سلامة المرضى من النظرية إلى التطبيق”، ويحضرها نحو ألف مشارك، جلسات وورش عمل حول التغطية الصحية الشاملة وسلامة المرضى، وتجربة دولة قطر فيما يعنى بتحقيق التغطية الصحية الشاملة، فضلا عن محاور ومواضيع أخرى تتعلق بالقيادة والمساءلة العادلة، والمشاركة في صناعة القرار في الرعاية الصحية، والسلامة الدوائية عبر الرعاية المتواصلة، وتبادل التعلم بين مختلف المجالات، مثل الصحة والطيران والنفط والغاز، واستعراض موضوعات تتعلق بالوقاية من العدوى ومكافحتها.
كما تتضمن مسابقة ملصقات للمشاريع المحلية المتعلقة بتحسين الجودة وسلامة المرضى، حيث سيتم توزيع جوائز لأفضل خمسة ملصقات خلال الحفل الختامي للفعالية.
وتشتمل الفعاليات التي يصاحبها معرض للقطاع الصحي في قطر بأكمله، أيضا على جلسة عمل حول سلامة المرضى بين النظرية والتطبيق، وورشة عمل أساسيات مخاطر إدارة الرعاية الصحية، وجلسات توعوية وإطلاق حملة توعية عامة تحت شعار “سلامة المرضى سلامتنا جميعا”.
يذكر أن وزارة الصحة العامة ممثلة في إدارة جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى ، نظمت فعاليات الأسبوع القطري لسلامة المرضى ثلاث مرات في أعوام 2014 و2015 و2017، والتي حققت نجاحا كبيرا، وساهمت في تعزيز الرسالة الخاصة بأهمية سلامة المرضى، وأهمية ضمان سلامة خدمات الرعاية الصحية المقدمة في دولة قطر.;