معرض سهيل للصقور بالدوحة يرد الجميل لـ”حارس السماء”

عماد مراد-الدوحة

يرى القائمون على معرض كتارا الدولي للصيد والصقور “سهيل 2018″ أنه بمثابة رد للجميل لـ”حارس السماء” الذي ظل سكان المنطقة يعتمدون عليه لعقود طويلة في الحصول على الغذاء.

فقد اعتاد الصيادون العرب على صيد الصقور وأسرها خلال مرورها بشبه الجزيرة العربية كل شتاء وهي في طريقها جنوبا، ثم ترويضها ليصبح كل منها صيادا ماهرا، وكانوا يطلقون هذه الصقور مع انتهاء موسم الصيد إلى البرية مرة أخرى لتعود إلى مواطنها.

ويقول خليل البنداري الذي يشارك في المعرض عارضا لأدوات الصيد، إن العرب تميزوا بالبراعة في ترويض الصقور قبل استخدامها في الصيد من خلال معرفة الفروق الفردية بينها، فهناك نوع يحب مهاجمة الفرائس في الجو عن طريق المناورات أثناء التحليق، ونوع آخر يجيد الانقضاض على الفريسة الأرضية.

ويضيف البنداري أن معرض كتارا الدولي للصيد والصقور يعد أهم فعالية عالمية في مجال الصقور، ويعمل على الحفاظ على الموروث العريق وتشجيع “الصقارين” والهواة على الارتقاء بهواية الصيد وتعزيز الموروث القطري العربي.

جانب من معرض سهيل 2018 (الجزيرة)

حضور كثيف
ويضم المعرض محلات لعرض الصقور وأسلحة الصيد ولوازمه، وأخرى لتجهيز سيارات “المقناص” ولوازم الرحلات البرية، بالإضافة إلى كل ما يخدم هواية الصيد من منتجات تكنولوجية متطورة، ويتميز المعرض بوجود مقتنيات أثرية من دول مختلفة في مجال الصيد.

ويقول المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” ورئيس اللجنة المنظمة لمعرض كتارا الدولي للصيد والصقور خالد بن إبراهيم السليطي، إن الحضور المتميز والكبير الذي شهده معرض سهيل يؤكد أن المعرض أصبح أبرز وأهم المعارض المتخصصة في الصيد والصقور في المنطقة.

وأشار إلى أن المعرض يوفر خيارات ومعروضات تسهم بشكل كبير في تلبية تطلعات الزوار واحتياجاتهم، موضحا أن الفعاليات المصاحبة لهذه النسخة توسعت بشكل كبير، حيث ينظم المعرض مجموعة من المحاضرات التثقيفية عن الصيد والصقور، بالإضافة لمشاركة فنانين تشكيليين وغيرها من الأنشطة.

صقور بأحد أجنحة معرض سهيل 2018 (الجزيرة)

أما رئيس جمعية القناص القطرية علي بن خاتم المحشادي فيقول إن الجمعية التي تمثل الصقارة في قطر تقوم بدور رئيسي في المعرض انطلاقا من مسؤوليتها في الحفاظ على إرث الصقارة العريق، موضحا أن الجمعية تشرف على فعاليات المزاد الذي يقام يوميا ويضم عددا من الصقور النادرة.

وعن سبب استخدام اسم سهيل للمعرض للعام الثاني على التوالي، قال المحشادي إن سهيل هو الاسم العربي للنجم الذي كان أبناء الجزيرة العربية يحددون من خلاله مواسم صيد الصقور قديما، ويعرفون من خلاله مواعيد كل فصيل مهاجر من الطيور.

وتعتبر جمعية القناص القطرية جمعية ثقافية مختصة برياضة الصيد بالصقور وبشؤون القنص والقناصين، وتعمل على دعم الصيد العربي التقليدي من خلال مساندة الصيادين وإدارة أعمالهم، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات متنوعة حول الصيد البري.

مختبر مستشفى سوق واقف في معرض سهيل (الجزيرة)

مستشفى الصقور
ويلفت انتباه زوار المعرض وجود مستشفى خاص للصقور، يوفر كل الخدمات الطبية والمختبرية التي تحتاجها للتأكد من عدم إصابتها بأي أمراض من ضمنها فحص المنظار للجهاز الهضمي والجهاز التنفسي للصقر، بالإضافة إلى إجراء فحص للطفيليات وتشخيص ومعاينة أي إصابة محتملة بالفطريات أو البكتريا التي قد تصيب الصقر.

ويقول مدير مستشفى سوق واقف للصقور الدكتور إقدام مجيد الكرخي إن جناح المستشفى المشارك في معرض سهيل 2018 يقدم أيضا خدمات تركيب الشريحة “التي تحدد موقع الصقر” وغيرها من الخدمات التي قد تكون الفيصل في عملية الشراء والبيع داخل المعرض.

ويشارك في معرض سهيل 2018 الذي يستمر من 4 إلى 8 سبتمبر/أيلول الجاري، 150 شركة عربية وأجنبية من 20 دولة، ويقام على مساحة 10 آلاف متر مربع.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!