معصوم مرزوق.. ضابط وسفير ومعارض ثم سجين لدى السيسي

بعد مسيرة حافلة في ميادين القتال ثم أروقة الدبلوماسية ثم دهاليز السياسة، انتهى الأمر بمعصوم مرزوق إلى السجن، بعد سلسلة من الانتقادات لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي توجها بمبادرة تدعو للاستفتاء الشعبي على استمرار هذا النظام من عدمه.

وبعد يوم واحد من القبض عليه مع عدد من الناشطين المعارضين، قررت النيابة العامة (في 24 أغسطس/آب) حبس مرزوق ورفاقه 15 يوما على ذمة التحقيق، في اتهامات بينها التحريض على التظاهر ومشاركة جماعة إرهابية (لم تسمها النيابة) في تحقيق أهدافها.

اعتقال مرزوق جاء بعد أيام من إعلانه بداية الشهر مبادرة لإنهاء الأزمة السياسية تنص على إجراء استفتاء شعبي على استمرار نظام الحكم الحالي، وتدعو الشعب إلى التظاهر بنهاية أغسطس/آب إذا لم يقبل النظام ذلك.

وحسب المبادرة، فإن الغالبية إذا أيدت السيسي فهذا يعني تأييدا لسياساته وقراراته، أما إذا رفضت فهذا يعني إنهاء ولاية السيسي وحكومته مع حل مجلس النواب وتولي مجلس انتقالي أعمال الحكم والتشريع لمدة ثلاث سنوات.

تفتح وتغلق
والمثير أن المبادرة -التي أثارت غضب النظام- لم ترق أيضا لبعض أنصار الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي حيث اعتبروا أنها تفتح الباب لتأكيد شرعية السيسي وتغلقه أمام عودة الرئيس “الشرعي” (مرسي) الذي فقد السلطة بعد عام واحد من انتخابه إثر انقلاب عسكري قاده السيسي في يوليو/تموز 2013 عندما كان وزيرا للدفاع آنذاك.

ولم تكن المبادرة وحدها ما أغضب نظام السيسي من المحارب والدبلوماسي السابق، حيث اشتهر في الأشهر الماضية بسلسلة من التصريحات والحوارات التي انتقد فيها الرئيس ومواقفه وطريقة إدارته للحكم لدرجة أنه اعتبر أن مصر باتت محلا للسخرية بسبب سياساته.

تيران وصنافير
أما المحطة الأشهر في معارضة مرزوق للسيسي، فتمثلت في موقفه الرافض للتنازل عن جزيرتيْ تيران وصنافير المصريتين للسعودية عبر اتفاقية جرى توقيعها في أبريل/نيسان 2016 ورفضتها المحكمة الإدارية العليا لاحقا، لكن السلطة مضت في تنفيذها رغم ذلك.

وأكد مرزوق مرارا أن مصرية الجزيرتين “حقيقة لا تقبل الجدل” وانتقد قيام الحكومة بالطعن على قرار القضاء ببطلان الاتفاقية، واصفا ذلك بأنه يرقى لمرتبة الخيانة العظمى.
 
ضابط ثم دبلوماسي
يُذكر أن مرزوق كان قد ترك دراسة الهندسة والتحق بالكلية الحربية ليتخرج منها ضابطا بالجيش حيث شارك في حرب الاستنزاف التي استمرت لسنوات عقب نكسة 1967، ثم شارك في سلاح الصاعقة في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 التي انتصرت فيها مصر على إسرائيل.

وتحول الرجل بعد ذلك إلى السلك الدبلوماسي حيث عمل في الإكوادور والأردن ونيويورك ثم سفيرا في أوغندا وفنلندا وأستونيا ثم أصبح مساعدا لوزير الخارجية.

وقد حصل على وسام الشجاعة من الطبقة الأولى، كما انتخب خلال وجوده بالإكوادور رئيسا لرابطة الدبلوماسيين المعتمدين هناك، وتولى لاحقا رئاسة مجلس إدارة النادي الدبلوماسي.

وعمل متحدثا باسم حملة حمدين صباحي لانتخابات الرئاسة التي خسرها أمام السيسي عام 2014، وله اهتمامات أدبية حيث أنتج كتابين ورواية ومجموعات قصصية كما كان عضوا باتحاد الكتاب.

المصدر : الجزيرة

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *