فورين بوليسي : الإمارات والسعودية تقتلان اليمنيين جوعاً

قالت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية إن العالم كان مصيباً في غضبه إزاء جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، لكنّ هناك واقعاً آخر يتمثل في قتل قنابل محمد بن سلمان وحلفائه الإماراتيين لعشرات اليمنيين كل يوم. وأضافت المجلة، في مقال للكاتبين عبدالرشيد فقيه ورضية المتوكل -مؤسسا منظمة مواطنة لحقوق الإنسان باليمن- أن خاشقجي هو أحدث ضحية لعجرفة وطيش السياسة الخارجية السعودية.
أوضح الكاتبان أن اليمنيين حزنوا لقتل الصحافي السعودي، لكنهم لم يتفاجؤوا إزاء مدى العنف الذي استُخدم لتنفيذ الجريمة، لأن اليمن كله يعيش هذا العنف منذ قرابة 4 سنوات.
ويقول الكاتبان إنهما عاشا مرارة عنف السعوديين وقتلهم الأبرياء وكسر الأعراف الدولية، وهي أشياء كانت أبرز علامات التدخل العسكري لأبوظبي والرياض، اللتين قصفتا مدن اليمن وحاصرتا موانئها ومنعتا عنها المساعدات الإنسانية.
واستطرد الكاتبان بالقول «إن جرائم السعودية في اليمن ليست مقصورة على القصف المنتظم والعملي لمدنيي اليمن، في خرق واضح للقانون الإنساني الدولي، بل إن تصعيد أبوظبي والرياض الحرب وتدمير البنية التحتية لليمن، يجعلاهما مسؤولتين عن قتل عشرات الآلاف جرّاء المرض والمجاعة، خاصة بسبب قصف مناطق إنتاج وتوزيع الغذاء بما في ذلك قطاعي الزراعة والصيد».
وتابع الكاتبان أنه «في الوقت ذاته، فإن انهيار العملة اليمنية بسبب الحرب حال دون شراء ملايين اليمنين الطعام الموجود بالأسواق، فارتفعت أسعار الغذاء، ولم يستطع الموظفون تسلّم رواتبهم، بينما يُجوَّع اليمنيون عن عمد».
وأورد الكاتبان تقارير للأمم المتحدة تفيد بأن «ثلاثة أرباع اليمنيين -أي 22 مليوناً من الأطفال والنساء والرجال- معتمدون حالياً على الإعانة والحماية الدولية؛ إذ حذّرت الهيئة الأممية من أن اليمن اقترب من الوصول لـ «نقطة حرجة».
ويقول الكاتبان إن جميع أطراف الحرب مشتركون في سفك الدماء، وقالا إن منظمتهما «مواطنة» وثّقت انتهاكات ضد المدنيين من الجميع في اليمن، بما في ذلك السعودية، والإمارات عبر ميليشياتها المحلية، وأيضاً الحوثيين.
وذكر الكاتبان أن الحصانة التي منحها المجتمع الدولي للسعودية، عبر صمته عن جرائمها، منعت محاسبة انتهاكات جميع الأطراف.
وأضافا أن شعوب الشرق الأوسط عانت طويلاً من المعايير الدولية المزدوجة عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان؛ إذ يتجاهل الغرب «المولع بحقوق الإنسان» انتهاكات خطيرة من قِبل حلفائهم في المنطقة، مثل علي عبدالله صالح ومحمد بن سلمان ولي العهد السعودي.
وتجلّت هذه المعايير الدولية -كما يقول الكاتبان- في زيارة ابن سلمان للعواصم الغربية؛ حيث امتُدح كإصلاحي، وتحدّثت وسائل إعلامه عن رؤيته 2030 دون توجيه سؤال له عما سيبقى من اليمن إذا استمرت الحرب حتى عام 2030.;

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *