ترامب يختبر قدرة إيران على الصمود
|من المتوقع أن تضطر طهران إلى تعديل اقتصادها وفقا للواقع الجديد الذي تفرضه عقوبات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب عليها، ولا شك أن هذه العقوبات الصارمة ستؤثرعلى المنطقة، وربما على الاقتصاد العالمي برمته، حسب ما جاء بصحيفة إسبانية.
وذكر غاكسون أن هذه العقوبات، التي طالت مجالات مختلفة ومتنوعة، شملت الطاقة والنفط والمالية والنقل وصناعة البتروكيماويات، سيكون لها بالتأكيد تبعات سلبية على اقتصاد البلاد، على الرغم من أن القادة الإيرانيين ذكروا أن بلادهم عانت من عقوبات مستمرة منذ إعلان الجمهورية الإسلامية قبل أربعة عقود.
ولفت الكاتب إلى أن ترمب بتطبيقة للعقوبات الجديدة، يفي بأحد الوعود التي قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية الرئاسية.
وكان ترمب قد أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي وقعه سلفه باراك أوباما مع إيران بتأييد من القوى الأوروبية، والذي اعتبر اتفاقا لم يسبق له مثيل ونظر إليه كأحد أعظم إنجازات الرئيس الأمريكي السابق.
لكن هذا الاتفاق، حسب الكاتب، قوبل بمعارضة كل من إسرائيل والمملكة العربية السعودية اللتان تعدان اليوم أبرز المستفيدين من الانسحاب الأمريكي.
وبين غاكسون أن بعض القوى الأوروبية، مثل ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا، أكدت أنها ستستمر في مبادلاتها التجارية مع إيران، وهو ما يعتبر أمرا في غاية الأهمية، حيث يعكس الفجوة التي تتسع تدريجيا بين أوروبا والولايات المتحدة، كنتيجة لسياسة ترامب أحادية الجانب، على ىحد تعبيره.
|
أما إيران، فلا يتوقع الكاتب أنها ستعمد إلى توسيع برنامجها النووي أو تجاوز حدود الاتفاق التي رسمتها مع أوباما والأوروبيين، ومن هذا المنطلق، فإنها ستحافظ، في الغالب، على خيوط التواصل التي نسجتها مع الغرب بغض النظر عن نكسة الجولة الأخيرة من العقوبات.
كما أن الأوروبيين، في هذه القضية، لا يقفون بمفردهم، إذ ستستمر بعض القوى العظمى الأخرى، مثل الصين والهند وتركيا، في شراء النفط الإيراني، وإن كانت بعض الشركات متعددة الجنسيات في الصين قررت تعليق علاقاتها مع إيران، وفقا للكاتب.
مقاومة إيران الحقيقية
أما ترامب فقد أعرب عن عزم إدارته فرض توقف كلي لبيع النفط الإيراني في الأسواق الدولية وذلك على المديين الطويل و المتوسط.
وأضاف الكاتب أن ذلك قد يحدث في غضون 6 أشهر أو سنة حسب مدى نجاح حملة الضغوط الأميركية في العديد من الدول التي أعفيت من تطبيق العقوبات بشكل كامل في الوقت الحالي.
ونبه إلى أن بعض أعضاء إدارة ترمب لا يخفون أملهم في أن تتسبب هذه العقوبات في إحداث تغيير في النظام الإيراني، وهو ما أكده مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بلوتون، غير أن الكاتب استغرب أن ينجح ترامب في تقسيم الإيرانيين عن طريق فرض العقوبات، مشيرا إلى أن المسؤولين الإيرانيين استبعدوا ذلك الاحتمال كليا.
أما عن تأثير العقوبات حتى الآن على إيران، فإن الكاتب نسب لبعض التقديرات قولها إنه منذ أن أعلن ترامب في مايو/آيار الماضي عن العقوبات، توقفت طهران عن بيع ثلث النفط الذي كانت تصدره حتى ذلك الوقت.
غير أن غاكسون لفت إلى أن المقاومة الحقيقية لطهران ستظهر في الأشهر القادمة، عندما يتعين عليها تعديل اقتصادها وفقا لواقعها الجديد المضطرب، وقد تضطر أيضا إلى مواجهة الاضطرابات والاحتجاجات في المناطق الداخلية من البلاد.
المصدر : الصحافة الإسبانية