هل “ترامب البرازيل” نسخة طبق الأصل لرئيس أميركا؟
|حسان مسعود-ساوباولو
كما أبدى عدم اعتراضه على اللقب في إحدى لقاءاته الإعلامية المحلية، وفي ما يلي أبرز أوجه الشبه والاختلاف بين الشخصيتين، ووجهات النظر المتنوعة حولهما:
الرئيس البرازيلي المنتخب يحيي مناصريه في إحدى ضواحي مدينة ريو دي جانيرو (رويترز) |
شعار واحد
أبرز صور التناغم التام بين الرئيس البرازيلي المنتخب والرئيس الأميركي كانت استخدام بولسونارو شعار “إعادة البرازيل عظيمة من جديد”، وهو نفس شعار الرئيس الأميركي خلال حملته الانتخابية “إعادة الولايات المتحدة عظيمة من جديد”.
إلا أن بولسونارو أضاف بعض التعديلات لاحقا مع زيادة لمسة دينية على الشعار ليصبح “البرازيل فوق الجميع، الله فوقنا جميعا”. لكن شعار البرازيل عظيمة مجددا لاقى رواجا كبيرا بين مناصريه، وطبع على آلاف الملصقات الانتخابية، إضافة إلى ارتداء أنصاره ملابس تحمل الشعار نفسه، وهم الذين لا يخفون إعجابهم بهذا التشابه بين الشخصيتين.
“لوسيانا” إحدى المشاركات التي ارتدت قبعة تحمل الشعار في احتفالات فوز بولسونارو قالت للجزيرة إنها متفائلة بأن البرازيل ستصبح مثل أميركا، وأضافت أن بولسونارو له شخصيّة قوية ومختلفة، معتبرة أن تشبيهه بترامب يزيده قوة.
بولسونارو يفضل وسائل التواصل الحديثة كتويتر وفيسبوك التي يختارها لإطلاق تصريحاته والرد على الاتهامات الموجهة ضده، تماما كما يفعل نظيره الأميركي |
علاقة مضطربة
على غرار علاقة الرئيس الأميركي المتوترة بوسائل الإعلام، فإن علاقة “نسخته البرازيلية” بالإعلام التقليدي سلبية وإجاباته على أسئلتهم لطالما كانت حادة وعنيفة.
وفي الوقت نفسه، يفضل بولسونارو وسائل التواصل الحديثة كتويتر وفيسبوك التي يختارها لإطلاق تصريحاته والرد على الاتهامات الموجهة ضده، تماما كما يفعل نظيره الأميركي، في حين يختلف عنه قليلا بتفضيله أسلوب البث الحي أو الفيديوهات المصورة بكاميرا الهاتف للتواصل مع جمهوره بشكل مستمر.
وهو يفاخر بأعداد المتابعين له على شبكات التواصل، حيث يتابعه تسعة ملايين عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، وأكثر من مليونين عبر تويتر.
هذه العلاقة المضطربة انعكست أيضا على جمهوره، حيث هتفوا ضد عدد من وسائل الإعلام الكبيرة والمشهورة في البرازيل فور إعلان فوز مرشحهم، معتبرين أنه فاز رغم عدم حصوله على دعمها.
وعود بالتغيير
وعد الرئيس المنتخب خلال حملته الانتخابية بنقل البلاد لواقعٍ جديد كليا، وتعهد بالقضاء على الفساد، وإنعاش الاقتصاد المأزوم، وخفض الضرائب التي يعاني منها المواطن البرازيلي، مستشهدا بترامب ونجاحه في هذا المجال.
كما أنه أعطى أولوية لملف ضبط الأمن وخفض معدلات الجريمة، ولو باستخدام القوة، وتحصين العسكريين من المساءلة خلال مهماتهم الأمنية، وتعديل قانون حمل السلاح ليمنح الحق بالتسلح لكافة المواطنين للدفاع عن أنفسهم، و”التخلص من عدد من المجرمين”، حسب تعبيره.
واستشهد في هذه القضية أيضا بالنموذج الأميركي في حمل السلاح، وهو يدعم التشابه الكبير بين أسلوب إدارة هذه الملفات لدى الرجلين.
الرئيس البرازيلي المنتخب أعلن عبر تويتر أنه سينقل سفارة بلاده لدى إسرائيل إلى القدس المحتلة، ووصف مؤخرا قرار الرئيس الأميركي بنقل سفارة بلاده للقدس بالتاريخي |
داعم لإسرائيل
أحد أبرز أوجه التشابه أيضا بين الرئيسين العلاقة الإستراتيجية مع إسرائيل ودعمها اللامحدود، بل ويتفوق بولسونارو بهذه النقطة على “شبيهه”، حيث إنه مدافع قوي عن إسرائيل، وتربطه علاقات وثيقة بالحكومة الإسرائيلية ورجال الأعمال الإسرائيليين، فضلا عن حصوله على دعم غير مسبوق من الجالية اليهودية في البرازيل.
وتنتشر صور ومقاطع فيديو كثيرة تجمعه بممثلين عنهم، وهم يحملون العلم الإسرائيلي، وهو يطلق تصريحات داعمة لهم.
يضاف إلى ما سبق إعلان بولسونارو أنه سينقل سفارة البرازيل إلى مدينة القدس المحتلة، ووصفه مؤخرا قرار الرئيس الأميركي بنقل سفارة بلاده للقدس بالتاريخي.
الرئيس المنتخب قال أيضا إنه سيعمل على إغلاق السفارة الفلسطينية في العاصمة برازيليا، وإلغاء التمثيل الدبلوماسي لفلسطين في البرازيل؛ كونه لا يعترف بفلسطين كدولة.
ويتسق ذلك أيضا مع قرار إدارة ترامب بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والذي يعد الممثلية الفلسطينية بالولايات المتحدة.
كل هذه التشابهات أفضت لإطلاق لقب “ترامب البرازيل” على الرئيس المنتخب، لينتشر وسم #BolsoTrump عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
إلا أن باحثين في جامعة ميتوديستا بمدينة ساو باولو البرازيلية قالوا للجزيرة نت إن بولسونارو قد يكون نسخة أسوأ من ترامب؛ كونه يملك نزعة ديكتاتورية خصوصا مع تعبيره الدائم عن إعجابه بفترة الحكم الديكتاتوري العسكري في البلاد، وكذلك نظرا لماضيه العسكري.
كما أنهم يرون أن بولسونارو لا يستطيع أن يحقق شيئا مما أنجزه ترامب رغم قلة ما أنجزه الأخير، وذلك بالنظر لضعف تمثيل حزبه في البرلمان ومجلس الشيوخ، وضعف خبرته السياسية، ووعوده غير المنطقية في ظل الأزمات الراهنة بالبرازيل.
المصدر : الجزيرة