قصة قرية باكستانية أرسلت جميع رجالها للحرب العالمية
|على بعد 150 كيلومترا جنوبي إسلام آباد، وبالتحديد في منطقة البنجاب الباكستانية، توجد قرية زراعية قابعة في الريف تسمى “دولميال”.
وقد قام الدكتور الحامل للجنسية البريطانية بالتحقيق في مساهمة القرية المسلمة في الحرب العالمية الأولى، بعد أن حفزه على ذلك مريض كان يبحث في دور قوات الكومنولث بالحرب.
وبعد أربع سنوات من البحث مع مؤرخين بريطانيين وباكستانيين، اكتشف الدكتور مالك (49 عاما) أن القرية أرسلت 460 جنديا -من ضمنهم جداه- للمشاركة في الحرب العالمية الأولى.
وقال بالخصوص “كانت مشاركة ضخمة، فكل رجل قادر التحق بالجيش، لكنهم لم يكونوا على اطلاع بماهية وجهتهم ولمن سيكون ولاؤهم”.
ووفق وثيقة عثر عليها الدكتور مالك تورخ للمرحلة، فإن أول بعثة بريطانية وصلت لقرية دولميال كانت عام 1914، حيث قدمت ثلاثين جنيها إسترلينيا -وهو ما يعادل حينها أجر ثلاث سنوات من العمل- لمن يوافقون على الانضمام للجيش.
البنية الجسمية
وبالنظر إلى وجود مدرسة بالقرب من القرية، فقد كان بإمكان غالبية الرجال الكتابة والقراءة باللغة الإنجليزية، مما سهل التحاقهم بعد اجتياز الاختبار الطبي.
وقد تميز هؤلاء الرجال بقوة البنية الجسمية وصلابة الأيادي، وهو ما تتطلبه المعارك التي كان وطيسها يشتد.
وكان من بين هؤلاء جد الدكتور مالك، واسمه سوبيدار محمد خان، وتم توشيحه لاحقا بوسام تقديرا لجهوده ومشاركته في الحرب. وقد جرى اختياره للذهاب إلى بريطانيا، حيث شارك في حفل تتويج الملك جورج الخامس عام 1911، وكان حاضرا أيضا في زيارة الملك للهند خلال العام نفسه، فيما كانت إنجازات جده الآخر الكابتن غلام محمد أقل.
وقد قاتل الرجلان ضمن فيلق البنجاب إلى نهاية الحرب، وبقيا في الخدمة، وجرى نقلهما لاحقا إلى الهند.
وقال الحفيد بالخصوص “كانا رجلين قويين.. كانا بإمكانهما المشي أكثر من مئة كيلومتر دون أن يسبب لهم ذلك أدنى مشكلة”.
عدد من جنود القرية قضوا في معارك الحرب العالمية الأولى (رويترز) |
مدفع بحري
ومن القصص التي أوردتها جريدة الغارديان في مقالها، قصة الجندي إسماعيل خان الذي قضى في معركة “لوس” في سبتمبر/أيلول 1915.
وقد خلد اسمه في منطقة نوف شابال الفرنسية، حيث قضى أكثر من 4700 جندي هندي حياتهم على الجبهة الغربية دون أن تكون لهم قبور محددة.
واهتماما بالموضوع، اقتنى الدكتور مالك لوحة برونزية تؤرخ للمرحلة وتعود لإسماعيل خان، بعد أن شاهدها معروضة للبيع على أحد مواقع الإنترنت.
وعرفانا بمساهمة القرية في الحرب وبتضحيات رجالها، نقل إليها -بأمر من المارشال البريطاني وليام باردوود- مدفع بحري يزن 1.7 طن.
وتعليقا على هذه المشاركة، قال الدكتور مالك “نريد أن يعرف العالم أن أجدادنا لبوا النداء والتحقوا للجيش بأعداد كبيرة، نريد أن يعلم الجميع أننا كنا هناك أيضا على أرض المعركة”.
المصدر : غارديان