اليمنيون يستعينون بمواقع التواصل لمواجهة إعصار “لبان”
|محمد عبد الملك-الجزيرة نت
“ننبه الإخوة الصيادين والقاطنين بالقرب من الشواطئ في جزيرة سقطرى والسواحل الشرقية ونطلب منهم أخذ الحيطة لتوقع ملامسة جدار عاصفة إعصارية سواحلنا”. كان هذا جزءا من التحذيرات التي وجهها وزير الثروة السمكية اليمنية فهد كفاين إلى المواطنين عبر صفحته في فيسبوك تحسباً لأي كوارث قد يخلفها إعصار “لبان” في عدد من المدن الشرقية للبلاد.
ومنذ خمسة أيام تقريبا، يعكف ناشطون ومواطنون على متابعة كل جديد فيما يتعلق بالعاصفة المدارية “لبان” ويقومون بتبادل الأخبار والمعلومات بهذا الشأن على مواقع التواصل ومجموعات خاصة على واتساب وتطبيقات أخرى أنشئت لنفس الغرض، ومنهم من ينشغل بنشر التطورات على الأرض ونقل وتوثيق ما يحدث، والبعض يقوم بتعميم الأخبار المهمة وتحذيرات الأرصاد ويبعث التعليمات وكذلك دعوات الاستغاثة.
وكانت هيئات الأرصاد اليمنية والعُمانية قد أعلنت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي عن قرب حدوث عاصفة مدارية تشكلت في بحر العرب قبالة ساحل البلدين،
متوقعة أن تتحول إلى إعصار أطلق عليه اسم “لبان” وهو منتج عُماني يستخرج من أشجار ويستخدم في صناعة العطور والبخور.
السيول تحاصر المنازل بمحافظة المهرة (مواقع التواصل) |
تحذيرات ودعوات
وطوال الوقت يستمر اليمنيون في تبادل الدعوات والتحذيرات التي تطلقها الجهات الحكومية للمواطنين، وآخرها الدعوة التي وجهتها لجنة الطوارئ بوادي وصحراء محافظة حضرموت اليوم الأحد مطالبة المواطنين بإزالة أية عوائق والابتعاد عن مجاري السيول والوديان عند تدفق مياه الأمطار، وأخذ الاحتياطات والاستعدادات اللازمة حفاظا على سلامتهم، وسرعة الإبلاغ والتواصل مع غرف العمليات لأي حالة تستدعي ذلك.
ولا يقتصر الأمر عند نشر وتداول الدعوات والتحذيرات بل يقوم عدد من الناشطين والمواطنين بتوثيق الحالة الجوية بمحافظة المهرة وسقطرى وحضرموت، وهي المدن التي يهددها الإعصار. ويعملون على نقل الصور والفيديوهات الخاصة بالآثار الناجمة عن الإعصار وتدمير الممتلكات، وهكذا تحول المواطنون إلى مصدر أسرع لنقل الأخبار.
وتظهر الصور الأولية -التي يقوم الناشطون بتداولها على مواقع التواصل- وصول العاصفة ليلة أمس السبت مدينة الغيضة بمحافظة المهرة شرق البلاد مما تسبب في غرق عشرات المنازل فيها، وكذلك بلدة قذيفوت في حصوين التي تعد أكثر المديريات المتضررة بالإعصار.
عواصف ومناشدات
وبحسب سكان وناشطين تحدثوا للجزيرة نت، فهناك عواصف رعدية وأمطار خفيفة بدأت تتشكل منذ صباح اليوم الأحد في مدينتي المكلا ومناطق الوادي والصحراء بمحافظة حضرموت، بينما قال سكان آخرون بجزيرة سقطرى إن العاصفة المدارية “لبان” تتراجع تدريجيا عن المدينة.
وكما فعل السكان والناشطون خلال سلسلة من الأحداث السابقة وأبرزها إعصار “موكونو” الأخير الذي ضرب سقطرى، يستمرون في إطلاق المناشدات للمنظمات الدولية والإنسانية بسرعة التحرك لإنقاذهم ومواجهة الحالات الطارئة، وإيصال أصواتهم ومعاناتهم من خلال مواقع التواصل.
تهديد وتدمير
ولا يهدد استمرار الأمطار الغزيرة والمتوسطة في الهطول -لساعات طويلة- على محافظة المهرة بغرق المنازل وتدمير الممتلكات فحسب، ولكنه أيضا قد يعطل خدمات البنية التحتية بما فيها الكهرباء وشبكة الاتصالات مما يدفع بالناشطين إلى رصد وتوثيق آثار الإعصار قبل أن يفقدوا تواصلهم بالآخرين حيث تحولت مواقع التواصل إلى ما يشبه غرفة عمليات يطلب البعض من خلاله الاستغاثة للمنطقة التي يوجد فيها.
ولا يقتصر أيضاً دور اليمنيين في مواجهة الإعصار على مواقع التواصل، فهناك مبادرات شبابية ومجتمعية قاموا بإنشائها من أجل التحرك والوقوف إلى جانب السلطات.
وأظهر مقطع فيديو للسلطات المحلية يقومون بمناداة المواطنين عبر مكبرات الصوت لإخراجهم من بعض المناطق ونقلهم إلى أماكن آمنة.
وسيلة جيدة
وبشأن لجوء اليمنيين إلى الاستفادة من مواقع التواصل في أوقات الكوارث الطبيعية والأعاصير، قال الصحفي اليمني شادي ياسين والمهتم بمجال الإعلام إن هذا الأمر يعتبر جيدا لنقل ما يعيشونه.
وأضاف ياسين: ربما أصبح من الصعب أن تستغني أي وسيلة إعلامية اليوم عن المعلومة التي ينشرها الناس على مواقع التواصل.
ويؤكد أن اليمنيين استطاعوا في مثل هذه الظروف أن يكونوا بمثابة شهود العيان الأقرب للواقع والحدث كما هو حاصل من خلال نقلهم لتطورات العاصفة الأخيرة بالمهرة وغيرها، ويساهمون من خلال ذلك في اختصار المسافات والجهود التي يبذلها كل من يرغب في معرفة ما يحدث.
ومع كل هذه المزايا التي قد توفرها وسائل الإعلام، لكن هناك ما قد يسبب مشكلة كبيرة للصحفي إذا اعتمد بدرجة أساسية على ما ينشر في هذا الفضاء الإلكتروني -بحسب ياسين- وتبقى فكرة الحقيقة المطلقة في المعلومة المنشورة على الحسابات غير صائبة كما يبقى للصحفي مجاله وطريقته في التأكد من حقيقة المعلومة.
المصدر : الجزيرة