ما مصير “داعش” بعد احتدام المعارك في آخر معاقله؟
|قال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية إن لدى تنظيم الدلولة الإسلامية (داعش) خبرة إستراتيجية طويلة في إعادة الانتشار والتموضع، كما كشف عن قيام التنظيم بالانكفاء للحفاظ على نفسه.
وأضاف -في تصريحات له ضمن حلقة (2019/3/14) من برنامج “سيناريوهات”- أن التنظيم قادر على إحياء نفسه مجددا والسيطرة على مناطق جديدة، رغم انحساره في منطقة لا تتجاوز 2 كيلومتر مربع، وأكد أن ذلك سينجح إذا ما تم التساهل في القضاء على آخر معاقله. وأشار إلى أن للتنظيم خبرة طويلة في التمويل الذاتي.
ويرى كبير الباحثين في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر أن التنظيم انكفأ على نفسه، وفي نفس الوقت بدأ في الانتشار والاندماج مع المجتمع وسيبقى موجودا على شكل خلايا نائمة. وأكد أن التنظيم لا يستطيع إعادة ترتيب صفوفه بالعراق لأن حاضنته الشعبية قد انتهت هناك، أما في سوريا فلم تتضح الصورة بعدُ وكل شيء وارد.
خيار الاستئصال
ووافق الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي هشام الهاشمي على ما طرحه الضيفان السابقان من أن التنظيم قرر الانكفاء والعودة وهو ما أعلنه بعد تحرير الفلوجة. وأضاف أن المتابع للتنظيم يلاحظ أن هذه هي دورته بالعراق حيث تتجدد كل أربع سنوات، وقد بدأ هناك بصنع البيئة التي تخدمه بغض النظر عن مذهب أهل المنطقة.
ويستبعد هيلر القضاء بالكامل على تنظيم الدولة لأنه يمتلك العديد من الخطط للتراجع والانكفاء وقد بدأ في تنفيذها، موضحا أن الخطر الحقيقي يكمن في التهاون في القضاء على التنظيم لأن هذا سيمكنه من العودة. وأكد أن التنظيم يسعى لعزل المناطق لمنعها من التواصل مع الدولة، عبر استهداف كبار رجال العشائر والقوات الأمنية والعسكرية.
ويرى الهاشمي أن التنظيم خسر عسكريا لكنه ما زال محافظا على تماسكه ويعمل بأسلوب المقاتل الشبح والمفرزة، وهذا الأسلوب أنهك العديد من القوات العسكرية المرابطة بمواقعها. وكشف عن طلب التنظيم من عناصره العودة إلى المناطق الحضرية والبقاء فيها كخلايا نائمة، لاقتناص الفرصة السانحة للانقضاض على المدن واستعادة السيطرة عليها.
نسخة جديدة
ولا يستعبد أبو هنية أن تنشأ نسخة جديدة من “داعش” أو أن يحصل اندماج بين تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وفي حال عودة “داعش” إلى القاعدة فمن الطبيعي أن يعود لحاضنته الطبيعية التي انسلخ منها.
وتحدث الهاشمي عن خطة عمل التنظيم في العراق التي تقوم على الثأر والانتقام بسلسلة عمليات وصلت هناك إلى أكثر من 1200 عملية خلال عام 2018، وتراوحت العمليات بين النوعية والبدائية. وأكد أنهم نفذوا أيضا عمليات استهدفت الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم.
وعبر هيلر عن خشيته من عودة التنظيم بسبب عامل خارجي مثل حرب جديدة في العراق، أو انسحاب القوات الأميركية من العراق مما يحد من الحملة ضد التنظيم، وهو ما سيعطيه فرصة جديدة لإعادة بناء نفسه.