كوهين: تطبيع العرب ليس مجانا.. إسرائيل تحمي “مؤخراتهم” من إيران
|كشف الكاتب والباحث الإسرائيلي إيدي كوهين عن هبوط طائرة إسرائيلية في العاصمة السعودية الرياض قادمة من تل أبيب الأسبوع الماضي، كما كشف عن وجود رحلة أسبوعية بين تل أبيب وأبو ظبي التي وصفها بأنها عرابة التطبيع الخليجي.
وأقر في حلقة (2019/2/19) من برنامج “الاتجاه المعاكس” بفشل إسرائيل في اختراق الشعوب والمجتمعات العربية، لكنه قال إن تل أبيب لا تأبه بإقامة علاقات معها، وأن كل ما يهمها هو توقيع اتفاقيات أمنية مع الأنظمة العربية، بحيث تضمن لها أمن حدودها مقابل أن تحميهم من الخطر الإيراني، على حد قوله.
وعارض كوهين اعتقاد البعض بأن العرب يطبعون دون مقابل مع إسرائيل، بل قال إن تل أبيب تحمي “مؤخراتهم” من إيران، مقابل أن يضمنوا حماية حدودها، وأكد أن التطبيع العربي مع إسرائيل قائم منذ عقود، وأن ما جرى هو أنه خرج من السر إلى العلن.
واعتبر كوهين أن مظاهر التطبيع العربي الأخير مع إسرائيل الذي شهده مؤتمر وارسو دليل على أن القضية الفلسطينية انتهت، وأن الدول العربية -وتحديدا دول الخليج- سئمت من دفع الأموال للفلسطينيين طوال هذه السنوات، بينما القيادات الفلسطينية تشيد القصور والفلل في رام الله.
بل إنه اعتبر أن القضية الفلسطينية انتهت لدى العرب منذ توقيع الرئيس المصري الأسبق أنور السادات اتفاقية كامب ديفد، وماتت تماما “بشنق” الرئيس العراقي صدام حسين، أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فاعتبرها “عصابة إرهابية” لا علاقة لها بالمقاومة.
وتفاخر كوهين بعزف النشيد الإسرائيلي في سماء أبو ظبي، وبتجول وزيرة إسرائيلية في مسجد محمد بن زايد، ومظاهر التطبيع العلنية مع دول خليجية.
واتهم الفلسطينيين بأنهم يتأمرون على بعضهم البعض، وفي هذا السياق زعم أن الرئيس محمود عباس طلب مؤخرا من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قصف حماس في قطاع غزة، وإيقاف الكهرباء عن القطاع، ومنع دخول الطعام عبر المنافذ الإسرائيلية. وذهب إلى القول إن “فتح تكره حماس أكثر من كرهها لإسرائيل”.
إسرائيل إلى زوال
في المقابل، وصف أستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت نشأت الأقطش خطاب كوهين باليائس، مؤكدا أن القضية الفلسطينية حية ولن تموت، وأن الأنظمة العربية مطبعة مع الحركة الصهيونية منذ زمن، و”هذا لن يؤثر على قناعة الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية والإسلامية بالحق الفلسطيني”.
وبحسبه فإن إسرائيل كشفت عن علاقاتها السرية مع الأنظمة العربية في الوقت الراهن لأنها تشعر بالهزيمة والانحسار، خاصة أن دعوات المقاطعة الدولية ضدها في تزايد كبير، وعلى كل الأصعدة الاقتصادية والسياسية والفنية.
واتفق الأقطش مع كوهين على أن تطبيع الأنظمة العربية مع إسرائيل قائم منذ عقود، وأشار إلى وثيقة سعودية عام 1936 تعترف بالاحتلال الإسرائيلي لأراض فلسطينية، معتبرا إياها أكبر دليل على أن الأنظمة العربية جميعها صنيعة الكيان الصهيوني، وأنها لا تمثل الشعوب ولا قناعاتها.
وسخر من خداع إسرائيل لبعض الدول العربية بأنها ستحميهم من إيران، وقال إن إسرائيل لم تستطع الصمود أمام “ميني إيران”، في إشارة إلى حزب الله وحركة حماس، لافتا إلى أن إسرائيل خسرت في كل معاركها العسكرية مع العرب، وعندما انتصرت -وذلك نادر- فكان ذلك بفعل خيانات العرب ومؤامراتهم.
وبشأن الانقسام الفلسطيني، أكد الأقطش أن إسرائيل وحلفاءها العرب -بمن فيهم السلطة الفلسطينية- هم من يغذون هذا الانقسام ويحولون دون تحقيق المصالحة.
ونفى الأقطش تبعية حماس لإيران، لكنه قال إن الحركة اضطرت لقبول الدعم الإيراني عندما خذلها العرب وتآمروا ضدها.