زرعوا الكراهية فأضاعوا الروح الرياضية بين الشعوب
|30/01/2019
برشق أحذيتهم نحو لاعبي كرة قدم قادمين من بلد شقيق لصيق يرد هؤلاء على أهداف كروية اخترقت مرمى بلدهم وما من أحد يذكرهم في أوج لحظة التوتر بأنهم سيعودون بعد الفعلة النكراء إلى بيوتهم لا حفاة الأقدام فحسب بل عراة مما قد يكون وثيق الصلة بالرؤوس جباها ونفوسا قبل هذا السلوك الذي تحدثت عنه صحف الغرب الأميركي والأوروبي باستهجان بالغ الشدة كان هناك سياق رياضي روج صور تسامح نقيضة تأتي الفرق الرياضية الإسرائيلية إلى ملاعب الدول الخليجية فتفوز أو تهزم ثم تغادر عائدة إلى تل أبيب التي مازالت نظريا في حالة عداء مع معظم عواصم العرب ولا يتعرض لاعبها لأية إساءة أو حتى قزف بوردة كما يقال هي الروح الرياضية تتسامى فوق الصراعات السياسية قال بعض المدافعين عن ظاهرة الاستضافة المتكررة للفرق الإسرائيلية وهم قلة على أي حال في حين أشار آخرون إلى القوانين الملزمة تفرضها الاتحادات الدولية وطبعا من دون أن يعثر أحد بين أولئك وهؤلاء على ما يبرر بلوغ الكرم العربي حد استقبال وزيرات ووزراء إسرائيليين يرافقون لاعبيهم ويجولوا بين فنادق ومساجد الدولة الخليجية المضيفة في أجواء تتجاوز الاحتفاء البروتوكولي لتخفيض بالألفة الإنسانية لكن الروح الرياضية ومعها القوانين الملزمة والكرم العربي والأخلاق الإنسانية تبددت جميعا على نحو مفجع حين جاء إلى ملاعب إمارة أبو ظبي لاعبون ينتمون إلى الجغرافيا الخليجية نفسها وبينهم ربما من يشترك في النسب القبلي مع بعض من استخدموا أحذيتهم لغة تعبير عن أنفسهم في فورة الغضب من هزيمة كروية يشهد العالم مثلها بالجملة عند كل موسم رياضي ولأن الذي حدث ما كان ليحدث لو أن كوريا أو الصين أو اليابان أو إيران هي التي هزمت الإمارات في تصفيات كأس آسيا لكرة القدم فإنه يحيل إلى سياق سياسي مكشوف قوامه الشحن والتحريض المستمر ضد قطر منذ حصار هذه الدولة العربية بقرار اتخذته الدولة المضيفة مع ثلاث دول أخرى هي السعودية والبحرين ومصر قبل شهرا فالمشهد المحزن في ملعب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لم يكن إلا نتيجة طبيعية لحملات صناعة الكراهية التي بدأت بتجريم التعاطف مع قطر تحت طائلة عقوبات مغلظة واستمرت على مدى يوم حافلة بترويج الاتهامات السياسية وبتطمين الذباب الإلكتروني قبل أن تصل إلى ما وصلت إليه وتثير بذلك تساؤلات شديدة المرارة عن حال أمة يتسع صدرها للهزائم السياسية والعسكرية أمام الأعداء الذين يحتلون أرضها ولا تجد حرجا في أن تنسج معهم أوثق علاقات المصالح ثم تستنفر كل مخزون العصبيات الجاهلية عند خسارتها في لعبة رياضية مع الأشقاء أو أبناء العمومة