زيارة صاحب السمو لليابان تكرّس نهج قطر في الانفتاح على العالم
|كيف ترون أهمية الزيارة التي سيقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى اليابان نهاية الشهر الحالي؟
■ تكتسب زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، إلى اليابان، أهمية بالغة باعتبارها تساهم في توطيد الروابط بين البلدين الصديقين، عبر التوقيع على عدد من المذكرات وأطر التعاون المشتركة، والتي تساعد على توسيع نطاق التعاون. وتستقطب اهتماماً فائقاً في الأوساط السياسية والاقتصادية بكونها تساهم في تعميق العلاقات الثنائية والروابط التجارية القائمة.
كيف تترقب القيادة اليابانية والطبقة السياسية والشعب الياباني زيارة صاحب السمو؟
■ تحظى زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بترحاب واسع من القيادة اليابانية والطبقة السياسية والأوساط الاقتصادية. فبالإضافة إلى أهمية دولة قطر بوصفها شريكاً تجارياً واقتصادياً مهماً بالنسبة لليابان، فإن الزيارة تكرّس نهج دولة قطر على الانفتاح في علاقاتها الخارجية مع الدول الصديقة والشقيقة حول العالم. كما أن الزيارة المرتقبة تجعل الفرصة سانحة لمتابعة مخرجات الزيارة السابقة التي أجراها حضرة صاحب السمو «حفظه الله» إلى اليابان في شهر فبراير من عام 2015، وتؤكد العزم على مواصلة الشراكة الاستراتيجية بين دولة قطر واليابان.
ما جدول الأعمال المرتقب في الزيارة؟
■ من المتوقع أن يكون هناك جدول أعمال مزدحم للغاية لكلّ من القيادتين والوفود، ومن المقرر أن يبدأ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زيارته بلقاء جلالة الإمبراطور أكيهيتو إمبراطور اليابان، وولي العهد الأمير ناروهيتو. كما سيُجري سمو الأمير المفدى مباحثات مع دولة السيد شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني، وكبار المسؤولين، تتعلق بالعلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. بالإضافة إلى عقد اجتماع مع جمعية الصداقة القطرية اليابانية، وأعضاء الرابطة البرلمانية اليابانية للصداقة مع دولة قطر، فضلاً عن الطلبة القطريين المبتعثين والدارسين بالجامعات اليابانية، والمهندسين القطريين الذين يتلقّون تدريبات مهنية وفنية بالشركات اليابانية.
ما أهم القضايا التي ستتناولها الزيارة؟
■ تتناول الزيارة عدداً من القضايا الثنائية محل الاهتمام المشترك، لا سيّما فيما يتعلق بتعزيز الصادرات القطرية إلى اليابان، وجذب الاستثمارات اليابانية إلى دولة قطر، بمجالات البنية التحتية والمشاريع التنموية، وبما يعزز رؤية دولة قطر 2030. كما تركز الزيارة على تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية.
هل من اتفاقيات ثنائية سيتم التوقيع عليها؟
■ عكف الجانبان، خلال الفترة الماضية، على إعداد عدد من بروتوكولات التعاون ومذكرات التفاهم التي سيتم التوقيع عليها بمناسبة زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله. وهذه المذكرات تشمل عدة مجالات، كالتجارة والاستثمار والطاقة؛ والتي تأتي إضافة للاتفاقيات الموقّعة بين الجانبين.
كيف تقيّمون العلاقات الثنائية بين البلدين؟
■ العلاقات الثنائية بين دولة قطر واليابان تعدّ نموذجاً للشراكة الاستراتيجية في العلاقات الدبلوماسية، وتنمو العلاقات القطرية- اليابانية بوتيرة جيدة منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية في عام 1972.. صحيح أنها في بداية العقد الأول تركزت على الجوانب الاقتصادية والروابط التجارية، إلا أنه وبفضل القيادة الحكيمة في البلدين، أخذت العلاقة منحنيات أخرى آخذة في الاتساع، لتشمل التعاون في مجالات أخرى مثل التعليم والبحوث العلمية والطبية، والعلوم والتكنولوجيا، والسياحة، وتطوير البنى التحتية، وتطوير الموارد البشرية وتدريب الكوادر في مجالات مختلفة، إضافة إلى تبادل وجهات النظر وتطابقها حيال القضايا الإقليمية والدولية.
كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
■ تشكّل العلاقات التجارية والروابط الاقتصادية ركيزة أساسية في جوانب العلاقات المتنوعة بين دولة قطر واليابان. وتوضّح الإحصائيات نمو الميزان التجاري بين البلدين خلال العقد الأخير لصالح دولة قطر؛ إذ بلغت قيمة الصادرات القطرية إلى اليابان في عام 2017 حوالي 42.12 مليار ريال، بينما بلغت قيمة الواردات حوالي 5.75 مليار ريال. ونتوقع أن يستمر الميزان التجاري في النمو مدفوعاً بالإمكانيات الاقتصادية المتاحة.
ماذا عن التعاون في باقي
المجالات الأخرى؟
بالإضافة إلى العلاقات التجارية المزدهرة بين البلدين، شهدت العلاقات السياسية تطوراً ملحوظاً بفضل تبادل الزيارات على أعلى المستويات. كما تساهم جمعيتا الصداقة اليابانية – القطرية، والصداقة القطرية – اليابانية، والتي تضم في عضويتها الشركات التي لها مصالح تجارية في البلدين، إلى جانب الرابطة البرلمانية اليابانية للصداقة مع دولة قطر، جهوداً حثيثة لتطوير هذه العلاقات.
وبفضل القيادة الحكيمة في كلا البلدين، عزّز البلدان التنسيق الثنائي وتبادل المعلومات إزاء القضايا الإقليمية والعالمية والدعم المتبادل لمواقف كلا البلدين، وفقاً للمصالح المشتركة إزاء تلك القضايا. كما تمكّن البلدان من تفعيل أطر التعاون في مجال تبادل دعم الترشيحات في المنظمات الدولية، وتشجيع المشاركة الفاعلة في المؤتمرات الدولية والإقليمية التي تنظم في كلا البلدين.
ما أولوياتكم بصفتكم سفيراً لقطر في اليابان خلال المرحلة المقبلة؟
■ بالطبع على رأس أولوياتنا دفع العلاقات المتينة طويلة الأمد التي تربط بين قيادتي البلدين وتطويرها، لا سيّما أنها تضم مجموعة واسعة من الأبعاد السياسية والاقتصادية والتجارية. كما نتطلع كفريق عمل بالبعثة إلى بذل مزيد من الجهود للاستفادة من الاقتصاد الياباني وتعزيز الشراكة التجارية والصادرات القطرية. وكذلك فإن من أهم أولوياتنا مواصلة الشراكة المستدامة بين دولة قطر واليابان في إطار الإعداد للاحتفال بالذكرى الـ 50 على إنشاء العلاقات الدبلوماسية والتي تتزامن في عام 2021.
كيف تقيّمون الموقف الياباني من الأزمة الخليجية الراهنة؟
■ بالتأكيد نحن نثّمن الموقف الياباني المتناغم والمتطابق مع الدول الصديقة والشقيقة حيال الأزمة الخليجية الراهنة؛ فاليابان حرصت منذ بداية الأزمة على دعوة جميع الأطراف لحل الأزمة عبر الحوار، والحفاظ على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وتأييد الوساطة الكويتية. وخلال اتصال مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، عقب اندلاع الأزمة والحصار الجائر، عبّر معالي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن قلق اليابان تجاه تداعيات الأزمة الخليجية؛ معرباً عن دعم الوساطة التي يقودها سمو أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لحل هذه الأزمة.
كم يبلغ عدد الجالية القطرية في اليابان؟
■ الجالية القطرية في اليابان تتمثل في الطلاب المبتعثين والدارسين بمختلف الجامعات اليابانية، بالإضافة إلى عدد من المهندسين القطريين الذين يتلقّون تدريبات مهنية وفنية في شركات الطاقة اليابانية، في إطار تبادل الخبرات والمهارات العلمية. ويبلغ عدد الطلاب والمتدربين ما يقارب 50 شخصاً.
ما مدى إقبال السياح القطريين على زيارة اليابان؟
■ تعدّ اليابان مقصداً رئيسياً للسياح في شرق آسيا، وتشير الإحصائيات إلى وجود نمو في أعداد الزائرين القطريين إلى اليابان كل عام. كما أن استضافة اليابان دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو في 2020 بالطبع تساهم في جذب مزيد من السياح القطريين.
هل نتوقع زيارة لرئيس الوزراء الياباني إلى الدوحة قريباً؟
■ لا نستبعد ذلك خلال المستقبل القريب، وذلك إثر العلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين. ونحن نتطلع إلى ترتيب الزيارة الثالثة لدولة رئيس الوزراء الياباني سعادة السيد شينزو آبي، والذي أجرى زيارات سابقة إلى دولة قطر في مايو 2007، وأغسطس 2013.;