حوار استراتيجي قطري – ياباني و5 مذكرات تفاهم ستتوّج زيارة صاحب السمو
|كيف ترون أهمية الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى اليابان حالياً؟
¶ تتيح زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى اليابان، انعقاد أول اجتماع رفيع المستوى بين البلدين بعد الحصار، وهي فرصة ثمينة لكلا البلدين لتعزيز علاقات التعاون الثنائية.
ما القضايا والملفات التي تتوقعون أن يتم تناولها بين قائدي البلدين؟
¶ سوف تغطي المناقشات المقبلة سبل ووسائل تعزيز علاقات التعاون الثنائية، وكذلك تبادل وجهات النظر حول الأوضاع الإقليمية والدولية.
كيف تترقب القيادة اليابانية والطبقة السياسية والشعب الياباني زيارة صاحب السمو؟
¶ سيتم استقبال صاحب السمو بصفة رسمية كضيف للحكومة اليابانية، ونحن نتطلع لتبادل الآراء والسياسات، وخاصة حول إمكانية تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المتوقع أن تشهد الأوساط الاقتصادية والتجارية في اليابان نمواً وتوسعاً في نشاطاتها في دولة قطر بعد الزيارة في المستقبل.
كيف تقيّمون العلاقات الثنائية بين البلدين، على الصعيدين السياسي والاقتصادي؟
¶ في ظل ازدياد الأدوار والمساهمات القطرية على الصعيد الإقليمي والدولي، وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية، من الواجب أن تتوسع وتتعمق علاقات التعاون بين اليابان وقطر تبعاً لذلك، ومن الجدير بالذكر أن اليابان وقطر تتقاسمان الاهتمام ذاته والهدف المشترك، من حيث أهمية تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، لذلك، من المنطقي وضع مخطط لمناقشة ما ينبغي لنا القيام به بصورة مشتركة.
هل سيتم التوقيع على اتفاقيات معينة خلال الزيارة؟
¶ سوف نتوصل إلى اتفاق بشأن إقامة حوار استراتيجي، بالإضافة إلى ذلك، سوف نوقّع 4 أو 5 مذكرات للتفاهم والتعاون في مجالات البيئة والنقل والتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني والثقافة.
ماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
¶ يُظهر مؤشر التجارة الخاص بمكتب الجمارك اليابانية، أن قيمة الواردات اليابانية من قطر بلغت 10.9 مليار دولار أميركي في عام 2017، «الدولار الأميركي يساوي تقريباً 110 ين ياباني خلال السنوات الماضية»، أهمها الغاز الطبيعي المسال والنفط الخام والمنتجات البتروكيماوية، في حين، بلغت صادرات اليابان إلى قطر 1.7 مليار دولار أميركي في عام 2015، و1.5 مليار دولار أميركي في عام 2016، و1.2 مليار دولار أميركي في عام 2017، وتتمثل أهم الصادرات في السيارات والأجهزة الإلكترونية والآلات والصلب.
ما الفرص التي توفرها اليابان لاستقطاب الاستثمارات القطرية؟
¶ هناك مجالات واعدة للاستثمار المحتمل، تشمل مشروعات التكرير والتصنيع في قطاع الطاقة في اليابان، والصناعة التحويلية باستخدام التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، والمستحضرات الطبية والدوائية، وقطاعات صناعة السيارات ونظم المرور المستقبلية، ومصادر الطاقة البديلة للوقود الأحفوري.
هل لدى اليابان اهتمام بالتعاون مع قطر في مجال الغاز؟
¶ القطاع الخاص الياباني ما زال مهتماً بإنتاج وصناعات النفط والغاز.
كيف تقيّمون التعاون في المجال الأمني والدفاعي؟
¶ تاريخياً، كان هناك تعاون دفاعي بين اليابان ودولة قطر في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كما نفذت اليابان عملية لإزالة الألغام في الماء بالتعاون مع الدول الخليجية، وعندما اندلعت حرب العراق في عام 2003، طلبت اليابان دعماً لوجيستياً لقواتها الجوية في القاعدة الجوية القطرية، حالياً، لدينا برامج لتبادل أفراد الدفاع والحوار المنتظم للتعاون في مجال الدفاع.
وماذا عن التعاون في المجالات الأخرى؟
¶ هناك أنشطة تعاونية وتبادل للخبراء في مختلف المجالات، بما في ذلك مشروع الجينوم البشري، وبرنامج تدريب معلمي المدارس الابتدائية على طرق تدريس الرياضيات، ومشروع مصنع إنتاج الخضراوات بدون تربة، ودعم جامعة قطر للدراسات الإسلامية في اليابان، ومصنع تجريبي لتحلية مياه الصرف الصناعي، وغيرها من المشروعات التي تقوم على أساس غير تجاري.
كم عدد التأشيرات التي تصدرونها سنوياً للسياح القطريين؟
¶ يزور اليابان سنوياً حوالي 1800 مواطن قطري، ولكن عدد التأشيرات الصادرة غير محدد، حيث يحمل البعض تأشيرات دخول متعددة، كما يتم إعفاء الزيارات الرسمية من تأشيرة الدخول.
وماذا عن حركة النقل الجوي بين البلدين؟
¶ لدينا رحلتان للركاب يومياً.
كم عدد الجالية اليابانية ومجال نشاطها في قطر؟
¶ يبلغ عدد المقيمين الدائمين من اليابان في دولة قطر حوالي 950 مقيماً، ولكن العدد متغير.
كيف تقيّمون أداء الدبلوماسية القطرية، لا سيما في مجال الوساطة وفضّ النزاعات عبر العالم؟
¶ نرى أن الدبلوماسية القطرية نشطة، حيث ساهمت بشكل كبير في تحقيق الاستقرار في المنطقة، على سبيل المثال، ساعد التمويل القطري لوكالة «الأونروا» على سدّ الفجوة في ميزانيتها التي نتجت عن تقليص المساهمات الأميركية، كما ساهم التدخل القطري في حل أزمة العملة التي عانت منها تركيا، كذلك التزمت دولة قطر بخلق فرص العمل في الأردن، كما أرسلت دولة قطر قوة لحفظ السلام في دولة مالي، التي تعاني من تدهور الحالة الأمنية، وعلى وجه الخصوص تتعاون اليابان ودولة قطر لمساعدة قطاع غزة.
ما مدى تقارب وجهات نظر البلدين إزاء القضايا الدولية؟
¶ السياسات العريضة في اليابان ودولة قطر متطابقة تقريباً، على سبيل المثال، ينادي كلا البلدين باستئصال الطاقة النووية من العالم، ونحن نصرّ على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن، إلى جانب التأكيد على ضرورة حل النزاعات الإقليمية بالوسائل السلمية، وضرورة حل المشكلة الفلسطينية على أساس مبدأ حل الدولتين بشكل عادل ومنصف، كما يجب احترام قيمة ومفهوم تعددية الأطراف وحقوق الإنسان، كما تتشابه المبادرات اليابانية والقطرية لمشاريع التنمية في البلدان الإفريقية الفقيرة.
كيف ترى بلادكم مستقبل الأزمة الخليجية؟ وما تقييمكم لتعامل الدبلوماسية القطرية معها؟
¶ يجب حل الأزمة الخليجية بالطرق السلمية، من المرغوب فيه إجراء محادثات مباشرة بين جميع الأطراف، والوساطة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، ونحن ندعم الموقف القطري القائل إن الوكالات والمنظمات الدولية المعنية مختصة بحل القضايا المحددة بناء على اللوائح والقوانين والممارسات الدولية، ونقدّر الدبلوماسية القطرية الاستباقية، من حيث الحصول على فهم دقيق ودعم كبير.;