ترشيحات الأوسكار.. “روما” و”المفضل” بالصدارة و”كفر ناحوم” يمثل العرب
|حسام فهمي
حفل جوائز الأوسكار هو الحفل الأهم والإنجاز الأكبر جماهيريا ونقديا لأهم إنتاجات العام السينمائية، وفي الترشيحات الرسمية للأكاديمية سيطر فيلما “Roma” (روما)، و “The favourite” (المفضل) على أغلب الترشيحات، فحاز كل منهما على عشرة ترشيحات أوسكار.
وجاء الخبر السعيد للعرب بترشح فيلم “Capernaum” (كفر ناحوم) للمخرجة اللبنانية نادين لبكي لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي، كما ترشح الممثل الأميركي المصري رامي مالك لجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي.
الاسم الأهم في حفل جوائز الأوسكار هذا العام هو وبلا شك فيلم روما للمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون بعشرة ترشيحات، من بينها ترشيحات الفئات الرئيسية الأهم، أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثلة رئيسية وأفضل سيناريو، بالإضافة إلى ترشيح تاريخي قد يبدو مضمونا لروما وهو الترشح في فئة أفضل فيلم أجنبي، حيث لم يصل أي فيلم ناطق بغير الإنجليزية لشرف الجمع بين ترشيحي جائزتي أفضل فيلم وأفضل فيلم أجنبي منذ الفيلم النمساوي “Amour” (حب) عام 2013.
وتنبع أهمية روما من أنه فيلم مكسيكي خالص، صنعه المخرج والمؤلف المكسيكي ألفونسو كوارون بالأبيض والأسود عن قصة مستوحاة من ذكريات طفولته في ضاحية روما بمدينة مكسيكو سيتي في زمن السبعينيات.
والفيلم بالكامل من بطولة ممثلين مكسيكيين أغلبهم غير محترفين، كما أن كوارون لم يكتف فيه بالتمثيل والإخراج فقط بل قام أيضا بإدارة التصوير والمونتاج.
عمل كوارون الفردي المذهل اجتمع في هذا الفيلم مع رؤية إنسانية نسوية جعلت من حكاية خادمة فقيرة هي محور الأحداث، لتظهر في خلفية هذه الحكاية كافة مشكلات المجتمع المكسيكي بدءا من السيطرة الذكورية، مرورا ببشاعة النظام الرأسمالي، وانتهاء بتعرية لسياسات الحكومات المستبدة التي تحكم شعوبها بقوة السلاح.
في بداية يناير/كانون الثاني فاز كوارون بجائزتي غولدن غلوب في فئتي أفضل مخرج وأفضل فيلم أجنبي عن هذا الفيلم، لكنه الآن يبدو مرشحا بقوة للفوز بعدد أكبر من جوائز الأوسكار.
يذكر أن كوارون هو أول مكسيكي بل وأول لاتيني يفوز بجائزة أوسكار في فئة أفضل مخرج حينما فاز بها عن فيلم “Gravity” (جاذبية) عام 2014، ليحذو حذوه عقب ذلك صديقاه أليخاندرو إيناريتو وجواليرمو ديل تورو في عامي 2016 و2018.
فيلم المفضل.. اليوناني لانثيموس في ثوبه الجديد
أما عن المفاجأة الكبرى فقد جاءت بترشح فيلم “المفضل” للمخرج اليوناني يورجوس لانثيموس لعشر جوائز أوسكار أيضا، وهو عن قصة الكاتب الأسترالي توني ماكنمارا وشريكته في الكتابة ديبورا ديفز، وتدور الأحداث في بدايات القرن الـ18 حينما اعتلت الملكة آن الحكم، وكيف أثرت علاقتها بصديقتها وخادمتها في تغيير مسار حياتها وحكمها.
المفاجأة جاءت بترشح لانثيموس لهذا العدد الكبير من الجوائز في فيلمه الأول عن سيناريو لم يكتبه كما أنه ناطق بالإنجليزية على خلاف عادته في صنع أفلام كتبها بنفسه كما أنها غالبا ما كانت ناطقة باليونانية.
أجواء لانثيموس الغرائبية لا تغيب في هذا الفيلم على الرغم من ذلك، بالإضافة إلى حضور طاغٍ لعنصري الجنس واللغة العنيفة، وهو ما يمثل مفاجأة أيضا حيث اعتادت الأكاديمية في السنين الأخيرة على عدم ترشيح أفلام بهذه المواصفات لجوائزها الرئيسية.
جائزة أفضل ممثل.. رامي مالك في مواجهة كريستيان بيل
قد تكون هذه الفئة ذات المنافسة الأشرس، فقد أعلنت الأكاديمية عن ترشيح رامي مالك وكريستيان بيل عن أدوارهما في فيلمي “Bohemian Rhapsody” (افتتان البوهيمية)، و”Vice” (النائب) على الترتيب لجائزة أفضل ممثل في دور رئيسي.
وتبدو المنافسة محتدمة بين النجمين، حيث فاز كل منهما بجائزة غولدن غلوب في فئة أفضل ممثل رئيسي، مالك عن فئة الأفلام الدرامية، وبيل عن فئة الأفلام الكوميدية، كما قدم كل منهما تجسيدا مذهلا على المستويين الشكلي والنفسي لشخصيتين حقيقتين.
ترشح مالك جاء بعد نجاح جماهيري كبير لتجسيده لشخصية المغني الإنجليزي الأسطوري فريدي ميركوري الذي رحل عن الدنيا مبكرا بسبب مضاعفات مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، تعلم مالك عزف البيانو والغناء بالإضافة إلى تمرينات مكثفة على الأداء الحركي من أجل هذا الفيلم.
وبينما انتزع بيل ترشحه عقب تجسيده لشخصية ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش اكتسب بيل وزنا تجاوز العشرين كيلو غراما من أجل هذا التجسيد، واستعان في تحقيق ذلك بطبيب تغذية خاص بعد أن شعر بأن جسده قد تضرر نتيجة تلاعبه في وزنه بالزيادة والنقصان خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
وفي نهاية فبراير/شباط المقبل إما أن تذهب الجائزة إذن للأميركي المصري رامي مالك ليحقق ما لم يحققه عمر الشريف في منتصف الستينيات ويصبح أول صاحب أصول مصرية يفوز بالجائزة، أو أن يحقق كريستيان بيل جائزة طال انتظارها من عشاقه بعد حقبة طويلة من الأدوار المميزة.
في الطريق إلى الأوسكار حقق فيلم “كفرناحوم” نجاحا نقديا عالميا بلغ أوجه في مهرجان كان السينمائي الدولي 2018 (غيتي) |
فيلم كفر ناحوم.. لبنان يمثل العرب للعام الثاني على التوالي
الخبر الأهم بالنسبة للعرب في هذه الترشيحات جاء من نصيب المخرجة اللبنانية نادين لبكي، حيث رشح فيلمها لجائزة أفضل فيلم أجنبي، بهذا الترشح يظهر اسم لبنان على منصة الأوسكار للعام الثاني على التوالي، حيث ترشح فيلم “قضية 23” للمخرج زياد دويري لنفس الجائزة عام 2018.
كفرناحوم حقق نجاحا نقديا عالميا بدأ بعرضه الأول في مهرجان كان السينمائي 2018، حيث توج الفيلم في ختام فعاليات المهرجان بجائزة لجنة التحكيم، ثم رشح الفيلم عقب ذلك لعدد كبير من الجوائز العالمية، أبرزها جائزة الغولدن غلوب، قبل أن يصنع التاريخ أخيرا بترشحه لجائزة الأوسكار.
تدور أحداث كفر ناحوم حول قرية متخيلة يحاكم فيها الأطفال الكبار على ما فعلوه بالعالم، اختارت لبكي لبطولة فيلمها طفلا موهوب هو زين الرفيع، وهو من أسرة سورية لاجئة تركت بلادها عقب اشتعال الحرب فيها.
وتبدو فرصة كفر ناحوم صعبة، حيث يقع في فئة ينافسه فيها فيلمان من أهم إنتاجات العام هما “روما” و”Cold War” (حرب باردة)، ولهذا تبدو فرصته في الفوز ضئيلة، لكن الأكيد أن الوصول لهذه المرحلة من الترشيحات وضع لبنان مرة أخرى في موضع متميز على خريطة السينما العالمية.
المصدر : الجزيرة